وردني اتصال من أحد الأخوة الكرام الذي يعلم باهتمامي في مجال المصادر المفتوحة، وكان يبدو من صوته وطريقة كلامه أنه منزعج جداً ومتحمس جداً، فسألني : ماذا فعلتم للمصادر المفتوحة؟ أين أنتم مما يحدث الآن؟ قلت : خيراً إن شاء الله .. ما الذي حدث؟! قال : الشركة الفلانية بدأت تداهم المكاتب والشركات والمقاهي في مكةالمكرمة وتصادر السيرفرات والأجهزة التي تحمل أنظمة وبرامج غير مرخصة. قلت : معقول؟! وهل أصبح للشركات صلاحيات للقيام بمثل هذه الأعمال؟! قال : لا.. ولكن عن طريق وزارة الإعلام .. قلت : إذاً الشركة ليس عليها لوم، ولا على الوزارة، لكن اللوم كل اللوم يقع على من يرضى باستخدام برامج وأنظمة مقرصنة! المتصل يسألني عن الحل، وعندما عرضت عليه ما يجب عمله، وأنه يجب عرض احتياجاته في أحد منتديات لينكس العربية ويتواصل مع المطورين حتى يقوموا بتوفيرها، قاطعني قائلاً: ويريد البديل حالاً، ويعتب علينا أننا لم نول المصادر المفتوحة الاهتمام المطلوب كبديل استراتيجي، لكنه فوجئ عندما أخبرته أن جريدة "الرياض" هي أول جريدة عربية (إن لم تكن عالمياً) تتناول وتدعم المصادر المفتوحة، وأنها منذ أكثر من أربع سنوات تنشر مقالات عنها وعن أنظمة لينكس، وليس ذنب الجريدة أن ما كتب لم يلق الاهتمام المطلوب، فكما يقال : ليس على مجتهد من سبيل. الآن .. والآن فقط بدأنا ننتبه إلى وجود المصادر المفتوحة بعد أن احتجنا إلى بديل فوري! أين كنا من قبل أن يقع الفأس في الرأس؟ مجتمع لينكس عبارة عن مجموعة من المستخدمين والمطورين المتطوعين، يعطون ما لديهم دون أن ينتظروا أي مقابل، بل على العكس بعضهم ينفق من جيبه لدعم انتشار هذه الأنظمة والبرمجيات استشعاراً لدوره كعضو فاعل، حاولوا أن يبحثوا عن أي جهة حكومية أو أهلية ترعى نشاطهم، لكن دون جدوى، جمعية الحاسبات مجرد اسم، ومثلها مجموعة مستخدمي لينكس السعودية، والمؤسف حقاً أن الشركات التي تبحث عن حلول الآن بعد أن صودرت أجهزتها (بما فيها من بيانات) لم تفكر يوماً من الأيام بالبحث عن حلول أكثر قانونية بدلاً من الاعتماد على برامج وأنظمة مقرصنة. كيف أن تستطيع أن تسافر إلى الخارج وكل محتويات جهازك مقرصنة، خاصة أنه أي حالة تفتيش قد توقعك في مأزق لا تستطيع الخروج منه؟! نحن لا ندعو لاستخدام المصادر الحرة المفتوحة المصدر بقدر ما نلفت إلى أنه يجب على الإنسان أن يختار، إما أن يبتاع له برامج مرخصة، أو يلجأ للحلول الحرة المجانية والتي قد تؤدي نفس الدور الذي تؤديه البرامج التجارية. كلمة شكر أود أن أوجهها لشركتي الزاهد وصحاري على دعمهما للبرمجيات مفتوحة المصدر، وأتمنى أن نرى دعماً من جهات حكومية لمشاريع شباب الوطن من المبدعين أمثال مطور جواثا ومطور أربيان وبقية الأخوة. نعود معكم وبكم إلى باقتنا لهذا العدد والتي شملت :برنامج Zip: 7من يبحث عن برنامج أرشفه كامل المزايا ويغنيه عن البرامج التجارية فلا أعتقد أنه سيجد أفضل من هذا، فهو أقوى البرامج التي جربتها في قوة الضغط وتوفير المساحة حيث حقق أفضل النتائج من هذه الناحية بالتجربة والبرهان، يتميز بسهولته ودعمه للغة العربية (حيث يتوفر بواجهة تطبيق عربية)، لا تنقصه أي وظيفة من الوظائف الأساسية التي يحتاجها المستخدم العادي، وبالطبع فليس هو الوحيد في هذا المجال من برامج المصادر المفتوحة لكني أراه الأفضل. البرنامج حر مفتوح المصدر ومجاني، يمكن الحصول على نسخة منه من خلال موقع المشروع على الإنترنت: www.7-zip.org VLC media player : يعد هذا البرنامج أقوى مشغلات الوسائط المتعددة على الإطلاق، وهو أفضل مشغلات أنظمة لينكس ويونكس، يوفر للمستخدم مرونة كبيرة تمكنه من التحكم الكامل بإعدادات البرنامج، كما يمكنه حفظ المشاهد الذي يريد تسجيلها، وأخذ لقطات فورية، أيضاً يدعم كل ما يمكن أن يخطر على بالك من امتدادات الفيديو، ليس هذا فحسب، بل إنه بإمكانك من خلاله أن تجعل مقطع فيديو لديك يعمل كخلفية متحركة لشاشتك، كما أنه من النادر جداً أن يطالبك بترميز لملف معين، ومن واقع تجربة طويلة وبالرغم من كثرة استخدامي له لم يحدث أن طالبني بأي ترميز لأي ملف فيديو. حجم البرنامج حوالي 9ميقابايت، متوفر لجميع أنظمة التشغيل بما في ذلك الحواسيب الكفية، يخضع لبنود الرخصة العمومية الشاملة GPL وهي أحد تراخيص البرامج الحرة (مفتوحة المصدر)، ويمكن الحصول على نسخة منه مجاناً من خلال موقعه على الإنترنت: www.videolan.org للاستفسار أو التواصل المراسلة على العنوان التالي : [email protected]