إن عودة مهرجان المسرح السعودي الرابع إلى الحياة بعد أن توقف لأكثر منذ ثماني سنوات يعد أمراً سعيداً ومبشراً بمستقبل للمسرح السعودي الذي تخبط كثيراً بحثاً عن من يتبناه ويدفع به إلى بر الأمان والاستقرار والاستمرار، إلا أن هذه العودة شابتها عدة أخطاء تنظيمية لا أعتقد أنها مقبولة خاصة أنها تمس صميم توجه المهرجان ولابد من النظر فيها حتى يمكن تلافيها في الدورات القادمة ومن أجل مستقبل مشرق للمسرح السعودي. أول الأخطاء وأهمها ما يتعلق بقائمة الضيوف المدعوين حيث تم الاهتمام ببعض الأسماء التي أكل عليها الزمن مع تجاهل لأسماء أخرى أهم وأكثر قيمة، فمثلاً تم اختيار الممثل المصري محمد صبحي بشكل متعنت من قبل إدارة المهرجان ليكون محاضراً في إحدى الندوات رغم أن صبحي لا يمثل الآن قيمة حقيقية في المسرح العربي، وقد وضع هذا الخيار وزارة الثقافة والإعلام في حرج أمام ضيوف المهرجان عندما تعامل معهم صبحي بكل فجاجة في اللحظة الأخيرة عندما طلب مبلغاً مرتفعاً ومبالغاً فيه قبل بدء المهرجان بأيام قليلة وكان أحرى بلجنة المهرجان قبل أن تغضب من هذا التصرف أن تسأل أولاً عن أخلاق محمد صبحي خاصة أن المعروف عنه أنه لا يحبذ السعوديين والخليجيين بشكل عام ولديه موقف من رأس المال الخليجي. إن تقديم الدعوة لشخص مثل محمد صبحي يعني أنه فعلاً يستحق هذه الدعوة، ولكن الواقع يقول أن هناك من هم أكثر استحقاقاً منه مثل دريد لحام الذي غاب عن المهرجان رغم أنه قدم للمسرح العربي جملة من الروائع المسرحية مثل شقائق النعمان ومسرحية كأسك يا وطن ومسرحية غربة والكثير من الأعمال المسرحية الخالدة بينما لو نظرنا إلى تاريخ صبحي المسرحي نجد أن "التهقيص" السطحي كان عنصراً حاضراً في أعماله مهما حاول إدعاء الجدية والعمق. أما ثاني الملاحظات الهامة في المهرجان فهي عزوف النجوم السعوديين عن الحضور للفعاليات وبشكل يبعث على التساؤل عن أسباب هذا الغياب، فهل تمت دعوة عبدالله السدحان وناصر القصبي وراشد الشمراني وفهد الحيان وفايز المالكي ولماذا لم يحضروا المهرجان رغم أنه يقام على أرضهم وقريباً منهم؟ ولماذا لم يكن في هذا المهرجان ندوة تجمع ما بين المسرح والدراما التلفزيونية وخريجو مسرح جامعة الملك سعودي أمثال عبدالله السدحان وناصر القصبي