شهدت محلات خياطة وبيع الملابس الشعبية التقليدية بالطائف نمواً واضحاً في مبيعاتها نتيجة الإقبال على شرائها من قبل الأهالي والسائحين وساهمت الفعاليات الترويجية السياحية في عودة انتعاش تداول هذه الملابس وملحقاتها من الإكسسوارات المتمثلة في الأحزمة والقلائد والأساور وباقي المستلزمات حيث تعتبر هذه الملابس ارثاً شعبياً تقليدياً مازالت النساء في القرى المحيطة بالطائف يرتدينه حتى الآن بينما يقوم الكثير من الأهالي باقتناء الملابس الشعبية في ليالي الغمرة حيث ترتدي العروس ثياباً شعبية مزركشة بالغة الروعة وتقوم بعض المتخصصات بتخضيبها بالحناء من خلال نقوش تغطي الكف والساعد والذراعين والاقدام. ولوحظ ازدياد اعداد المشاغل التي تقوم ببيع الملابس النسائية التقليدية وأزياء (الغمرة) التي باتت تجمع مابين الزي القديم والزي الحديث من خلال الاستعانة بالفصوص والقصب الذهب والنقوش الجميلة والألوان الزاهية وتم رصد عدد من المحلات والمشاغل بحي الشرقية شارع الخياطين بالإضافة الى استمرار التوسع في محلات بيع الملابس النسائية التقليدية بسوق البلد بالمنطقة المركزية في ظل زيارة العديد من السائحين لهذه المحلات وشرائهم الملابس ذات الألوان الزاهية التي يغلب عليها اللون الأحمر والأصفر بنقوش تقليدية معروفة بالمنطقة بينما يفكر مستثمرون في اقامة مشروعات للمحافظة على هذا التراث الشعبي الذي لم يندثر حتى الآن.. وتعد نساء القرى المحيطة بالطائف عوامل مساعدة لبقاء هذه الملبوسات والأزياء الشعبية دون اندثار.. وقد ساهمت المهرجانات السياحية التي اقيمت بالمحافظة في لفت النظر لهذا الإرث الشعبي الفريد حيث تفاعل الحضور مع الفقرات الشعبية المتمثلة في زفة العروس الحجازية ومناسبة السابع للمواليد والفنون الشعبية والعروض الفنية التي تشتهر بها الطائف مثل المجرور في تسليط الضوء على الملابس الشعبية الجميلة والتي تحتل مكانة خاصة في نفوس الأهالي وبخاصة كبار السن من الرجال والنساء على حد سواء.. يقول المؤرخ والمؤلف عيسى بن علوي القصير إن الطائف زاخرة بالتراث الشعبي الأصيل مشيراً الى اقامة عروض للفنون الشعبية بالعديد من الأفراح التي تشهدها المحافظة على مدار العام حيث يرتدي الرجال الملابس المخصصة لكل لون ويرددون الأهازيج الشعبية في الوان فنية تستهوي الأهالي مما يدل على عشق المواطنين لارثهم العابق بالأصالة وعدم انجرافهم نحو تركها.. كما ان هناك مهرجانات سياحية وكان آخرها مهرجان المأكولات الشعبية وضمت فقرات شعبية متنوعة وكان هناك مشاركة للاطفال بملابس تقليدية راقت كثيراً للحضور الكبير بينما تعزز هذه الأزياء الأصيلة ماكان يحمله الأجداد لمسات راقية وحس مرهف على الرغم من صعوبة الحياة المعيشية قبل توحيد الدولة السعودية تحت راية التوحيد على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه. ويشير رجل الأعمال مسعود جواد وهو أحد أشهر المنظمين للفعاليات السياحية الى وجود عدد من المهرجانات والبرامج السياحية التي ستقام خلال الشهرين المقبلين وسيتم التركيز خلالها على ثراء الإرث الشعبي للمنطقة وقال وجدنا حتى الآن تجاوباً كبيراً من الأهالي والجهات ذات العلاقة ونأمل أن يستمر التعاون لخدمة سياحة الطائف منوهاً بدعم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة للفعاليات السياحية عموماً والدور البارز للهيئة العليا للسياحة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة مما ساهم في تسهيل اقامة العديد من المناشط السياحية البارزة بمتابعة من معالي محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر الذي ساهم بقوة في ازالة الكثير من العراقيل والعقبات من أمام رجال الأعمال المساهمين في اقامة الفعاليات السياحية عموماً وتمنى استمرار الدعم في ظل ماتوليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز لهذا القطاع الناهض من دعم ورعاية واهتمام.