حمل عدد من أولياء أمور الطلاب وزارة التربية والتعليم المسؤولية الكاملة في إخفاق أبنائهم دراسياً، بسبب قرار الوزارة المتمثل في اعتماد تطبيق المعدل التراكمي قبل عام في الصفين الثاني والثالث، مناشدين في الوقت نفسه وزير التربية والتعليم بالنظر مجدداً في إلغاء أو إعادة النظر في تطبيق هذا النظام التعليمي الذي أُقحم فجأة للميدان التربوي، دون استشارة أو مشاركة للمعنيين بهذا القرار من التربويين والطلاب وأولياء الأمور، مبدين تخوفهم الشديد على مستقبل فلذات أكبادهم الذين قد يكونون احدى القوائم الممنوعة من دخول الجامعات بسبب تردي معدلاتهم الدراسية، متسألين عن سر غياب دور الشراكة الفاعلة بين الوزارة والمجتمع. وأكدوا أن إقرار المعدل التراكمي الذي غُيب إعلامياً وأربك الطلاب وأشعل القلق لدى الكثير من الأسر سوف يضيف المزيد من الأعباء على كاهل الطالب وأسرته الذين هم في غنى عن هذا الهم ولديهم ما يشغلهم في حياتهم اليومية. "الرياض" رصدت جانباً من قلق الطلاب وأولياء الأمور في ظل غياب المنهجية التربوية في التعريف بأهمية المعدل التراكمي، وإهمال وزارة التربية والتعليم للجانب الإعلامي المتمثل في بث المزيد من الرسائل عبر وسائل الإعلام المختلفة والنشرات التربوية، واستغلال مجالس الآباء والأمهات لتحقيق المزيد من الرؤية الواضحة حول آلية وطريقة احتساب المعدل التراكمي للطالب في الصفين الثاني والثالث ثانوي. نشرات توعوية للأسر في البداية قال علي مغاوي ان بعض مسؤولي وزارة التربية يرى التربية والتعليم من خلال كلمة (معارف) التي لم تعد قابلة للتطبيق في هذا العصر، مناشدا وزارة التربية والتعليم بسرعة التوجه إلى إصدار نشرات توضيحية للأسر، تُبين كيفية احتساب وقياس هذا المعدل الذي لا يمكننا فك رموزه بهذه الطريقة. مرور عام على التطبيق وابدى محمد عبدالرحمن (ولي أمر طالب) بالصف الثالث ثانوي قلقه على مستوى ومصير أبنه بعد تطبيق المعدل التراكمي محملاً الوزارة مسؤولية الإخفاق - لا قدر الله - بسبب القرارات المطبقة مؤخراً. وقال: إننا نعيش في حالة مضطربة لعدم علمنا بهذا النظام الجديد الذي كان يجب عرضه قبل (3) سنوات إعلامياً وتوعوياً. وأكد عيسى العسيري (ولي امر طالب) أن وزارة التربية والتعليم يجب أن تتحمل أخفاق طلابنا، فبعد مرور عام على تطبيق هذا النظام لا نزال نجهله، حيث ان الوزارة لم تحرك ساكناً ولم تقم في المدارس دورات تهتم بتثقيف الطلاب وأولياء الأمور بأهمية المعدل التراكمي من خلال وسائل الإعلام، مناشدا الوزارة بسرعة إعادة دراسة هذا النظام والرجوع إلى النظام السابق الذي تعودنا عليه منذ أن قامت الوزارة حقل تجارب وأشار محمد ناصر المالكي (ولي امر طالب) الى ان الطلاب أصبحوا حقل تجارب لوزارة التربية التي كان جديدها المعدل التراكمي، مستشهداً بفشل الثانوية المطورة في السابق، التي أضرت بمستقبل كثير من الطلاب، كونهم لم يدركوا مفهوم الثانوية المطورة ونظامها. وتسأل يحيى محمد المازني عن النتائج الإيجابية من إحلال المعدل التراكمي، في ظل الجهل الذي يلف أسرة الطالب بمضمون المعدل التراكمي، مؤكداً على أن عدم نشر تلك القرارات في وسائل الإعلام منذ وقت باكر، سبب رئيس في جهل الطالب وأسرته بأهمية المعدل التراكمي. وقال لو قامت وزارة التربية والتعليم بعمل استفتاء للطلاب وأولياء الامور حول هذا القرار لوجدت رفضاً من الاهالي. اما الاستاذ حسين محمد الزيداني (رائد نشاط بإحدى الثانويات) فقال انه في العام الماضي بدأت وزارة التربية والتعليم بتطبيق نظام المعدل التراكمي على طلاب المرحلة الثانوية، ومع هذا التطبيق أهملت الوزارة الجوانب التثقيفية والإعلامية والتوعويه الواجب إتباعها عند الانتقال من نظام تعليمي إلى نظام تعليمي آخر ذا اثر كبير على مستقبل المتعلم والمجتمع، مبينا أن الانتقال المفاجئ والمتسرع لم يسبقه لتثقيف توجيه كاف للطلاب والمجتمع. واضاف: اننا نلاحظ من خلال الاحتكاك المباشر بالعملية التعليمية تدني مستوى التثقيف بالنظام ومعرفة مواده لدى الطالب وأسرته، بل وصل ذلك إلى شريحة كبيرة من المعلمين والذي نجدهم يتسألون عن ابسط نقاط النظام، مقترحاً تفعيل دور الوكيل الفني في المدارس الثانوية كمسؤول مباشر لعملية التقويم داخل المدرسة ومرجع ثابت بالمدارس للتوعية والتعريف بالنظام وتدريب المعلمين على آلية التنفيذ، والإجابة عن الاستفسارات وحل كل الإشكالات. احتساب المعدل وأوضح احمد علي زارب ولي امر احد الطلاب أن المعدل التراكمي أمر لا يعرفه سوى مقام وزارة التربية والتعليم أما الطالب وولي الأمر فعليهم أن يعرفوا هذه الحسبة بعد أن ينتهي أبناؤهم وبناتهم من التعامل معها، متسائلاً عن كيفية احتساب المعدل التراكمي، وهل يتعامل مع متوسط الدرجات في مادة معينة في العامين الأخيرين من المرحلة الثانوية أم أنه يتعامل مع عدد حصص المادة الأسبوعية مضروبة في الدرجات المتحققة للمادة. وبين أحمد إبراهيم عبدالمتعالي أن نظام المعدل التراكمي المطبق حديثا يحتاج إلى عمل مستمر، كون اللاحق من النتائج لا يلغي السابق، مشيراً الى ان الطالب في هذه الحالة بحاجة إلى من يغير من سلوكه التعليمي إلى سلوك يتمتع بالاستمرارية، مطالبا بعقد ورش عمل تستهدف الطالب وإعداد بروشورات توجيهية وتوعية للتعريف بهذا النظام الجديد. نظام غير واضح وقال معيض الشمراني (مدير ثانوية): إن لائحة تقويم الطالب ومن ضمنها المعدل التراكمي رغم دراستها من قبل اللجان المتخصصة في الشأن التربوي، إلا أنها قد حملت بعض السلبيات والتي يأتي على رأسها عدم إدراك الطالب وولي أمره في المرحلة الثانوية لمفهوم المعدل التراكمي وانخفاض معدلات بعض الطلاب بشكل عام، مشيراً الى أن عدد الطلاب في المدن في ازدياد حيث تصل بعض الفصول إلى (45) طالبا. ويرى عبدالقادر الحفظي أن نظام المعدل التراكمي قد حمل العديد من النقاط التي لم تُفهم من قبل ولي الأمر وهي كيف يحتسب هذا المعدل التراكمي للمادة، محملاً مسؤولية غياب الوعي الى وزارة التربية والتعليم في المناطق والمحافظات. وأكد على أن هذا النظام غير الواضح سيقلل من عدد الملتحقين بالجامعات، في ظل ضبابية الرؤية ونقص معدلاتهم. وأكد الأستاذ فواز مصير الربيعي على أن هُناك قصوراً من قبل وزارة التربية والتعليم في جانب التوعوية بأهمية وأفضلية هذا النظام في قياس المستوى التحصيلي والعلمي لهذا القرار، مطالباً بإصدار دليل خاص بالمعدل من خلاله التوجه الجديد في قياس التحصيل عن طريق المعدل التراكمي، ووضع خطة تُصاحب هذا الدليل، مثل إقامة دورات تدريبية وورش عمل للمعنيين في الميدان التربوي لوصول المعلومة للطالب بالشكل الصحيح والسليم. آراء الطلاب وتباينت آراء مجموعة من الطلاب حول النظام الجديد، حيث يرى الطالب عبدالرحمن سعد آل فالح أن المعدل التراكمي أصبح هاجس يؤرقه لأنه مجهول المعالم، مشيراً الى ان وزارة التربية عندما وضعت هذا المعدل لم يتم توضيح فكرة التعامل معه عن طريق الندوات أو عن طريق النشرات، ولذلك بقيت نظرة الكثير من الطلاب لهذا المعدل من زاوية ضيقة لا يمكن أن تخدم مستقبله الدراسي. وقال: لم نكن نعلم إن درجاتنا في العام الماضي محسوبة علينا إلا هذه الأيام ونحن في الأسابيع الأخيرة من السنة الثالثة وعلى وشك التخرج بمعدلات ضعيفة. يؤكد الطالب محمد مريع آل مداوي ان المعدل يشكل ضغوطا نفسية كبيرة لجهل الكثير من الطلاب بهذا النظام المطبق حديثا، مشيراً الى أنه سيظل شبحا يهدد مسيرة الطلاب التعليمية والتربوية، متمنياً تأجيله واستمرار النظام السابق. وقال الطالب طارق عبدالله العمري ان المعدل التراكمي قد ادخلنا في دائرة الخوف والقلق على مستقبلهما الدراسي لعدم توفر الدورات التدريبية والتوعوية اللازمة للطالب، وأنه يجهل تماما كيفية عمل المعدل التراكمي، مؤكداً أن ضحاياه سيكونون زملاءهم الذين سيتخرجون هذا العام. وأجمع (20) طالباً من ثانوية البيهقي بمحافظة خميس مشيط على العديد من السلبيات للمعدل التراكمي التي يأتي على رأسها أن هذه النسبة الموزونة في رأيهم تقلل من معدل الطالب، بالإضافة إلى خفض معنويات الطلاب عند الإخفاق في السنة الأولى واعتماد عدم القدرة على التعويض بسبب نقص التوعوية من المدرسة والوزارة وإتاحة النظام للاتكالية على النسبة في السنة الأولى عند تحقيق نتيجة عالية، والتأخير في وصول القرارات إلى المدرسة وتطبيقها دون تجربة سابقة وعدم أخذ الوزارة بآراء الطلاب في تطبيق النظام، مناشدين الوزارة بأن لا يكونوا رقما يضاف إلى عدد الطلاب الذين لن تتاح لهم الفرصة في المقاعد الجامعية بسبب ضعف معدلاتهم الدراسية. ويؤكد الطالب ناصر المازني على أن وزارة التربية أرهقت كاهل الطلاب باختبار القدرات والاختبار التحصيلي. وحالياً المعدل التراكمي، معتبراً أن عدم وعي أكثر الطلاب المعلمين بمعنى المعدل التراكمي وكيفية احتسابه قد أثر على نفسيات الكثير من الطلاب.