اختتم المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي أمس اعماله بعد ان استمر لمدة ثلاثة أيام عقدت خلالها اربع جلسات وورشتا عمل تناولت العديد من المحاور التي اكدت الأبعاد الثقافية في تعزيز الاحترام بين الأديان. وقد بدأ الحفل الختامي الذي قدمه سعادة السفير د. جميل بن محمود مرداد بكلمة ألقاها البروفسور يوزو ايتاجاكي قال فيها: "بداية ونيابة عن جميع المشاركين من الجانب الياباني اتقدم بالشكر والعرفان والتقدير للقائمين على هذا المنتدى من وزارة الخارجية السعودية ومعهد الدراسات الدبلوماسية، فقد كانت ضيافتهم لنا رائعة وامتاز المنتدى بكمال الإعداد والترتيب. بالأمس استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المشاركين في هذا المنتدى، وكان اللقاء مثمراً ومميزاً فقد دعمنا وشجعنا بقدر كبير بحماس خادم الحرمين الشريفين وبعد نظره، وقد تعزز الأثر الاجتماعي لهذا الحوار وهذا المنتدى بدعم خادم الشريفين وحسن ضيافته لنا". بعد ذلك القى سمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الكلمة الختامية للمؤتمر التي اكد فيها ان مثل هذه الندوات تقوم على دعم القيم والمبادئ الإنسانية والتي من شأنها ان توجد ارضية صلبة لتحقيق الحوار والتواصل بين الحضارات والشعوب. وأضاف سموه ان المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الاسلامي عقد في ظل تحديات كبيرة تواجه المجتمعات البشرية وذلك في ظل انتشار مفهوم الاقصاء والتحيز الشفافي والحضاري، وأكد ان للروئ المشتركة بين المفكرين والداعمين لاحترام الأديان والمقدسات دور هام في تعميق الشعور بالانتماء لحضارة انسانية شاملة. وشدد سمو الأمير خلال كلمته على ان الأمل في تحقيق توصيات هذا المنتدى لايزال قائماً رغم العقبات ودعوات الكراهية التي تظهر بين الفينة والأخرى ومحاولات العودة الى عالم كانت المواجهة وخلق الأزمات والحروب الباردة هو النمط الموجود. واختتم سموه حديثه بالتأكيد على ان التوصيات المستخلصة تدعو الى ثقافة تتجاوز مفاهيم الصراع وأساليب الاقصاء وازدراء الاديان والحضارات الأخرى وتطمح الى تحقيق ثقافة الحوار والتعايش السلمي ليس لكونها خياراً ثقافياً بل على انه سياسة واستراتيجية تتبناها الدول. وفي نهاية الحفل القى د. عبدالعزيز تركستاني البيان الختامي للمنتدى الذي كان نصه: "بدعوة كريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية، انعقد المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي تحت عنوان "الثقافة واحترام الأديان"، في الفترة من 15- 17ربيع الأول 1429ه، الموافق 23- 25مارس 2008، بمدينة الرياض، المملكة العربية السعودية، برعاية كريمة من سمو وزير خارجية المملكة، وبتنظيم من معهد الدراسات الدبلوماسية والإدارات العامة للشؤون الإسلامية بوزارة خارجية المملكة العربية السعودية. وقد تفضل خادم الحرمين الشريفين فدعا المشاركين في المنتدى السادس إلى إيلاء أهمية خاصة لإبراز دور الأديان في ترسيخ القيم الانسانية السامية والأخلاق الفاضلة، ودعا إلى أهمية استعادة الأديان لهذا الدور الذي تم تغييبه بسبب التطورات الدولية المعاصرة. وشدد على أهمية إحترام الأديان والحضارات وتقدير دورها في الحفاظ على القيم والأخلاق، كما أكد خادم الحرمين الشريفين، على دور مثل هذه المنتديات في إنقاذ البشرية مما هي فيه من آلام، والاهتمام بالاسرة التي هي أساس المجتمع، بما يحفظ كرامة الانسان ومكارم الاخلاق، وصيانة الإنسانية من العبث. ولقد ركزت الكلمات الافتتاحية لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ونائب وزير الخارجية الياباني على أهمية حوار الحضارات وتفعيل الجوانب التي تساهم في تنمية الاحترام المتبادل بين الاديان بوصفها إحدى القواعد الأساسية للحوار بين الحضارات. وبعد ان ثمن المشاركون المبادرة التي أطلقها معالي وزير الخارجية الياباني الأسبق السيد يوهي كونو بالتعاون مع مملكة البحرين عام 2001م، ودعوتهما للاستمرار في دورهما التنسيقي. ناقش المنتدى مجموعة من القضايا من خلال اربع جلسات وورشتي عمل، ركزت على تعميق مفهوم احترام الأديان في عصر العولمة وأثره ووسائله وكيفية اصلاح المناهج الدراسية بما يخدم الاندماج العالمي وتعزيز دور المؤسسات الثقافية.وقد أتاحت ورشتا العمل الفرصة لمشاركة الشباب من خلال رؤيتهم وانطباعاتهم في المجالات المشتركة للتفاهم، والآمال التي تهم الشباب الإسلامي والياباني والتفكير الجدي في إنشاء مؤسسات للحوار بين اليابان والعالم الإسلامي والخيارات المتاحة. كما ركز المؤتمرون على أهمية دور وسائل الاعلام في التعريف بثقافة الحوار وتعزيز التعايش السلمي، وحرية التعبير واحترام الاديان، بشكل لا يسمح فيه بالخروج عن المسؤولية التي ترتبط بمفهوم حرية التعبير. واتفق المجتمعون على أهمية القيم الانسانية المشتركة بين المجتمعات والمحافظة على الهوية الدينية والتواصل بين الثقافات. واثر ذلك تقدم المشاركون بالتوصيات التالية: 1- ضرورة استمرار هذه المنتديات والحوارات لتعزيز الحوار الإسلامي الياباني لما تمتلكه هاتان الحضارتان من مقومات حضارية تساهم في رفاهية الإنسان مع التركيز على تطوير مجموعة من البرامج التطبيقية لذلك. 2- دعوة المنظمات غير الحكومية للبحث عن وسائل تفعيل الحوار الياباني الاسلامي. 3- إيلاء أهمية خاصة لدور الشباب رجالاً ونساءً في تنمية روح الحوار بين الحضارات، واستقطابهم للمشاركة في مثل هذه المنتديات. 4- ابراز دور وسائل الاعلام في خدمة تطوير مفهوم الحوار وثقافة احترام الاديان، ودعوة مؤسسات الانتاج الاعلامي لعمل برامج اعلامية وأفلام مشتركة وتطوير الدور المؤسسي للجهات الاعلامية ذات العلاقة. 5- التأكيد على دور المؤسسات التعليمية والبحثية والجامعات في استقطاب المزيد من الباحثين واجراء البحوث التي تعزز دور القيم الانسانية السامية. وقد اعرب المشاركون في المنتدى عن بالغ شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين على ما خصهم به من استقبال وحفاوة. كما توجهوا بالشكر لسمو وزير الخارجية راعي المنتدى والمنظمين، ممثلين في معهد الدراسات الدبلوماسية والادارة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الخارجية. كما رحب المنتدى في الاخير بعرض دولة الكويت والمملكة المغربية وجمهورية اندونيسيا استضافة الدورات القادمة للحوار على التوالي.