فاصلة : "الصداقة الحقيقية كالصحة الجيدة، قلما تعرف قيمتها إلا بعد فقدها" * عندما كنا صغارا كان الصديق بالنسبة لنا الحياة وخسارة صديق كانت بمثابة كارثة. وكبرنا على مقاعد الدراسة ومازال الأصدقاء هم حياتنا التي لا يمكن أن تنتهي بإرادتنا. ثم تبدأ الحياة والعملية فتتسع دائرة المعارف ويتعدد الأصدقاء فهذا صديق نلجأ إليه إذا اكتأبنا لان له أذناً عاطفية، وآخر نلجأ إليه إذا واجهتنا مشكلة لأنه يناقش المشكلة بعقلانية. بالنسبة لي أحب الصداقات القديمة ومازلت احتفظ بصديقتين من المرحلة الثانوية وعمر صداقتنا يزيد عن ربع قرن. الصداقة مهمة جدا في حياة الانسان والذي بدون أصدقاء أشبه ما يكون بشجرة يابسة لا تطرح الثمر. وخسارة الأصدقاء مؤلمة ومريرة لكننا نتجرعها بصبر ويساعدنا على الصبر تفاصيل الجرح من حسن حظنا ككتّاب أن لدينا قراء يمكن أن يكونوا أصدقاء وساعدت شبكة الانترنت على أن تخلق لنا في بلدان عدة أصدقاء نتواصل معهم ويتواصلون معنا رغم بعد المسافات. إلا أن شبكة الانترنت أفقدتني شخصيا خاصية الاحتفاظ بالذكريات فبينما كان عندي ملفات بها رسائل قراء كانت تصلني قبل عصر الانترنت تفاجأت بأنني الآن لم اعد احتفظ بعبق من الود الذي لا يزول القراء اليوم سريعون سرعة إيقاع العصر وسرعة كتاباتنا نحن، حتى أنني أحيانا تفاجئني التعليقات التي تكون بعيدة عن فكرة ما اكتب ورغم ذلك فالكاتب الذي لا يجد ممن يقرؤونه عاطفة الود هو كاتب مسكين لأننا وان كنا نحتاج إلى النقد والتوجيه إلا أننا أيضا نحتاج إلى الود الجميل. والذي لم يجرب دفء الصداقة لا يستطيع أن يحكي عن برد العواطف