وسط اجواء من السخط والحداد، خرج آلاف المواطنين في بيت لحم ظهر أمس في تشييع اربعة من قيادات المقاومة الفلسطينية، اغتالتهم قوات الاحتلال مساء أول من امس، فيما سلمت قوات الاحتلال جثمان الشهيد علاء ابو دهيم الى ذويه بعد احتجاز لمدة اسبوع. وتوالت ردود الفعل على الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال بإعدام محمد شحادة أبرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في الضفة، وعيسى مرزوق وعماد كامل العساكرة، من سرايا القدس، واحمد البلبول أحد قادة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة (فتح). ودانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جريمة الاغتيال البشعة والقذرة، التي ارتكبت بدم بارد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت اللجنة في بيان لها أمس أن هذا التصعيد الدموي المتواصل لجيش الاحتلال "ينسف أكاذيب السلام المضللة التي ما فتئ يطلقها الساسة الإسرائيليون، ويفضح بشكل لا يقبل التأويل تعمد الاحتلال المستمر إفشال جهود التهدئة وتهيئة المناخ لإطلاق مفاوضات ذات مغزى تؤدي إلى كنس الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية". اما حركة (حماس) فقد دعت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية الى "تصعيد ضرباتهم النوعية ضد الكيان الصهيوني، وأن يستمروا في الدفاع عن شعبهم وأرضهم ومقدساتهم بكل أشكال المقاومة ردا على مجزرة بيت لحم". وأكدت حركة (حماس) أن استمرار قوات الاحتلال باغتيال المقاومين الفلسطينيين وملاحقتهم "يعكس حالة الهستيريا التي أصيب بها الاحتلال جراء نجاح ضربات المقاومة الفلسطينية في العمق الصهيوني، وتوضح عنوان المرحلة المقبلة ما بعد عودة فريق السلطة برام الله الى التفاوض مع الاحتلال". الى ذلك، سلمت سلطات الاحتلال فجر أمس جثمان منفذ عملية القدس النوعية الشهيد ابراهيم ابو دهيم، وتم دفنه الى مثواه الاخير في مقبرة جبل المكبر في القدس، وسط اجراءات امنية مشددة وبمشاركة عدد محدود من ذويه وكبار السن. وجاء الافراج عن الجثمان بعد احتجاز دام أسبوعاً، حيث اشترطت سلطات الاحتلال على العائلة ان لا تنظم له جنازة كبيرة، تجعل منه بطلا. ولم تسمح هذه القوات حتى للصحافيين بالوصول الى المقبرة ومنعتهم من تغطية او تصوير عملية التشييع. وقد منعت الشرطة اهالي البلدة من مرافقة الجثمان للمقبرة، فيما رافق الجثمان مجموعة من الاهل وكبار السن فقط.