@@ أذهلني.. عمل توثيقي ضخم.. يشرف عليه الأستاذ الدكتور عباس صالح طاشكندي.. أستاذ علم المكتبات والمعلومات والوثائق.. @@ والذين يعرفون الدكتور الطاشكندي.. لا يجهلون كونه أول متخصص في هذا العلم وأول من حمل درجة الدكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية العريقة منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. @@ ليس هذا فحسب.. @@ بل إن الدكتور الطاشكندي يعتبر خبرة عالمية ضخمة في هذا التخصص.. فهو عضو في أكثر من هيئة ومنظمة.. ومركز معلومات ومكتبة عالمية.. @@ وهو من الرموز الكبيرة التي تعتز بها بلادنا.. لما أسهم به من فكر خلاق.. وما أشرف عليه من رسائل علمية مهمة،، وما تركه لنا من أبحاث ودراسات مبتكرة.. @@ فهو باحث.. ومحقق.. وخبير.. عرفه العالم وقدر جهوده.. أكثر مما عرفناه.. وأعطيناه بعض حقوقه.. بالرغم من أنه خرّج أجيالاً متعاقبة في هذا العلم.. وساهم ويساهم في الكثير من الجمعيات العلمية.. وتقلد أكثر من عمادة في جامعة الملك عبدالعزيز.. وكان وراء تأسيس الكثير من المكتبات ومراكز المعلومات المحلية والعربية والدولية.. ومنها المكتبة الوطنية بالرياض.. ومكتبة جامعة الملك عبدالعزيز والمكتبة العامة بجدة.. فضلاً عن مساهماته الوفيرة في ترسيخ قيم هذا العلم في أرجاء العالمين العربي والإسلامي.. @@ والعمل الوثائقي الضخم الذي يتصدى له الآن بكل هذا الرصيد الهائل من الخبرة والمعرفة والسمعة العلمية العالمية هو "موسوعة مكةالمكرمة والمدينة المنورة" التي تصدرها "مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي" لصاحبها الشيخ أحمد زكي يماني.. @@ هذا العمل الموسوعي الضخم.. لا أستطيع أن أجزيه حقه.. أو أن أكشف عن خطته الكاملة.. ففي عنوانه ما يدل عليه.. @@ لكنني أريد أن أقول وقد صدر المجلد الأول من هذه الموسوعة عن "آبار - أثيفين" قبل بضعة أشهر.. ويتوالى العمل فيه بواسطة فريق كبير من الباحثين الموسوعيين المتمرسين من المملكة ومختلف أرجاء العالم.. باعتباره إنجازاً فريداً.. أريد أن أقول إن هذا العمل قد يستغرق إنجازه سنوات طويلة لتغطية فترات زمنية سحيقة.. وممتدة.. ويتناول كل شأن من شؤون المدينتين المقدستين. @@ ويشمل التعريف بالموسوعة: الأهداف.. ومجالات التغطية.. والمداخل.. وترتيب مواد الموسوعة.. والشكل المادي للموسوعة.. والإيضاحات والسرد الأدبي.. والتوثيق والإعداد والتحرير.. والمسؤولية أخيراً.. @@ وما أردت أن أقوله هنا هو: @@ إنه أصبح لدينا ما نفخر به من أعمال موسوعية ضخمة.. ومن علماء ومتخصصين أفذاذ وفي مقدمتهم أستاذنا ومعلمنا الدكتور الطاشكندي.. ومن مؤسسات علمية متخصصة بهذا الحجم.. @@ وفي ذلك تأصيل للمعرفة الإنسانية.. @@ ومضاعفة الاهتمام بالتوثيق العلمي.. @@ وتقدم نوعي في الاهتمام بمؤسسات الصناعة الفكرية الجادة.. @@ وأننا لسنا فقط دولة بترول.. ومجتمع مدن اقتصادية.. وسوق أسهم نشطة.. وعشرات من الأبراج والمباني والمنشآت الضخمة.. @@ ولسنا أصحاب حضارة مادية (خشنة) لا مكان فيها للتفكير.. ولا محل فيها للثقافة ولا موضع فيها للإبداع العلمي فحسب.. @@ وكم أتمنى أن نشهد (ثورة) أوسع وأكثر في هذا الجانب.. فالمملكة كقيمة روحية.. وتاريخية هائلة.. تستحق أن تنشأ فيها نهضة علمية وثقافية أكبر بكثير مما هو قائم وموجود حتى الآن.. وإن كنا في الآونة الأخيرة قد بدأنا نغذ الخطى وبقوة في هذا الاتجاه.. @@ ولعلها مناسبة طيبة.. @@ أن أهنئ فيها الوطن بهذا المنجز.. @@ وأن أنوه بجهد عالم بارز.. يكره الأضواء ويؤءثر العمل الصامت.. والهادئ.. والعميق بعيداً عن الصخب.. وطقوس الإعلام الحارقة.. وتلك هي طبيعة العلماء.. وسدنة المعرفة الإنسانية الأفذاذ.. @@@ @@ ضمير مستتر @@ (القمم الشامخة.. تملك من القيمة ما لا تعطيه أرفع المناصب وأعلاها)