كل فنان أو ممثل مبدع بحاجة الى رعاية ونخاف أن تزول هذه الطاقة عند الفنان نتيجة الاحباطات التي تصطدم مع ظروف الحياة، بهذه الكلمات عبر النجم عابد فهد عن تخوفه من عدم الاهتمام والرعاية لللفنان السوري وحالة الإحباط التي تخيم على الدراما السورية بفعل المضاربات الإنتاجية غير المدروسة والتي تضر بالنهاية بهذه الصناعة، عابد الذي قدم ادوارا نوعية أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الفنية والاجتماعية يرى بأنه لاتوجد حتى الآن مؤسسات خاصة لصناعة النجوم ورعايتهم وبنفس الوقت أيضا لاتوجد جهات عربية تقوم باستثمار النجوم الذين حلقوا عربيا وعالميا من خلال مشاريع ناجحة تساهم في رفع سوية الفن العربي، مشروعه الجديد "عرب لندن" يحمل الكثير من لوحات الحب ومعالم الحوار الذي يبحث بين مفرداته عن الهوية والمواطنة والانتماء، ثقافة اليوم التقت المبدع عابد فهد وسألته عن هذا المشروع.. @ "عرب لندن" برأيك هل هو مشروع يحاكي واقع العرب الحقيقي في أوروبا.. - نحن بدأنا قراءة هذا النص من حوالي سنة ونصف تقريبا وقد أعجبت بأسلوب الأستاذ أنور القوادري كسيناريست وكمؤلف لهذا العمل... العمل تقرأه وتشعر وكأنك ترى لندن من خلف زجاج ضبابي كما هي لندن... هذه حالة العرب في لندن، هناك رؤية ضبابية في واقعهم في مدينة الضباب هؤلاء الذين هاجروا الى لندن وبحثوا عن الحرية هناك وعن الملاذ الأخير في انكلترا التي كانت تقاسم العالم بكل الاتفاقات السياسية وربما هي التي قررت من سايكس بيكو والى هذه اللحظة أن تكون القاسم المشترك الأكبر بكل الأحداث السياسية التي جرت وتجري، ويضيف نحن نعيش في لندن ضمن شروط لندن وقوانينها القانونية هناك مجموعة من العرب الذين يأتون اليها من كافة الأقطار العربية يحملون معهم بيئتهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية وأولادهم الذين عاشوا وتربوا في لندن لكن هذا الجيل الجديد اصطدم مع الآباء والآباء اصطدموا مع الأبناء وفقدوا السيطرة على الأبناء فأصبح هناك وجهتا نظر مختلفتين، الأبناء أصبحوا انكليزا ولا يريدون أن يعترفوا بهويتهم ومنهم يقول أنا انكليزي أنا بريطاني لا يعرفون لغتهم العربية والتحدث بها، إذا نحن نبحث في العمل عن الهوية واللغة في إطار دراما اجتماعية بسيطة هي خليط من قصص الحب، الأب المغربي الذي تزوج من سورية ويرزقان بولد مغربي سوري بهوية انكليزية يعشق فتاة مصرية أبوها متشدد في منزله ويعشق على زوجته بالخفاء ولا يسمح له القانون البريطاني بزوجة ثانية... فهذه الحياة بإرهاصاتها تعني لهم كارثة حقيقية وتعني أيضا بشكل أوسع استمرار الضياع.. @ وحول الخط السياسي في العمل وتأثيره على المسلسل يقول: - نحن نحاول أن نسلط الضوء في سياق خطوط العمل بقوة على الحالات والعلاقات الاجتماعية والطموحات الإنسانية والاقتصادية إضافة الى تأثير وانعكاس الأحداث السياسية على المجتمع العربي في لندن وخاصة الارتدادات السياسية التي حصلت وأثرت عليهم ابتداء من حرب أكتوبر 37التي صدمت الغرب وصولا الى اتفاقية كامب ديفيد التي لا تزال تثير الجدل في الأوساط العربية وصولا الى حرب لبنان والعراق وأفغانستان والحرب التي تجري الآن تحت مسمى "الحرب على الإرهاب" إضافة الى إحداث أخرى متفرقة، ويؤكد بان العمل يقدم بطاقات حب ولا اعتقد أن يكون عليه أي (فيتو) من المجتمع الغربي. @ وعن دوره في المسلسل وانعكاساته على شخصيته يقول: الدور يمثل الخط السوري في العمل ويعكس واقعا عربيا ناجحا أجسد دور سامي الذي يهاجر بطريقة غير شرعية الى لندن بغية تحسين وضعه الاجتماعي والمهني لكنه في وسط الزحمة يضيع في شوارع لندن وليس معه هوية وملاحق من البوليس وينهي هذه المأساة بزواجه من امرأة انكليزية ويحصل على الإقامة لكنه يعيش في حالة من الخوف على مستقبله بعد تركه لعشيقته التي تنتظره في سوريا على أمل العودة والزواج منها لكن أهلها بعد علمهم بزواجه يجبرونها على تركه ليزوجوها بآخر، وفي سياق العمل يساعده في البداية احد زملائه الفلسطينيين في إيجاد عمل ويتعرف على زوجة احد رجال الأعمال الفلسطينيين "محمد بكري" النجم العالمي الذي لعب دورا في فيلم "حنا كيب" واتعرف على ابنته الفلسطينية وتنشأ قصة حب معها لأعيش بعدها صراع مع والدها الذي يضعني بين شرطين الأول إما تشكيل هدف لمستقبلي وإما شرائي بمبلغ من المال لصالح ابنته المعجبة بي، لكنني ارفض كل هذه العلاقة وأعود للضياع الى أن انتهي ببناء مؤسسة إعلامية كبيرة بمساعدة الخيرين وأصبح من أهم المؤثرين إعلاميا في بريطانيا. @ وحول المفارقة بأجورالفنانين السوريين والأجانب في العمل يقول: - نحن نسعى لإبراز نجوم جدد وخاصة النجوم السوريين والفنان يجب أن نضعه في إطار حقه الطبيعي وقيمته الحقيقية، وبعد عرض قائمة الأجور للممثلين غير السوريين على السيد هلال ارناؤوط رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة وتباين الأجور مع الفنانين السوريين قال هذا ظلم كبير لمبدعينا ووجه برفع أجور الممثلين السوريين ليتناسب مع الممثلين الآخرين مؤكدا بان علينا أن نرتقي بفنانينا ونحلق بهم ليحققوا إبداعا اكبر ويعيشوا حياة إنسانية كريمة لأننا نمتلك مصنعا كبيرا من المبدعين وعلينا رعايتهم وتشجيعهم. @ وحول ما أثير من سجالات ضد مسلسل "الليلة الثانية بعد الألف" قال عابد فهد: - هذا النوع من الأعمال ربما كان نوعا جديدا على المشاهد العربي يعني أن تستحضر شخصيات من التاريخ وتمزجها مع أحداث الواقع وان تتصارع مع مشكلات العصر وقضاياه السياسية والاجتماعية هي في الحقيقة فكرة جديدة وأنا مع الجديد لقد قدمت هذا المشروع بهذا الشكل وبهذه الرؤية وربما لم يحقق النجاح الكبير وهذا لا يعني بأنني نادم على هذه التجربة لا بالعكس هي تجربة جديدة وربما تفتح للآخرين آفاقاً جديدة نحو شكل ورؤية جديدة لنوع من الأعمال كما نرى في كل العالم العربي يعني هناك أعمالا يتناولها الفنانون بشكل فني جديد... مضمون الليلة الثانية بعد الألف هو مضمون واضح للعيان جميعا وكل الأفكار التي قدمت فيه هي أفكار حساسة جدا وغنية بعيدا عن (اللف والدوران) كانت مباشرة وواضحة تماما بما يدور حول هذه المنطقة من مؤامرات وهذا يكفي وأنا انظر الآن الى القادم الجديد ولن أقف عند الليلة الثانية وربما تكون هناك ليال أخرى. @ وعن رأيه بما حققته الدراما الخليجية حتى الآن يقول: - الدراما الخليجية قدمت في العامين المنصرمين رؤية فنية ودرامية جديدة وسيكون لها حضور قوي قريبا ويضيف بان الأشقاء الخليجيين بدأوا بتنظيم آليات عملهم الفني بطريقة ملفتة بعد أن استفادوا من التجارب الكثيرة باحتكاكهم مع أشقائهم ورأى بان هناك فنانين خليجيين مبدعين سيكون لهم شأن كبير على الساحة الفنية العربية والعالمية. @ وسألناه عن سبب عدم استثمار مؤسسة السينما السورية للنجوم السوريين الذين حلقوا عربيا وعالميا: - يضحك... بصراحة مؤسسة السينما عندنا مع الأسف بعيدة كل البعد عن استثمار نجاح الفنانين السوريين عربيا وعالميا في مشاريعها السينمائية وتساءل لماذا تقوم الفكرة في الفن السينمائي على شخص يفكر وحده ولماذا لايكون هناك قطاع إنتاجي سينمائي متكامل يتألف من فريق يدرس الحالة النفسية والاستراتيجية لما يدور في الساحة الفنية اجتماعيا وسياسيا وأشار الى أن "ريد سكوت" ليس عربيا وقدم مشروع صلاح الدين وكان الفيلم جسرا للتواصل مع الغرب الذين لايعرفوننا وتساءل لماذا لا نضع الأعمدة ليمتد هذا الجسر ويصبح أطول وأطول بدل اللهاث وراء صناعة أفلام سينمائية لاتتعدى المهرجانات، وطالب فهد بإعادة هيكلية مؤسسة السينما لكي ترى ابعد من الحدود السورية.كما أشار الى الحاجة الى مفكرين وأصحاب رؤية وكتاب واقتصاديين لبلورة رؤية ناجعة لصناعة الدراما السورية. الجدير بالذكر أن مسلسل "عرب لندن" الذي سيعرض في رمضان القادم من تأليف وإخراج المخرج العالمي أنور القوادري ويجمع عددا كبيرا من النجوم العرب منهم من سوريا عابد فهد وقصي خولي وباسل خياط وواحة الراهب ومن مصر توفيق عبد الحميد ونهاد عنبر ونيرمين الفقي وميس حمدان وعبد الإله السناني من السعودية، وهناك مجموعة من الممثلين البريطانيين مثل "ميل كيتر" ومجموعة كبيرة من الفنانين العرب وسيتم تصويره في مدينة لندن والنمسا ومدينة اسمها "سلوفينيا" على حدود النمسا لأن العمارة قريبة بشكل أو بآخر من بريطانيا وهي بنفس الوقت مدينة هادئة ومناسبة للتصوير والكاست الفني كامل من أوروبا والماكياج من إيران..