هل أنت مدمن على استخدام شبكة الانترنت؟ إذا أردت أن تقويم وضعك وتعرف حقيقة موقفك فلا أقل من زيارة احد مواقع اختبارات إدمان الشبكة وهي كثيرة مثل netaddiction.com أو موقع counsellingresource.com وبالطبع هناك مواقع عربية تضع بعض نماذج لاختبارات الإدمان ويكفي البحث عن عبارة" اختبار إدمان الانترنت " لتجد الكثير من الموضوعات التي تساعدك في هذا المجال. امّا السؤال عن لماذا يدمن الناس الانترنت فسؤال كبير وهذه قصة بين مئات ربما نجد في بعض تضاعيفها تفسيرا: (هو) يعود إلى منزله بعد ظهر كل يوم عمل بوجه متجهّم، و(هي) تستقبله بنظرات ملؤها الملل من رتابة الأشياء من حولها، ينظر إليها مستفسرا فترد شاكية متبرمة من كل شيء. يهزّ رأسه منصرفا عنها حتى قبل أن تستكمل رواية معاناتها اليومية التي لم تتغيّر أحداثها منذ اشهر. يدخل إلى غرفة النوم ويلقي بجثته غير مبال إلا بأهمية توفير جو هادئ له للنوم العميق الذي يأخذه عن كل ما حوله حتى العصر الأخير من النهار. يستيقظ متأففا من تركه نائما حتى هذا الوقت وبالطبع هي تعرف من تجاربها السابقة أنه سينفجر ساخطا لو تجرأت وأيقظته في موعده الذي دائما ما يحدده ولم يستيقظ فيه أبدا. في كل مساء وبعد أن يشرب صاحبنا "الشاي" المفضل يغادر إلى غرفة مكتبه مسرعا ويغلق الباب لينقطع عن كل ما حوله في فضاء الانترنت حتى الهزيع الأخير من الليل. وحتى في فترات الاستراحة التي اقتطعها - مكرها من ساعات الانترنت الأثيرة- جراء شكاوى زوجته تراه و أصابعه لا تكاد تنفك عن العبث بجهاز التحكم التلفزيوني بملل وعصبيه. أما هي فبعد أن تفرغ من روتينها "الفضائي" اليومي المعتاد وتنهي عددا من المكالمات التي لا تنتهي تأتي إليه محتجة بذات العبارات المتسائلة عن أسباب إعطائه كل هذا الوقت للانترنت دون اعتبار لوجودها وحديثها. هو لا يرد وحين طلب منها اقتراح حل رأت أن عليه الخروج من المنزل ومشاركة زملائه السهر في الاستراحة ولكن حتى هذا المقترح لم يخلصه ويخلصها من المشكلة. الجديد أنه في أيام الاستراحة التي تم الاتفاق عليها وبعد أن يفيق من نوم (العصر) يبدأ برنامجه بمكالمة سريعة ليتأكد من ترتيبات لقاء "شلّة" الاستراحة ثم يزمجر متبرماً وهو يستحثها سرعة انجاز نصيبه من مستلزمات السهرة ليختتم المشهد بمنظره وهو واقف إلى جوار الباب الخارجي للمنزل متأبطا جهاز "الحاسب المحمول" وهي تحاصره بأسئلتها السريعة المتلاحقة وهو يسمعها دون تركيز ودون النظر إلى وجهها، أما (هو) فإجاباته الدائمة لا تتجاوز ثلاث كلمات هي " نعم" "لا" "يمكن" ثم يغلق الباب فيما لا زالت (هي) فاتحة فمها بسؤال تستولد مع كل إجابة له سؤالا آخر لا إجابة له. في الاستراحة - وسط الرفاق- لم تنته المشكلة إذ لا يكاد يصرف صاحبنا عن استغراقه في تصفح الانترنت إلا تعليقات الرفاق الساخرة التي تستثيره فيرد بعبارات موجزة غاضبة متهما إياهم بالسطحية والسخف جراء تكرار ذات القصص المملة التي حفظها بعد أن سمعها منهم ألف مرة. يقول العلماء أن إدمان الانترنت له آثار كثيرة تتبين مؤشراتها من تقطّع ساعات النوم، إهمال المسئوليات، كثرة المشاكل في المنزل إضافة إلى فقدان التركيز، وقبل أن تتساءلين - عزيزتي- هل زوجي مدمن .. لا بأس أن تسألي أيضا لماذا؟ مسارات قال ومضى: اعترف أن(لا نظير) "لصداقتك" فكلما ظهرت مشكلة جديدة في حياتي رأيتك (أهم أركانها).