نوقشت الأطروحة العلمية التي تقدم بها الأستاذ عمر بن عبدالعزيز المحمود المحاضر بقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، والتي كانت بعنوان (بلاغة البديع في جزء عمَّ) والمقدمة لنيل درجة الماجستير من كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونال الأستاذ عمر المحمود بموجبها درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى بعد مناقشة علمية جادة قاربت زهاء الثلاث ساعات استمتع الحضور بهذه الأطروحة وذلك البحث العلمي الراقي الذي أضاف لمكتبة الدراسات القرآنية جوهرة من جواهر البديع، وكانت لجنة المناقشة مكونة من الدكتور صالح بن محمد الزهراني الأستاذ المشارك في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي مقرراً، والأستاذ الدكتور محمد بن علي الصامل عضواً، والدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر عضواً. وتُعدُّ الدراسة إضافة مهمة للبلاغة القرآنية كونها تخدم دراسات القرآن الكريم في ناحية من نواحي إعجازه، إضافة إلى أنها أسهمت في الكشف عن أصالة البديع في القرآن الكريم، وكشفت عن كيفية تعامل القرآن الكريم مع فنون البديع وتوظيفه في تقرير عقيدة التوحيد في خطابه للمشركين في بداية عصر الإسلام. كما كانت هذه الدراسة محاولة جادة في تقديم إضافة نوعية على الدراسات البديعية للقرآن الكريم، هذه الإضافة تتصف بالتحديد المنهجي والتركيز على الأسرار البلاغية التي تضمنها البديع القرآني بعيداً عن إشغال النفس بإحصائيات جمعية وكمية ربما لا تضيف جديداً، كما حاولت الدراسة اكتشاف النسق الجمالي الصياغي الذي ينتظم سور جزء عمَّ بشكل كامل أو يحتل مساحة كبيرة من سورة بعينها وكأنه يعطيها تميزاً مقصوداً، وقد دفعت هذه الأنساق الجمالية الباحث إلى محاولة تتبعها وتأطيرها لمعرفة أسرارها الجمالية ومهمتها ووظيفتها في السياق العام. وقد تحدثت الدراسة عن البديع القرآني الذي تحتل فنونه مساحة واسعة من آيات الذكر الحكيم، وحاولت أن تكشف عن أبرز أبعاده الدلالية وقيمه الجمالية، وسعت إلى تلمس الأسرار البلاغية الكامنة وراء هذه الفنون في سياقاتها المختلفة، وأوضحت أثرها على المشهد القرآني وأبرز العلائق التي تربطها بالمقام. وقد اتخذت هذه الدراسة (جزء عمَّ) أنموذجاً للتطبيق والتحليل، وهو الجزء الذي يحوي بين طياته سبعاً وثلاثين سورة تمثل في مجملها بدايات الدعوة الإسلامية، وتتميز بإيقاعاتها الخفية وفواصلها العذبة وتراكيبها المتوازنة وعباراتها المتسقة مما كان يتناسب مع تلك الفترة الحرجة من الدعوة؛ حيث كانت آنذاك بحاجة إلى استقطاب الناس بالبلاغة الفائقة وبالجرس الذي تُحبُّه العرب وتأنس إليه في الكلام؛ ولهذا فلم تكد تخلو سورة من سور هذا الجزء إلا وفي تضاعيفها صورٌ من هذه الفنون التي جاءت في نظم بديع. وجاءت الدراسة في خمسة فصول سبقت بتمهيد.