انتقد الامين العام لليونيسكو كويشيرو ماتسورا الاثنين عرض فيلم "فتنة" المسيء الى القرآن، والذي اعده نائب هولندي من اليمين المتطرف، ووجه نداء لتجنب "اي تصعيد لحدة التوتر". واعتبر ماتسورا ان "لا مبرر لهذا التعبير عن الكراهية والتحريض على العنف"، وذلك في بيان للونيسكو التي تتخذ من باريس مقرا. واعلن انه يؤيد الادانة التي عبر عنها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ودعا المجموعات "ذات الثقافات والاديان المختلفة الى تجنب اي تصعيد للتوتر". وقد بث غيرت فيلدرز على الانترنت فيلم "فتنة" القصير الذي يخلط بين صور العنف الارهابي والاعدامات والقرآن الكريم. كما دانت روسيا بحزم عرض فيلم "الفتنة" معتبرة أنه يمثل استفزازاً يمكن ان يؤدي الى نتائج سلبية كما كان الوضع الذي حدث مؤخراً والمتعلق بإقدام بعض من وسائل الإعلام الجماهيري الاوربية على نشر الصور المسيئة بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وكما دعت روسيا إلى ضرورة إقامة حوار بين الحضارات والاحترام المتبادل ومراعاة عادات وتقاليد مختلف الطوائف الدينية، مشيرةً إلى أن الفيلم يُعد علامة متطرفة وتُعبر عن أسفها لوجود مجموعة من الدول الغربية التي سارعت للدفاع عن صانعي هذا الفيلم إنطلاقاً من فهم غير سليم لمبدأ حرية التعبير. من جانب آخر أكدت المراكز الإسلامية في روسيا عن تأييدهم للاقتراح الذي تقدمت به منظمة المؤتمر الاسلامي والذي تدعو فيه الدول الغربية والامم المتحدة الى ضرورة وضع قاعدة تشريعية للحيلولة دون الإساءة للأديان السماوية، فيرى النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين في روسيا "ضمير عزة الدين" أن المسلمين في روسيا واثقون من أن هذه المبادرة من جانب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي من شأنها ألا تخفف حدة الهجمات على الاسلام فقط بل وعلى المسيحية واليهودية. ويرى ممثل المركز التنسيقي لمسلمي شمال القفقاس الروسي "شفيق بشيخاتشيف" أن فرض الحظر على كل ما يُسيئ للأديان قد يساعد على خفض حدة بعض الظواهر المتطرفة التي يشهدها العالم حالياً مثل ظاهرة كراهية الأجانب والتعصب القومي، منوهاً إلى أن الفيلم يهدد تنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والروحية بين هولندا والبلدان الاسلامية، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي الذي يشهد تطورا حثيثا في كافة المجالات ينظر بحذر الى بروز ساسة غربيين على شاكلة فيلدز، حيث إن بوسع سياسي مستهتر مثله لا يقيم أهمية للمشاعر الانسانية والقيم الدينية ان ينسف مشاعر الثقة التي لا يمكن اقامتها إلا على مر السنين. من جانب آخر "أفادت تقارير إعلامية امس الثلاثاء بأن إندونيسيا حظرت إذاعة الفيلم المسيء للاسلام كما منعت فليدرز من دخول إندونيسيا. وحث الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو مسلمي إندونيسيا على عدم استخدام العنف أو اللجوء لاعمال الشغب أو ملاحقة المعارضين في مسيرات ضد الفيلم وقال إن الاسلام وغيره من الديانات لا تسمح أبدا باستخدام مثل هذه الطريقة.