شدد متحدثو الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول ل "ملتقى السفر والاستثمار السياحي" على أهمية الدور الذي تلعبه الآثار الموجودة في المملكة وتحدث خلالها كل من الدكتور عبدالرحمن الأنصاري مستشار إدارة جامعة الملك سعود، والدكتور فهد الحسين من جامعة الملك سعود - كلية السياحة والآثار - قسم إدارة التراث والإرشاد السياحي، إلى جانب أحمد بن صالح بن عبدالله السلطان أمين منطقة القصيم، والدكتور سعد الراشد مستشار سمو الأمين العام للتراث والآثار - الهيئة العليا للسياحة. فتناول أ. د. الأنصاري الآثار في المملكة كمورد من موارد السياحة الثقافية، مشيراً إلى ما تزخر به المملكة العربية السعودية من المواقع الأثرية التي ترجع لعهد الممالك العربية القديمة والوسيطة، وأشار إلى مجموعة من المواقع الأثرية والتي من الممكن تأهيلها لتصبح من موارد السياحة الثقافية في شمال المملكة وشمالها الغربي يأتي في مقدمة هذه المواقع الحجر (مدائن صالح)، كما تناول بالتفصيل المواقع الأثرية الموجودة في المملكة، مؤكداً على أن طرق الحج المارة بالمملكة وتمثل عملاً حضارياً تفاخر به المملكة، وحدد ومن آثار العمارة التقليدية التي يمكن استغلالها سياحياً بالمناطق الداخلية في المملكة الأبراج والأسوار مثل أبراج سدوس، وبرجي برزان في مدينة حائل، وهما من بقايا قصر برزان الذي شيده الأمير محمد بن عبدالله بن رشيد، وبرج الشنانة، وقد شيد البرج سنة 1111ه/1699م. ومن القلاع والقصور قلعة أعيرف وقصر القشلة في حائل، وقصر كاف في الجوف، وقصور الملك عبدالعزيز في الخرج، ووادي الدواسر، وقرية العليا، وقصور الأحساء. ومن جهتها هدفت ورقة الدكتور فهد بن علي الحسين التعريف بالتراث الحرفي للصناعات التقليدية السعودية، وثانيهما: جذب انتباه رجال الأعمال والمستثمرين إلى سوق جديدة وواعدة. والتعريف على اتجاهات السوق الدولية للاستثمار السياحي في قطاع الحرف التقليدية، حيث تشير البيانات المقدمة من منظمة السياحة العالمية أن هذا القطاع يستحوذ على نحو 20% من سوق السياحة العالمية. وأكد الدكتور الحسين في ورقته على أن الاستثمار في الحرف التقليدية أصبح أداة أساسية في تنويع قاعدة الاستثمار الاقتصادي للدول، واستغلال الموارد الذاتية. وسلط الضوء في ورقته على ما تملكه السعودية من خصائص التميز لتراثها الحرفي التقليدي، حيث تكشف الورقة أن الصناعات التقليدية السعودية تمتلك الخصائص المجتمعية لتراث حرفي راسخ الجذور، ينفرد بثلاث خصائص مميزة أولها: عمق الجذور التاريخية، مؤكداً على أن فرص نجاح مشاريع الاستثمار السياحي في الصناعات التقليدية السعودية عالية الجاذبية؛ بسبب ما يمتلكه هذا القطاع الاقتصادي الواعد من مقومات التنوع، والجودة، والتصاميم الفريدة، إضافة إلى مناسبة الأسعار، ويضاف إلى ذلك توفر الحرفيين والمهارات التطبيقية، والمواد الخام، والمدعومة من جانب آخر برعاية الدولة ممثلة في الهيئة العليا للسياحة. واستعرض أخيراً المهندس أحمد بن صالح بن عبدالله السلطان تجربة الحرف اليدوية في منطقة القصيم، مسلطاً الضوء على مركز الحرف والصناعات اليدوية ببريدة الذي يضم أكثر من 48محلاً وعشرين حرفة يدوية. وتناول الدكتور سعد بن عبدالعزيز بن سعد الراشد واقع المتاحف في المملكة العربية السعودية. تلت أوراق العمل تلك مداخلات تسأل فيها الحضور مع الأساتذة المحاضرين عن عدة قضايا هامة كأهمية العناية بدرب زبيدة طريق الحج القادم من الشمال قديماً، وأوضح م. سلطان أن هنالك مشروعاً قريباً من وزارة النقل لسفلتة الطريق كاملاً. وجرى استطلاع تناول دور المتاحف السعودية في عكس التراث السعودي وما إن كانت المتاحف مهيأة لتلبية احتياجات قطاع السياحة أوضح من خلاله د. سعد الراشد أنه بلغ عدد المتاحف في المملكة حوالي مائة متحف، وفي السبيل دوماً لتطويرها وزيادة عددها.