تعد أمراض الحساسية من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم ومن الأمراض التي تزداد نسبتها ازدياداً مطرّداً. وترتبط بعض الأمراض التحسسية ارتباطاً وثيقاً مع بعضها، حيث ان القابلية لحدوثها موروثة في العائلات. وتزداد هذه القابلية كلما زاد عدد الأفراد المصابون في العائلة الواحدة.كما أن وجود أي من هذه الأمراض يعد مؤشرا على الاحتمالية الكبيرة لحدوث غيرها من الأمراض التحسسية، ومثال على ذلك الارتباط الوثيق بين الأكزيما (حساسية الجلد) وحساسية الأنف (حمى القش) والربو القصبي (الأزمة). حيث قد يبدأ الطفل المؤهل وراثيا في سن مبكرة جداً (3- 4شهور) بالأكزيما ويعاني منها بضع سنوات ثم تبدأ في معظم الأحيان بالتحسن ولكن بسبب ما نسميه "بالزحف التحسسي" يبدأ المريض بالمعاناة من حساسية الأنف والتي قد تبدأ على شكل زكام مستمر أو متكرر جداً بكل أعراضه من انسداد في الأنف وسيلان أو جفاف وحكة في الأنف مع عطس وأحياناً نزيف من الأنف، ونسبة حدوث حساسية الأنف في مرضى الإكزيميا أو بعد تحسن 80- 100% وفي حوالي 60% من المرضى يستمر الزحف التحسسي ويبدأ المريض بالمعاناة من الربو فأعراضه من كحه ليلية، كحة بعد الجهد أو اللعب، ضيق في النفس، وإنتاج كميات كبيرة من البلغم. تشكل الإكزيميا والأزمة وحساسية الأنف ما تسمى "بمثلث الحساسية" المرتبط ارتباطاً وثيقاً ببعضه. وموضوعنا هنا عن الأكزيما أو حساسية الجلد وتصيب الأطفال بنسبة أكبر من الكبار ونسبة حدوثها في الصغار قد تصل إلى 20% تبدأ في الشهور الأولى من عمر الطفل وتظهر عند 90% من الأطفال قبل عمر خمس سنوات وتشتد في البداية ثم تبدأ بالتحسن التدريجي عند معظم المرضى ( 80- 90%) أما عند باقي المرضى (20%- 10%) قد تصبح مزمنة وتترك آثاراً دائمة على جلد المريض أما لدى المرضى الذين يتحسنون فقد تترك آثاراً أو نسبة بسيطة باقية من المرض خصوصاً إكزيما اليدين أو القدمين. ارتباط الإكزيميا بحساسية الطعام تكون فقط في سنوات الطفولة الأولى ثم تقل أهميتها بنسبة كبيره وتزداد أهمية المحسسات الأخرى مثل: عث الغبار، الحشائش، الأشجار، غبار الطلع وغيرها. ويظهر ارتباط المحسسات بالمرض بازدياد الأعراض عند التعرض للمحسسات. ولذلك تأتي أهمية معرفة وتجنب هذه المحسسات. فيما يتعلق بعوامل الإصابة المؤثّرة في الإكزيميا فمن السهولة تقسيم هذه الأعراض إلى: خمسة أقسام رئيسية: 1- الجفاف في الجلد وقد يكون شديداً أو يكون أسوأ بوجود الجفاف في الجو أيضاً ومن المهم جداً المحافظة على رطوبة الجلد بشكل دائم ومكثف لدى هؤلاء المرضى وإلا لن يحدث التحسن مع استمرار الجفاف. 2- الحكة الشديدة وهي عامل رئيسي جداً في تكوُّن المرضى ويزداد الطفح بشكل كبير وملحوظ وأحياناً غير مسيطر عليه بوجود الحكة ولذلك من المهم للغاية أن نمنع المريض من الحكة. وإلا لن يحدث التحسن. أحياناً عندما يرغب الطفل الحك ولايستطيع، يبدأ بالبكاء ولا(ينام). 3- الالتهاب التحسسي: وتكون على شكل بقع حمراء ومقشرة وتثير الحكة وعادة ما يستمر المريض في حك هذه البقع فتزداد، وقد تظهر في الأطفال على الوجه أو على ثنيات المفاصل عادة ولكن قد تظهر في مناطق أخرى. ومن المهم علاجها بمراهم الكورتزون (بدرجات مختلفة) لفترة مؤقتة والإ سوف تزداد البقع بمراهم ثم قد تلتهب. 4- الالتهابات الجلدية وتزداد نسبة وجود البكتيريا في جلد مرضى الإكزيميا حوالي 90% عند غير المصابين وبالتالي في حالة الحك الشديد قد تتسبب هذه البكتيريا بالتهاب الجلد بسهولة وعندها تتوقف استجابة المريض للأدوية (الكورتزون) في حالة التهاب الجلد. كما أن هؤلاء المرضى أكثر عرضه للفيروسات كالهيربس والفطريات أيضاً ومن المهم جداً علاج هذه الالتهابات على الفور. 5- تجنب المثيرات المحسسات للتقليل من الأعراض سواء كانت من الأغذية أو عث الغبار كما تعد المنظفات والعطور والصوف من المحسسات ويلاحظ في كثير من هؤلاء الأطفال أن العرق يعد من المثيرات أيضاً لذا تزداد الأعراض في المناطق المتعرقة. وفي النهاية درهم وقاية خير من قنطار علاج. استشارية أمراض الحساسية والمناعة