جلس على كرسيه الكبير كعادته كل صباح في مكتبه الوثير.. لكن هناك شيء ما غريب.. "جوالي لم يرن أبداً هذا اليوم" شيء غريب فقد اعتدت أن يتواصل رنينه ذاك يريد مصلحة وذاك أيضاً يريد مصلحة ليقضيها من سعادة المدير.. بلا فخر..! الذي هو أنا! ابتسم بلا مبالاة .. لكن جوالي لا يرن الآن.. ربما كان على الصامت ألقي نظرة: لا لا .. ليس على الصامت.. سمع أصواتاً تتهامس خلف باب مكتبه: سيصبح سعادة المدير تعاسة المدير - سابقاً - ضحكات تتعالى.. جاء سكرتيره ليعطيه القرار .. قرار إقالته .. صدمة عنيفة هزته وكأن تياراً من الكهرباء قد أصابه تصبب عرقاً خرج وهو يمشي ويهتز وخطواته بالكاد يحاول أن يصل بها للسيارة.. أين السائق.. آه لقد تركني حتماً قاد سيارته ورجع إلى البيت يبكي كالأطفال.. أغلق الباب على نفسه أيام أصدقائه لم يسألوا عنه أبداً فقد تركوه.. جواله صامت كصمت القبور لا أحد يزوره أبداً.. فجأة .. وبعد أن استجمع قواه واستطاع أن يجعل خطواته تتماسك ولا تهتز.. قرر أن يخرج من عزلته فتح دولابه ليختار ملابس يلبسها للخروج.. وجد الثياب الرسمية متراصة في الدولاب، ولكن هنا تي شيرت أبيض وبنطال جينز هذه الثياب مناسبة.. نعم لا داعي للرسميات.. لبسها وانطلق ليجري في الشارع ويمارس رياضة المشي .. أخذ يجري ويبتسم كما يحلو له لأن الابتسامات سابقاً كانت بحساب!! ويحادث الجميع الصغير والكبير ويمازح بائع الدكان.. اشترى آيسكريم وأخذ يلعقه في سرور .. سابقاً كنت لا أستطيع فعل كل هذه الأشياء بسبب مركزي، لكن الآن سأستطيع أن أفعل كل ما أريد لم يحس بالوقت من فرط سعادته مرت ساعتان ونصف وهو يجري بملابسه الرياضية.. تفحص جواله: ليس به أي مكالمات لم يرد عليها.. لأنه أصلاً لم يعد يرن.. ضحك بسرور.. أخيراً لقد تخلصت من ازعاجات الناس وبحثهم عن المصالح.. وعندها .. عرف أخيراً سعادة المدير السابق معنى السعادة الحقيقية..!!