أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء واللجنة العلمية الدائمة للبحوث والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في المحاضرة التي ألقاها بالجامعة الإسلامية مساء الأحد بعنوان (الإرهاب وخطره على الفرد والمجتمع) أن الإسلام لا يرضى بالانقسام والتحزب ؛ بل إلى الحوار البناء الذي يقصد منه جمع الكلمة ولمّ الشمل ؛ فنحن مسلمون قد نختلف. ولا يخرج بنا الخلاف من دائرة الأخوة والمحبة. فالإسلام دين الرحمة والوفاق . فلابد أن نكون إخوة متحابين فيه. وأشار سماحته إلى أن المصيبة التي حلت بأهل الإسلام هي التسرع بإلصاق التكفير والتفسيق بمجرد اختلاف وجهات النظر . مع أن ديننا حذرنا من هذا المسلك الوخيم. وأضاف لقد أمرنا ربنا أن نكون أمة داعية إلى الخير للإنسانية جمعاء وهذا يتطلب منا أن لا نسمح لأحد بالانحراف الفكري. وأضاف سماحته: دين الإسلام جاء بحماية حقوق النفس والعرض والمال. جاء بما يردع الظلم والظالم. جاء بما يحقق الأمن والسلام جاء بما يدعم الأمن والاستقرار وقام على الوضوح والبيان . أما المبادئ التي تعيش في الظلام لا تحمل في طياتها إلا الإجرام. وأضاف: ولخطورة فكر الإرهاب يجب على الجامعات حربه فكريا. بالنصح والتوجيه والدعوة. وعلى الخطباء والدعاة والإعلاميين أن يحاربوا الفكر الإرهابي المتطرف جاهدين ؛ ولننظر في كل فكر يريد صاحبه شق الصف ما تاريخه ؟ وما مصدره ؟ لنعرف حقيقته. وبين الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن الإرهاب جاء لتحطيم كيان الأمة لتصبح لقمة سائغة بيد الأعداء الطامعين في نهب خيرات الشعوب. وناشد سماحته من بدأ باعتناق الفكر الضال أن يتوب إلى الله ويرحم ضعف أبويه وقال: أيها الشباب لا تدخلوا الحزن على والديكم فكم من أب وأم بلغوا بمقتل أبنائهم أو أسرهم هم في أوج شبابهم وكم من شاب بيع في الخارج في أسواق كأسواق (النخاسة). وأثنى (المفتي) على السياسة الحكيمة التي ينتهجها ولاة الأمر والتي جعلت بلدان العالم أجمع يكنون الاحترام والتقدير لبلادنا . مشددا على أهمية مآزرتهم والانضواء تحت لوائهم والسمع والطاعة لهم. وسبق المحاضرة كلمة لمعالي مدير الجامعة الإسلامية أ.د. محمد العقلا أكد فيها أن الإرهاب من أهم وأخطر الموضوعات فكريا وأمنيا لما ينطوي عليه من استحلال للمحرمات واستباحة لدماء الأبرياء وترويع للآمنين. و أضاف (العقلا) إننا نتذكر في هذه اللحظات ما جنته يد الإرهاب الآثمة على الأبرياء من أسر شهداء قوات الأمن وما كان للمناظر المروعة التي خلفتها التفجيرات الدامية لبعض المنشآت المدنية والعسكرية التي تقدم خدماتها في سيبل رخاء وأمن وسلامة الوطن والمواطنين والمقيمين. وأضاف: اننا نناشد البقية الباقية إن كان قد تبقى لهؤلاء الآثمين بقية من ضمير أو دين أن يتقوا الله في دينهم وفي وطنهم وفي الأبرياء من بني جلدتهم وإذا كانت الغاية كما يرى قادتهم تبرر الوسيلة فإن الغاية في الإرهاب غاية وافدة آثمة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا وعرقلة خطى التنمية الشاملة التي بدأت تجني ثمارها الطبية والتي ينبغي علينا بكل أطيافنا التكاتف من أجل الدفاع عنها والحفاظ عليها ودفع مسيرتها إلى الأمام.