تواصل المحاكم الجزائرية منذ شروعها مجددا في البت في قضايا الإرهاب خلال دورتها الجنائية الأولى للعام 2008التي انطلقت في 23شباط الماضي، إصدار أقصى العقوبات ضد عناصر الجماعة السلفية سابقا، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حاليا، جلها تتراوح ما بين الإعدام والمؤبد، طالت بالخصوص رؤوس جماعات إرهابية ما تزال ترفض المصالحة وتهدد بالمزيد من التصعيد في وقت تضبط ساعة البلاد على موعد الاستحقاقات الرئاسية المقررة خريف 2009.وبإصدارها أحكاما غيابية بالإعدام في حق 9إرهابيين يوم الاثنين، يكون مجلس قضاء بومرداس ( 50كلم شرق العاصمة الجزائر) قد أصدر في غضون أقل من شهر ما يزيد عن 77حكما بالإعدام، وما يقارب 30حكما بالسجن المؤبد، فضلا عن أحكام بالإعدام صدرت عن محاكم جزائرية أخرى مثل محكمة الجنايات بولاية جيجل ( 360كلم إلى الشرق) التي أصدرت 16حكما بالإعدام غيابيا في حق إرهابيين ما يزالون في حالة فرار، ومحكمة الجنايات لولاية تيزي وزو ( 110كلم شرقا) التي أصدرت هي الأخرى ما يقارب 10أحكام بالإعدام في حق إرهابيين وصفوا ب "الخطيرين" من بينهم مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسان حطاب، المعروف باسم "ابو حمزة" والذي أشارت المحكمة أنه في حالة فرار وقضت عليه غيابيا بالإعدام رفقة مساعده المدعو بيلام محمد بتهمة " الانخراط في جماعة إرهابية ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، في قضية محاولة اغتيال الجنرال السابق كمال عبدالرحيم" هذا علما أن حسان حطاب سلم نفسه طواعية لمصالح الأمن الجزائرية في 22سبتمبر - ايلول 2007وتردد أن التحقيق معه انتهى وأنه ينتظر "لفتة" من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تمكنه من الاستفادة من إجراءات العفو والمصالحة نظير تعاونه مع الأمن ودعوته بقية نشطاء الجماعة السلفية إلى التخلي عن السلاح والعودة إلى رحاب المجتمع . وطالت أحكام الإعدام إرهابيين آخرين بمجالس قضاء جزائرية بكل من ولايات تبسة ( 630كلم شرقا) ومستغانم ( 350كلم إلى الغرب) وبسكرة ( 430كلم إلى الجنوب) هذه الأخيرة التي أصدرت حكمين بالإعدام في حق إرهابيين اثنين هما (ر. ب) و(م. ط) واتخذت إجراءات التخلف في حق عماري صايفي المدعو "عبد الرزاق البارا" زعيم منطقة الجنوب في تنظيم الجماعة السلفية المتهم الرئيس في اختطاف السياح الأجانب في عمق الصحراء الجزائرية صيف 2003، والموجود حاليا رهن الحبس بعد تسلمه من السلطات الليبية في أكتوبر - تشرين الأول 2004.وحسب جدول القضايا المبرمجة في الدورة الجنائية الأولى للعام 2008، والذي تمكنت "الرياض" من الاطلاع على بعض جوانبه، فإن المحاكمات تمس 611إرهابياً من بينهم 341في حالة فرار، يوجد من بينهم 10أمراء، تتراوح التهم الموجهة ضدهم بين الانخراط وتكوين جماعة إرهابية مسلحة والقتل العمد والسرقة ووضع متفجرات في أماكن عمومية والتهديد بالسلاح، وطالت أحكام الإعدام إرهابيين حوكم بعضهم أكثر من مرة لورود اسمه في قضايا متعددة ذات صلة بالإرهاب، ومنهم من يوجد في حالة فرار، وآخرون لقوا مصرعهم على يد قوات الجيش بولاية بومرداس التي تعد واحدة من أهم معاقل الجماعة السلفية إلى جانب ولايتي "تيزي وزو" و"البويرة" المحاذيتين لها، من بينهم "رومان قدور" المكنى "أبو حذيفة" أمير "سرية الثنية" المتخصصة في التفجيرات الذي لقي مصرعه على يد قوات الأمن نهاية يناير الماضي رفقة بعض معاونيه، وبوزقزة عبدالرحمن المكنى "عبدالرحمن تلالي" أمير ما يعرف ب "كتيبة الفاروق" أهم كتائب المنطقة الثانية في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" (منطقة الوسط والقبائل) الذي سبق وأن حكم عليه في عدة دورات جنائية بالإعدام وب 20سنة سجنا لارتكابه جنايتي "إنشاء جماعة إرهابية مسلحة" و"القتل العمد لأربعة جنود" وكان في حالة فرار قبل أن يلقى حتفه على يد قوات الجيش بمنطقة بني عمران بولاية بومرداس نهاية يناير 2008، وكذا عبدي عبدي الذي قضي عليه مؤخرا ببلدية لقاطة (بومرداس) رفقة أبرز معاونيه ويعد أحد أهم مدبري التفجيرين اللذين استهدفا مقر محافظتي أمن درفانة والرغاية في 12ديسمبر- كانون الأول 2006بواسطة سيارتين مفخختين أسفرتا عن مقتل 4أشخاص وعدة جرحى . وكانت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ذكرت قبل أيام أن عدد القضايا المتعلقة بالإرهاب التي تم معالجتها إلى الآن في الدورة الحالية لمجلس قضاء بومرداس تفوق 90قضية من مجموع 18قضية مبرمجة خلال الدورة الجنائية الحالية يتابع من خلالها أكثر من 340إرهابيا في حالة فرار، وقد تم النطق إلى الآن بأكثر من 150حكما غيابيا يتراوح ما بين الإعدام والسجن المؤبد و 20سنة سجنا نافذة