جرى في مكتبة اللغات الأجنبية بموسكو مراسم تقديم النسخة الروسية من كتاب "بوح سلمى" للمؤلف العماني محمد بن سيف الرحبي، والذي يصوّر فيه الكاتب بشكل وجداني سنوات طفولته في إحدى قرى سلطنة عمان ذات النظام الأبوي والظروف المعيشية الصعبة. وقال المؤلف: "سلمى" هي جدتي، وهي أم لعائلة كبيرة جدا وعاشت حياة بالغة القسوة، تلك الحياة التي لم تمنعها من إبداء ما يمكن من مشاعر العطف والحنان على الأبناء والأحفاد على حد سواء. ويستذكر الكاتب سنوات من حياة تلك الجدة التي لم تعد بين الأحياء غائرا من خلال ذلك في أعماق وطنه لأربعين سنة مضت. حتى السبعينيات من القرن الماضي لم تكن عمان تعرف الراديو والتلفزيون وحتى أبسط مستلزمات الحضارة. وحتى تواريخ مواليد الأطفال لم تكن مثبتة في قيود الدولة آنذاك. وأضاف: إنني أجهل يوم مولدي وقررت ألا أتعرف على يوم وفاتي. وتضمنت كلمة الكاتب أثناء مراسم تقديم كتابه التي قامت بتنظيمها سفارة سلطنة عمان بموسكو، شكر القارئ الروسي لأبدائه الاهتمام بنتاج الكاتب الأدبي وللحفاوة البالغة التي لقيها في موسكو. كما خص الكاتب بالشكر مترجم كتابه السيد فلاديمير فولوساتوف وكريمته المترجمة ماريا نيكولايفا. وتحدث عدد من الحضور من السفراء العرب والمستعربين والأدباء الروس عن عمق ما تضمنه كتاب السيد الرحبي وكذلك امتلاك الكاتب لناصية صناعة الكلمة الجميلة. وبفضل قدرة الكاتب في تصوير ماضي بلاده يصبح من السهل على القارئ معرفة كم كان ينبغي على العمانيين تحمله للوصول خلال فترة قصيرة إلى ما هم عليه الآن من تطور ومستوى تقني رفيع.