تنظم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لقاء علمياً التاسع عشر بمقرها في مدينة الرياض صباح يوم غد الأحد تحت عنوان: (صياغة معايير طبية جديدة لجراحة الفم للمرضى الذين يستخدمون الأدوية المسيلة للدم "الوارفرين") وذلك تمشياً مع تبنيها مبدأ الاسهام في المعرفة الإنسانية والتواصل مع المجتمع. وأوضح المشرف على الإدارة العامة لمنح البحوث بالمدينة الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم العبدالعالي أن أهمية اللقاء العلمي تكمن في استخدام دواء (الوارفرين) المسيل للدم، وللاشخاص الذين يواجهون خطر تكون الجلطات والسكتة القلبية، أو خثرات الأوعية الدموية والرئتين، كما يوصف أيضاً للمرضى الذين يعانون من عدم انتظام في ضربات القلب أو الذين أجريت لهم عمليات جراحية لتبديل صمامات القلب التالفة بصمامات قلبية صناعية. وقال: ينبغي على المرضى الذين تجرى لهم عمليات خلع الأسنان ويستخدمون هذا الدواء اخطار طبيب الأسنان قبل إجراء العملية، حيث أن الطريقة المعمول بها في هذه الحالة هي إيقاف استخدام الدواء لهؤلاء المرضى لفترة محدودة قبل وبعد إجراء عمليات جراحة الفم تفادياً لحدوث النزيف، ومع زيادة عدد المرضى الذين يستعملون هذا الدواء فقد تبين وجود عدة محاذير ومخاطر قد تحدث نتيجة لايقاف استخدام الدواء ولو لفترة بسيطة، منها حدوث جلطات قد تكون مميتة، لذا عكف عكف العلماء والباحثين على مستوى العالم في الآونة الأخيرة على البحث عن مدى إمكانية إجراء عمليات خلع الأسنان لمستخدمي دواء (الوارفرين) دون حدوث مضاعفات قد تنشأ مثل تكون للجلطات خصوصاً إذا أوقف استعمال الدواء مؤقتاً أو حدوث نزيف مع استعمال الدواء. وأضاف: خلال تنفيذ هذه الدراسة التي استغرقت (16) شهراً ودعمتها المدينة ب 94ألف ريال للباحث الرئيس الدكتور سلطان بن عبدالعزيز المبارك، تم تطبيق النسبة المعيارية الدولية (INR) في أيام مختلفة ومحددة، قبل وبعد عملية خلع الأسنان وقد أظهرت النتائج إمكانية إجراء عمليات خلع الأسنان بطريقة آمنة بدون وقف استعمال الدواء، سواء عند استخدام الخيوط الجراحية أو بدونها، على أن لا تتجاوز النسبة المعيارية المستخدمة (3) مع مراعاة توفر التدابير الموضعية للسيطرة على نزيف الدم بعد انتهاء العملية. وأضاف الدكتور العبدالعالي أن هذا البحث نشر بعنوان (خطورة الجلطات الدموية والنزيف لدى المرضى الذين يستخدمون أدوية مضادة للتجلط أثناء خلع الأسنان) في مجلة (Journal of Thrombosis and Haemostasis) والتي تصدرها دار النشر (Blackwell Synergy) من ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدةالأمريكية والتي تعد من أهم المجلات العلمية المتخصصة وأحد المراجع الهامة للمختصين والباحثين في أمراض القلب وهي كذلك من ضمن أفضل 50مجلة علمية في كافة التخصصات الطبية من بين ما يقارب 2000مجلة طبية من مختلف أنحاء العالم حسب معامل القوة المرتفع (5.128) والمعتمدة من لجنة تقييم المجلات والابحاث العلمية العالمية وذلك لأول مرة بأن تنشر لباحث سعودي رئيسي في تاريخ المجلة العالمية المرموقة. وأشار إلى أن البحث حقق صدى كبيراً في الأوساط الطبية العالمية وحظي بإشادة واسع في عدة مواقع الكترونية عالمية طبية مثل موقع (American Society og Clinical Oncolofy) (الجمعية الأمريكية للأورام الاكلينيكية) بالإضافة إلى مواقع أخرى عديدة. كما قامت بنشر هذا البحث مجلة British Dental Gournal في عددها الصادر في شهر أغسطس 2007م. وقال لقد استحدثت اللجنة البريطانية المعتمدة الوضع المقاييس في علم أمراض (British Committee for Standards in Haematiligy) مقاييس علمية طبية جديدة لعلاج المرضى الذين يستخدمون الأدوية المضادة للتجلط. وقد اعتمدت اللجنة في تحديثها لهذه المقاييس على عشرين بحثاً علمياً كمرجع لها في صياغة وتطوير المعايير الطبية والعلاجية في علم أمراض الدم. وأوضح الباحث د. سلطان بن عبدالعزيز المبارك كبير علماء الأبحاث بمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي أنه بصدد العمل في مركز الأبحاث بالتنسيق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتصميم قاعدة بيانات وطرق علاجية موحدة يمكن تطبيقها واستخدامها في عمليات جراحة الفم والاسنان بجميع مستشفيات المملكة والمنطقة. وقال إن استرتيجية دعم الأبحاث النابعة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تساعد بشكل كبير على تقليص الخطوات ومسابقة الزمن لتذليل جميع العقبات والنهوض بالبحث العلمي في مراكز الأبحاث المختلفة بالمملكة. وأضاف: هناك العديد من المشاريع البحثية القادمة والتي يتوقع لها أن تلاقي نجاحاً كبيرا وذلك يأتي في إطار الجهود الحثيثة لدعم البحث العلمي تلبية لتوجيهات القيادة الرشيدة في المملكة واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذا الشأن وحرصه حفظه الله على وضع المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة المهتمة بالبحوث العلمية وما تحققه من آثار ايجابية في تنمية الدول.