انتقد الجيش السوداني امس بشدة تقريرا للامم المتحدة اتهمه بتنظيم الهجمات الأخيرة التي تسببت في قتل ونزوح الالاف من السكان المدنيين في اقصي غربي اقليم دارفور المضطرب، في وقت قتل خمسة وثلاثون شخصا في جنوبالاقليم اثناء اشتباكات وقعت بين مسلحين موقعين علي اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية، وبالمقابل اجتاحت مدينة جوبا حاضرة الجنوب احداث عنف قبلية اسقطت نحو 35قتيلا. ونفي مدير مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد بان يكون الجيش شن هجمات علي قرى بغرب دارفور في اطار استراتيجية عسكرية متعمدة وفقا لما اورده تقرير اممي، وقال إن تلك الاتهامات خالية تماما من الصحة. وكان تقرير للمفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والبعثة الدولية المشتركة في دارفور، قال في وقت سابق ان ثلاث هجمات شنها الجيش في الشهرين الأخيرين اسفرت عن سقوط 115قتيلاً على الأقل تأتي في إطار استراتيجية عسكرية متعمدة. من جهة ثانية اتهمت حركة "الارادة الحرة" المسلحة في دارفور مقاتلين ينتمون إلى حركة تحرير السودان بزعامة كبير المساعدين في القصر الرئاسي مني اركو مناوي، بتنفيذ هجوم عنيف علي مواقعها بجنوب دارفور، خلف نحو 35قتيلا من الطرفين بالمنطقة، فضلا عن اصابة وفقدان ثمانية اخرين، قبل ان تحمل مناوي المسؤولية كاملة وتعلن الاحتفاظ بحق الرد السياسي والعسكري. وقال القائد العام للحركة اللواء ادم صالح ابكر ان مجموعة من قوات حركة مناوي جاءت علي متن 17سيارة لاندكروزر مجهزة بمختلف انواع الاسلحة، وهاجمت منطقتي كاسب وشرم، شرق مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، مؤكدا ان قواته تصدت للهجوم الذي اسفر عن مقتل خمسة وجرح ثلاثة من افراد الارادة الحرة، ومقتل 17من المدنيين بسوق كاسب، وذكر ان 13قتيلا سقطوا من القوات المهاجمة. إلي ذلك شهدت مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان اعمال عنف واسعة النطاق انطلقت شرارتها الاولي من (سوق الكاستم) وسط المدينة وأدت إلى مصرع وإصابة نحو (43) شخصا طبقا لاحصائيات غير رسمية وتعطلت الحركة تماما في الطرق المؤدية للسوق قبل أن تتدخل الشرطة وبعض عناصر القوات المشتركة لفض الاشتباكات وافاد مصدر رسمي في حكومة الاقليم ان الاشتباكات قبلية وقادها افراد من قبيلتي (الدينكا والمنداري) استخدمت فيها الهراوات والسلاح الابيض على إثر مشاجرة بين عاملين في السوق تسبب أحدهما في مقتل الآخر، مشيرا إلى ان الامور بالمدينة تحت السيطرة وان التحقيقات جارية لكشف كل ملابسات الاحداث.