تعيش الرياض منذ أكثر من أسبوعين حالة ثقافية خاصة، عدة فعاليات ثقافية حركت البحيرة الراكدة، معرض الرياض الدولي للكتاب والمهرجان الوطني للتراث والثقافة واحتفالية جائزة الملك فيصل بمرور ثلاثين عاماً على انطلاقتها، وأخيراً مهرجان المسرح السعودي. بالطبع معرض الكتاب استحوذ على اهتمامات الجميع لفعالياته الكثيرة داخل وخارج المعرض، فالعدد الكبير من دور النشر التي عرضت كتبها تحت ظل سقف عالٍ من الحرية مما أتاح لكثير من الكتب كانت ضمن القائمة السوداء سابقاً بأن تكون ضمن ما هو معروض بأجنحتها جعلت كثير من الناس يحرص على زيارة المعرض واقتناء ما هو جديد ومرغوب من كتب، والكتاب السعودي كان حاضراً واحتفاليات التوقيع تقام يومياً. وعلى هامش المعرض كانت هنالك الندوات المتعددة التي ناقشت ما له علاقة بالكتاب مثل القراءة والنشر وتجارب الإصدار الأول والخط العربي والسرقات الفكرية والمجلات الثقافية والكتاب الإلكتروني. من جانب آخر كان النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" بدءاً من تكريم معالي الشيخ عبد العزيز التويجري رحمه الله وانتهاءً بنشاط الشعر الشعبي والفعاليات النسائية، وحالياً يقام مهرجان المسرح السعودي بورشه وندواته وعروضه المختلفة. المشكلة أن تلك الحالة الثقافية محدودة بزمن معين، بعد ذلك تعود الرياض إلى هدوئها ووداعتها وبياتها الثقافي إلا من بعض المحاضرات التي يقيمها النادي أو مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وهنا أتساءل لماذا لا تكون هنالك مبادرات للفعل الثقافي مثل معرض كتاب الطفل أو ملتقى الرواية السعودية، وأن تكون هنالك عروض مسرحية في نهاية كل أسبوع على مدى العام، لماذا لا تبادر المكتبات الكبيرة والتي استحوذ بعضها على مساحة شاسعة من صالة معرض الرياض الدولي للكتاب، إلى تبني معرض للكتاب شبيه بما تقدمه مكتبة الأيام في البحرين. الأمر ليس بالصعوبة فكل ما يحتاجه مبادرات فقط، علماً بأن الدولة حريصة على الفعل الثقافي وإلا لما كان هذا الدعم غير المحدود للجنادرية ومعرض الكتاب، لا نريد أن تكون الثقافة حالة مؤقتة بل حياة متجددة، ومكانة المملكة تستوجب ديمومة الثقافة وحضورها ليكون لها الريادة في الثقافة ليس على مستوى الوطن العربي فقط بل على مستوى العالم.