توقع عقاريون أن يبلغ حجم الاستثمارات في انشاء الابراج التجارية والفنادق في المنطقة الشرقية أكثر من 10مليار ريال الى نهاية عام 2010م، موضحين أن المنطقة الشرقية في حاجة الى الابراج التجارية والفنادق نظرا لتوجه الشركات الاجنبية والخليجية الى دخول السوق السعودي واحتياجها الى مكاتب فرعية لها بالاضافة الى دخول شركات أجنبية جديدة للاستثمار في انشاء الفنادق. وتستعيد المنطقة الشرقية طفرتها في بناء الابراج والفنادق، حيث سيتم حتى نهاية عام 2010تدشين أكثر من عشرة فنادق متنوعة أغلبها تحت الإنشاء تبلغ تكاليفها الإجمالية أكثر من ستة مليارات ريال، بالإضافة إلى بناء أكثر من 10أبراج جديدة تتوسط الأغلبية منها مدينة الخبر والتي تعتبر الأكثر حظا ونصيبا من مدينة الدماموالظهران التي انخفض فيها نسبة البناء عن العام الماضي 3بالمائة، حيث كانت نسبة البناء في العام الماضي 12بالمائة وانخفضت النسبة خلال العام الحالي إلى 9بالمائة حسب ما بينه عقاريون، موضحين أن الأسباب التي أدت إلى انخفاض البناء هي ارتفاع أسعار مواد البناء، وتكلفة العمالة، وظهور أزمات بين فترة وأخرى مثل ما حصل مؤخرا أزمة الاسمنت بالمنطقة الشرقية، والتي تعود بالأثر السلبي على قطاع المقاولات والإنشاءات بالإضافة إلى تأثيرها على الحركة العقارية. وقال عقاريون أن المنطقة الشرقية بحاجة إلى تشييد أبراج تجارية متخصصة تكون بمثابة مقار للشركات المحلية والدولية العاملة في مجال العقار، النفط، الطاقة، الماء والبتروكيماوت وقطاع المقاولات إضافة إلى بعض البنوك الوطنية التي تتصف بالخصوصية. وأوضحوا ان وجود مثل هذه الشركات في مكان واحد يتصف بالخصوصية ووفرة جميع الخدمات المطلوبة أسوة ببعض الدول الخليجية المجاورة مما يسهم في تعميق روابط التعاملات التجارية والمالية وتبادل الخبرات بينها، مما سينتج عنه تحالفات بين شراكات وطنية دولية في مجالات متنوعة مثل العقار، النفط، الطاقة، المياة وقطاع المقاولات والسياحة، مشيرين إلى إن المنطقة تحظى بالعديد من الشركات العملاقة المحلية والدولية متعددة الأنشطة لا ينقصها سوى التجمع في مكان واحد. من جهة أخرى تمثل النسبة الكبرى والتي تبلغ 45بالمائة من بناء الأبراج في مدينة الخبر بينما مدينة الدمام 35بالمائة وتتوزع مدينة الظهران والقطيف والجبيل ورأس تنوره والاحساء ال 20بالمائة المتبقية والتي تعتبر الأقل حظا في بناء الأبراج التجارية. وتبلغ التكلفة الإجمالية لبناء الأبراج التجارية الجديدة والتي بدأت منذ العامين الماضيين أكثر من 4مليار ريال بينما يبلغ حجم السوق العقاري للمكاتب التجارية وبناء الأبراج في مدن المنطقة الشرقية أكثر من 80مليار ريال من إجمالي سوق العقار بالمنطقة والذي يقدر بأكثر من 400مليار ريال. يذكر أن مجموعة العبدالكريم القابضة أعلنت عن بناء برج عملاق في مدينة الخبر بتكلفة إجمالية تبلغ 120مليون ريال، فيما انتهت مؤخرا مجموعة عبد المحسن الحكير من تنفيذ مشروع نوفوتيل بزنس بارك الذي تملكه المجموعة بالشراكة مع شركة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وأولاده والواقع على طريق الدمام- الخبر بمساحة إجمالية تبلغ أكثر من 110آلاف متر مربع وبتكلفة 250مليون ريال يتضمن 4أبراج أحدها فندق 5نجوم كل برج 5أدوار بمساحة 7آلاف متر مربع لكل برج ومساحة تأجير المكاتب 25ألف متر مربع. بينما شرعت مجموعة الحقيط في تشييد برج الحقيط والذي يعد أعلى مبنى تجاري في المنطقة بتكلفة تقدر ب 100مليون، بالإضافة إلى برج الموسى وبرج الطويرقي وغيرها من الابراج التجارية. وفي ظل توجه الشركات الأجنبية والخليجية بافتتاح فروع لها داخل السوق السعودي بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص، ارتفعت أسعار الإيجارات خلال الفترة الماضية في ظل محدودية العرض والطلب المتزايد على المكاتب في الأبراج التجارية. وعلى الصعيد ذاته، وصف خبراء عقاريون مدينة الخبر بمدينة "الأعمال" السعودية القادمة والتي أصبحت في الوقت الراهن محط أنظار من قبل الشركات الأجنبية والخليجية الراغبة في دخول السوق السعودي، نظرا لما يميز هذه المنطقة عن غيرها من ناحية التنظيم المعماري، وحداثة البناء، وقربها من صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات.