وقع رئيس نادي الاتحاد المكلف جمال ابوعمارة في حيرة من أمره وهو يشاهد "الارث" الكبير الذي يتحمل مسؤوليته بعد اقالة او استقالة الرئيس السابق منصور البلوي على خلفية "أم القضايا" المتعلقة باللاعب السيراليوني محمد كالون والتي كانت اشبه بالشعرة التي قصمت ظهر البعير وختمت آخر المشاهد في المسرحية "الهزيلة" سنوات التجاوز الزائفة. فالفريق على الصعيد المالي يعاني من شح كبير اجبر الادارة القادمة على طلب "سلفة" من الاتحاد السعودي لكرة القدم المرجع والمشرع والمنفذ للمنظومة الرياضية لتسديد كثير من المستحقات المالية المتأخرة والآونة الدفع والتي يختص بعضها بالمحترفين الأجانب "باهظي الثمن". ثم بعد ايام قلائل تدخل او تُدءخل الادارة من جديد وبشكل مناقض لحادثة السلفة في صفقة ضخمة بشأن شراء عقد المدافع الدولي اسامة هوساوي بمبلغ يقرب من العشرين مليون ريال وبعد رفض الصفقة بعد ان تمت من قبل لجنة الاحتراف على خلفية المخالفة الصريحة التي وقع فيها جميع اطراف الصفقة والمتمثلين في اللاعب ووكيل اعماله ونادي الوحدة ونادي الاتحاد ومكتب رعاية الشباب في الغربية او كاد الاخير ان يقع باعتبار ان اللاعب معروض على لائحة الانتقال ليتم نقل الامور الى العروض القادمة في "المظاريف" وهو الامر الذي تراجع عنه الاتحاديون في اللحظات الأخيرة بحجة ان الفريق لا يمكن ان يستفيد من اللاعب في دوري ابطال اسيا وهو عذر يؤكد ان القدرة المالية لم تكن السبب ومع ذلك استمر النسق الاتحادي على الصعيد الفني "متأرجحا" فمع موقفه القوي والصارم في بطولة الدوري باعتباره متصدرا ومثبتا بأمله في الاحتفاظ في اللقب وهو صاحب النصيب الأوفر في ذلك حتى لو سارت الامور على غير ما يشتهي ولم يتعطل منافسه الأقوى الهلال او صاحب الرقم الثالث الشباب فانه سيلاقيهما في جدة حيث الحضور الطاغي للفرقة والذي يختلف في وقعه عن اي حضور آخر. وهو على النقيض من ذلك خرج من المسابقتين الأخرتين التي يحتفظ بوصافتهما وكان الخروج مبكرا في بعض حالاته ومؤلماً في الجهة الأخرى على الأقل لعشاقه فهو صاحب اليد الطولى على المنافسة على حسب معطيات القوة والضعف وبقراءة سريعة لأوراقه الفنية تجد البون الشاسع بينه وبين اغلب المنافسين اذا لم يستثنى الهلال والذي يجاريه في نوعية الأوراق. ومع ذلك دخل "الكيان" في هذه المرة في نفق من "الأزمات" المتراكمة بأثر رجعي من مخلفات الادارة السابقة وهي "أزمات" قاحمة تعب في مجملها في الجانب "المالي" على اثر مستحقات مالية للمحترفين السابقين البرازيليين "ديمبا وليما" والمكسيكي "خاريد بورقيني". وتشير بعض المصادر الرسمية ان الفريق ربما يتعرض للهبوط للدرجة الأولى او خصم بعضا من نقاطه كما حدث مع فريق الرياض وعلى خلفية ثلاثين الف دولار فقط في حين ان الاتحاد "مدين" في واحدة من الثلاث بعشرة ملايين ريال ولتلقي هذه القضايا بظلال شائكة ومعتمة على البيت الاتحادي حين انتزع "ساكنوه" طرف القميص الاصفر والاسود واخذ كل فريق يشده الى طرفه وهي العملية التي ربما تساهم في "تمزيقه" ان لم يتدارك العقلاء الوضع ويبعدوا اصحاب المصالح الشخصية وهواة التضليل ومحترفي التطبيل. والعودة الى لغة العقل وحوار المنطق وسياسة الكبار الذين غادروا منذ زمن مكرهين الى حين صفاء الأجواء وتركوا للجنة المشكلة من قبل الاتحاد السعودي الذي اثر الحكمة وسعى اليها وتعامل مع الاتحاد على أنه "كيان" كبير يجب تخليصه من براثن الصغار بتقصي الوضع المالي الذي جره لهذا البحر المتلاطم من المشاكل والى حين تنتهي "اللجنة" من أعمالها الكبيرة وهو الأمر الذي يجد كثيرا من المعوقات من اطراف تعرف ان وصول اللجنة الى الحقائق الدامغة والمثبتة يزيد من تعريها امام الساحة وامام الجمهور الاتحادي الذي لا يرحم وحتى تكتمل الصورة سيكون للتاريخ فصلا زاهيا تتضح فيه الحقائق رغم محاولات التضليل المستميتة والتي تستخدم وسائل عدة ترتكز على العامل العاطفي للتأثير على "الدهماء" التي لا تجيد قراءة الأحداث بعين المنطق. وذلك بادخال اطراف اخرى في النزاع "الاتحادي - الاتحادي" واستغلال ظروف التنافس في المستطيل الأخضر الى خارجه مع ان الوضع لا يستدعي ذلك فمن اخرج القضية من اروقة "الفيفا" السرية وحولتها الى المحكمة الدولية في فرنسا هي الادارة السابقة ومن بلاد العطور جاءت الاخبار وتم النشر فاللائمة على ذلك توقع على من؟ خصوصا وان عملية "التوقيت" المستخدمة كذريعة غير منطقية ولا يمكن للاتحاد الاصلي ان يتجاوز نظاماً دولياً لأجل طرف سعى الى تضخيم الامور على نفسه وكابر في عملية التسديد حتى دخلت المبالغ في خانة الملايين بعد ان كانت مئات الآلاف. والمماطلة في التسديد ومشورة من ليس من أهل الرأي هي من ادخلت العميد في نفق الأزمات التي صنعها مسيروه وتم تحويرها بتضليل كبير في اتجاه اطراف اخرى جاهدت من أجل عملية "الردم" ولكن بعد ان خرجت الامور عن السيطرة. وللمعلومية هذا ما جنوه على العميد ولم يجن عليه احد ولم يجن هو "ككيان" على أحد.