عندما ننظر إلى أبنائنا التلاميذ في المرحلة الابتدائية نجد أن هناك ضعفاً عاماً وخاصة في الصفوف الأولية منها، ومن البديهي أن الضعف في الصفوف الأولية يتبعه ضعف فيما يليه من سنوات ومراحل دراسة قادمة، فأين تقع المشكلة ولماذا هذا الضعف غير اننا نجد في الآونة الأخيرة عزوفاً عن تدريس هذه الفصول بالتحديد من قبل المعلمين خاصة الخبرات منهم في هذه المرحلة بالتحديد فلماذا هذا العزوف من المعلم رغم الحوافز المقدمة له وتميزه عن باقي زملائه المعلمين، كما أننا لو قارنا أبناءنا في هذه الفصول ببناتنا التلميذات في مدارس البنات نجد ان تلميذاتنا أفضل من تلاميذنا وبفارق واضح وجلي ترى لماذا؟. رغم أنهم يتفقون بالمنهج الدراسي، هذا لو نظرنا عن قرب وعندما نوسع الرؤية وقارنا تلاميذنا بأقرانهم في جميع انحاء العالم نجد أننا أقل مستوى وأداء لنبحث عن الأسباب.. من خلال قربي من العملية التعليمية وتعاملي المباشر مع تلاميذ هذه الفصول أرى أن الصفوف الأولية في مدارس البنين تحتاج إلى معلم يمتلك خصائص وصفات فطرية لا توجد إلا في المعلمات تحديداً وبشكل خاص لأنها من خصائص وصفات الأمومة التي لا يستطيع المعلم مهما قام بجهود أن يمتلكها، وعلى سبيل المثال لا الحصر.. المعلم يعجز عن تنظيف أنف تلميذ كما لا يملك القدرة للنظر إليها بينما المعلمة قادرة على أكثر من ذلك بحكم أمومتها وتعاملها مع أبنائها وهذا من أبسط الأمور التي قد يتعرض لها المعلم بشكل مستمر ويومي. ونحن في التربية طرحنا كثيراً من التجارب التربوية والتعليمية ورقيناها وتقدمنا به إلى الأمام ولكن نحتاج إلى المزيد. وما دعاني إلى الكتابة عن هذه الفصول تحديداً هو انها الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الأجيال ومن الضروري البحث عن العلاج المناسب لأننا وبلا مكابرة نزداد ضعفاً دراسياً بشكل عام ولدى هؤلاء التلاميذ بشكل خاص فلماذا لا نجرب ضم هذه الفصول إلى مدارس البنات مثلاً مع العمل على عزل الجنسين كلا على حدة في فصل مستقل، والهدف أن تقوم بتدريسهم معلمة بدلاً من معلم وهذا لا يتجاوز الصف الثالث الابتدائي، لعل في هذه التجربة رفع لمستوى أبنائنا التلاميذ حتى يزدادوا وله قوة في ما يلي هذه المرحلة من مراحل تعليمية وتربوية.