انطلقت أمس الأربعاء بالصخيرات (قرب العاصمة الرباط) أشغال المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم تحت شعار "التعليم في الوطن العربي والعولمة". وسيستمر المنتدى يومين وسيركز على طرق وآليات إصلاح المنظومة التعليمية والتربوية في العالم العربي وتأهيلها لمواجهة تحديات المرحلة. وتميز لقاء الافتتاح بقراءة الرسالة التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس للمشاركين في المنتدى، وأكد فيها أن الإصلاح المستمر للمنظومات التربوية العربية "يظل الخيار الذي لا محيد عنه، لتبويء بلداننا العربية المكانة الجديرة بها في معترك العولمة العلمية والتقنية، وتمكين التعليم والبحث من الاضطلاع بدورهما كرافعتين أساسيتين للتنمية". ونوه العاهل المغربي بمبادرات ومجهودات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيس مؤسسة الفكر العربي، في سبيل النهوض بالثقافة والفكر العربيين، وأكد على أهمية موضوع المنتدى، اعتبارا لمواكبته لحيوية النقاش الدائر في المنطقة العربية حول إشكاليات وأولويات النهوض بالمنظومات العربية للتربية والتكوين، وتعزيز دورها في إعداد أجيال المستقبل. وعبر عن يقينه من أن المنتدى سيسهم في تعميق النظر في ما تطرحه التحديات على الأنظمة التعليمية في البلدان العربية، وابتكار المناهج الناجعة لمعالجة بعض القضايا المشتركة في هذا المضمار. وفي سياق ذلك، قال ملك المغرب إنه يأتي في المقام الأول التراث العربي المشترك، الذي تمثله بالأساس اللغة العربية، التي تستدعي اليوم أكثر من أي وقت مضى مجهودا خاصا لتنميتها وتأهيلها. أما في المقام الثاني، يضيف العاهل المغربي، فيتعين الانكباب على جعل المناهج والمضامين التربوية تستوعب متطلبات العولمة وتتكيف معها، إلى جانب الاضطلاع بدورها في التربية على المواطنة والسلوكات المدنية، والتشبث بمقومات الهوية الحضارية، دون انغلاق أو تعصب. وأكد أن المنتدى سيشكل قوة اقتراحية فعالة للإسهام في استكشاف أفضل السبل للنهوض المتواصل بالمنظومات التعليمية العربية، وتوثيق التعاون وتبادل الخبرات بينها على نحو يجعلها في مستوى رفع تحديات العصر وتحقيق التنمية. وأضاف أن الجامعات ومعاهد البحث تعرف اليوم، على الصعيد الدولي، تسابقاً حثيثا من أجل اكتساح أسواق التكوين والبحث، في اتجاه تمكنها من الامتلاك التدريجي لوسائل وآليات هذه التنافسية، مما أفرز دينامية تدفع إلى المزيد من التنميط والتماثل بين مقومات ومناهج الأنظمة التعليمية والتكوينية عبر العالم، مبرزا أن ذلك لم يعد يسمح بانتهاج سياسات تعليمية منغلقة على ذاتها أو منعزلة عما يجري حولها.