أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقادة الإسلاميين أن المملكة تنظر إلى القمة الحالية في داكار باعتبارها نقطة تحول في تاريخ الأمة الإسلامية كونها تأتي بعد القمة الاستثنائية في مكةالمكرمة التي أقرت الخطة العشرية للمنظمة الإسلامية. جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة لمؤتمر القمة الإسلامي في دورته الحادية عشرة المنعقدة حالياً داكار. وفيما يلي نص كلمة سمو الأمير سعود الفيصل أمام المؤتمر.. إن المملكة العربية السعودية تنظر الى قمة داكار باعتبارها محطة هامة كونها تأتي بعد اعتماد قادة الامة الاسلامية في قمة مكة الاستثنائية برنامج العمل العشري الذي يهدف الى التعامل مع التحديات التي تواجهها الامة الاسلامية وفق رؤية استراتيجية تخطط لمستقبلها وتواكب المتغيرات الدولية وتطوراتها. إن المنتظر والمأمول من الاجتماع الراهن أن يراجع الخطط التي تضمنها البرنامج العشري من زاوية ما تم إنجازه منها وما يتعين علينا استكماله وقد أنشات حكومة المملكة العربية السعودية بموجب ذلك لجنة وطنية لتنفيذ ومتابعة وتنسيق برامج مع العالم الاسلامي في إطار العمل المشترك. وعلى الرغم من الفترة الزمنية القصيرة نسبيا على اقرار برنامج العمل العشري الا أننا بدأنا نلمس بعض ثمرات تطبيقه المتمثلة في تعزيز دور مجمع الفقة الاسلامي بغية جعله مرجعا للتشريع والفتوى ووضع حد لحالة الفوضى السائدة في مجال الافتاء وتطوير مهام المجمع لتشمل تشجيع الحوار بين المذاهب الاسلامية وكسب احترام الاخرين والتعبير عن وسطية الاسلام وسماحته. كما شهدت الفترة الماضية اطلاق الجهود الجادة نحو تطوير ميثاق منظمتنا لتمكينها من استيعاب المتغيرات ومواجهة متطلبات المرحلة الراهنة المنصوص عليها في برنامج العمل العشري. ومع اهمية هذه الخطوات وما ترمز اليه من توجه جاد للارتقاء بنوعية العمل الاسلامي المشترك الا انه ما زال يتعين علينا بذل الكثير من الجهود والمساعي على الصعيد الداخلي لكل دولة وعلى المستوى الجماعي في العمل بكل عزم وجدية لتنفيذ كل جوانب البرنامج في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. إن منهج العقلانية واسلوب الاعتدال وروح التسامح والانفتاح على الآخر يجب أن تشكل أداة نتسلح بها في مواجهة التحديات الراهنة وستظل قضايانا المصيرية على حالها ما لم يتغير أسلوبنا في التعامل معها كما ان المجتمع الدولي لا يمكن ان يتعامل معنا بالجدية المطلوبة ما لم يلمس مصداقيتنا وتضامننا في الدفاع عن هذه القضايا والتزامنا بالوفاء بمتطلبات السعي لنيل حقوقنا المسلوبة. وفي سياق مراجعتنا للمبادئ التي احتوى عليها البرنامج العشري لا بد من التنوية الى أن الدعوة الى الاعتدال والتسامح والانفتاح نحو الحضارات والثقافات الاخرى ليس المقصود منها تجاهل الاساءات الموجهة ضد الاسلام والمسلمين وتجاوز موجات الحقد والكراهية الصادرة عن قوى التطرف والتعصب الاعمى المنتشرة في بعض الاوساط الغربية والتي جرى التعبير عنها مؤخرا بمختلف الوسائل المرئية والمسموعة إن دعوتنا للتسامح بين الحضارات والثقافات لن تتحقق إلا من خلال تأسيس الاحترام فيما بينها لضمان التكافو في الحوار وفي هذا الصدد فاننا نطالب المجتمع الدولي وكل مؤسساته الرسمية والمدنية ووسائل اعلامية الى احترام الاسلام بالشكل الذي يليق بمكانته كاحد الديانات السماوية وأوسعها انتشارا. وإذا ما كفلت المواثيق الدولية حق الانسان في حرية التعبير فانها ايضا لم تعفه من مسؤولياته والتزاماته في مقابل التمتع بهذا الحق وذلك وفق ما قضى به ميثاق الاممالمتحدة والصكوك الدولية لحقوق الانسان التي نصت على تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الاديان والثقافات من اجل السلام و منع حالات التعصب والتمييز والتحريض على كراهية افراد اي من الطوائف او اتباع الديانات والمعتقدات كما طالبت المواثيق وسائل الاعلام بتهيئة بيئة تفضي الى تفاهم افضل بين جميع الاديان والمعتقدات والثقافات والشعوب ولذلك فلا يمكن بأي حال من الاحوال قبول ان تأخذ حرية الرأي المدى الذي يجعلها تتعدى على حقوق وحريات المعتقدات الدينية للافراد. اصحاب الجلالة والفخامة والسمو نعلم جميعا ان نشوء منظمة المؤتمر الاسلامي انما جاء استجابة لتحد سافر جوبهت به امتنا حيث تعرض المسجد الاقصى في القدس الشريف الى اعتداء اجرامي من قبل متطرف حاقد ساعده في ذلك وقوع القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي فان القدس الشريف يشكل جوهر ومحور هذه القضية لذلك فان موضوع القدس يجب ان يحتل اولوية في اي محادثات او مفاوضات لحل النزاع العربي الاسرائيلي وتأسيساً على هذا المبدأ وبناء على الاجتماع العربي جاءت مشاركة المملكة في مؤتمر انا بوليس للسلام وذلك في ضوء التأكيدات بان المؤتمر سيدشن مرحلة جديدة يتم بموجبها التعامل مع عملية السلام من منطلق تناول القضايا الاساسية للنزاع بما في ذلك قضية القدس وضمن اطار زمني محدد وكان يحدونا أمل بأن توضع الالتزامات التي جرى التعبير عنها في انا بوليس موضع التنفيذ غير ان الوقت يداهمنا ولم نشهد حتى الان سوى استمرار الحكومة الاسرائيلية في ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني في غزة وباقي الاراضي الفلسطينية ضد الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل وانتهاجها لسياسة الحصار والعقوبات الجماعية المناهضة لكل القوانين الدولية والانسانية واتفاقيات جنيف الخاصة بمعاملة السكان المدنيين تحت الاحتلال. ان المجتمع الدولي مطالب بالقيام بمسؤولياته تجاه هذه الممارسات الاسرائيلية اللانسانية وفي هذا الصدد طالب المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الاخير بتوفير الحماية الدولية المطلوبة للفلسطينيين في مواجهة هذه الهجمة الاسرائيلية الشرسة كما ربط الالتزام العربي بالسلام كخيار استراتيجي بمدى وفاء اسرائيل بالتزاماتها تجاه العملية السلمية واحترامها للمواثيق وسائر مرجعيات السلام المعتمدة بما في ذلك المبادرة العربية للسلام ان المتوقع من المجتمع الدولي وبالذات الاطراف الفاعلة فيه ليس فقط رعاية عملية السلام بل والسعي الحثيث للسير بهذه العملية وفق اسسها ومرجعياتها.. على الرغم من التحسن النسبي على الصعيد الأمني في العراق إلا أن ذلك التحسن لم يواكبه حتى الآن التقدم المنشود على صعيد الترتيبات السياسية والدستورية التي من شأنها أن تحقق الدفعة المطلوبة لعملية المصالحة الوطنية على العدل والمساواة لكافة أطياف الشعب العراقي الأمر الذي يحمل الحكومة العراقية مسؤولية مضاعفة نحو تحقيق الوفاق الوطني بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات وفقا لاعتبارات وطنية بحتة وبمنأى عن أي تدخلات خارجية ونأمل للحكومة العراقية التوفيق في ذلك. وفيما يتعلق بلبنان فإن الجامعة العربية مستمرة في جهودها الحثيثة لحل أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية وقد كلف مجلس الجامعة مؤخرا الأمين العام السيد عمر موسى مواصلة اتصالاته مع الأطراف اللبنانية في إطار هذه المبادرة مع إيلاء موضوع العلاقات اللبنانية - السورية اهتماما خاصا بالنظر لعلاقة هذا الأمر الوثيقة بالمشكلة اللبنانية ونتطلع إلى دور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني لبناني استنادا إلى المبادرة العربية وذلك في إطار الالتزام العربي الشامل ببذل الجهود الحثيثة لحل الأزمة اللبنانية. إن تكريس الأمن والاستقرار في منطقة الخليج الحساسة من العالم يتطلب التأكيد على حسن الجوار وتعزيز الثقة بين جمهورية إيران الإسلامية وجيرانها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومما يساعد على ذلك استجابة إيران لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لحل قضية الجزر الثلاث عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. إن أزمة الملف النووي الإيراني تشكل أحد التحديات التي تواجهها منطقتنا ومبعث قلق لنا جميعا وإن ما نأمله ونرجوه أن يتم حل هذا الملف بالطرق السلمية وبعيدا عن التوتر والتصعيد وذلك في إطار التطلع لجعل منطقة الشرق الأوسط والخليج منطقة خالية من الأسلحة النووية مع ضمان حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة النووية وتحت إشرافها وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بدون استثناء بما فيها إسرائيل. لقد حرصت المملكة العربية السعودية دوما على المساعدة والاسهام بكل ما تستطيع في معالجة القضايا والمشاكل التي تعاني منها عدد من دول منظمتنا لتجنيبها مضاعفات استمرارها وتفاقمها ومن جملة هذه المشاكل الازمة في أقليم دارفور بالسودان الشقيق ذات البعد الانساني حيث حرصت قمة الرياض العربية على دعم الجهود الرامية لحل هذه المأساة الانسانية من خلال العمل على بناء الثقة بين حكومة السودان والاممالمتحدة. وعلى صعيد حل الازمة في الصومال فقد تمكنت قمة الرياض من التمهيد لموتمر المصالحة بين الفصائل الصومالية والذي أثمر عن التوقيع على اتفاق جدة في العام الماضي ونتطلع الى التزام جميع الفصائل الصومالية بالاتفاق ومساعدة الحكومة الصومالية لكي تتمكن من أرساء دعائم الامن والاستقرار في ربوع الصومال الشقيق. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أن برنامج العمل العشري حرص على معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها أمتنا الاسلامية ووضع الخطط الكفيلة بتحقيق النماء والازدهار في عالمنا الاسلامي حيث ركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة البينية والاهتمام بالقضايا المتصلة بالعلوم والتقنية والتخفيف من وطأة الفقر والسعي الى استئصال الامراض والاوبئة في الدول الاعضاء بالمنظمة. وفي هذا الصدد أعلنت المملكة العربية السعودية عن مساهمتها بمبلغ مليار دولار في صندوق مكافحة الفقر في العالم الاسلامي كما خصص البنك الاسلامي للتنمية مليار دولار من موارده لدعم الصندوق ليصبح اجمالي التعهدات التي تلقاها الصندوق حتى الان 6ر 2مليار دولار ونحن نتطلع الى مبادرة الدول الاعضاء للاسهام في دعم الصندوق لمقابلة رأس ماله بعشرة مليارات دولار. ولازالة العقبات التي تعترض التجارة البينية في عالمنا الاسلامي وتيسير تدفقات رؤوس الاموال والاستثمارات فيما بيننا فقد تضمن برنامج العمل العشري تكليفا للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (الكومسيك) لزيادة حجم التجارة بين الدول الاعضاء ويستلزم هذا الامر التنفيذ الفاعل لاتفاقية نظام الافضليات التجارية للمنظمة وخطته لتخفيض التعرفة الجمركية وإزالة الحواجز الجمركية والشبه جمركية وهنا أود أن أوكد لكم بأن المملكة العربية السعودية بصدد استكمال أجراءات المصادقة على هذه الخطة والمأمول من كافة الدول الاعضاء في المنظمة استكمال كافة أجراءات المصادقة ووضع الخطة موضع التنفيذ في أقرب وقت لضمان تحقيق الهدف المنشود. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو تشارك المملكة العربية السعودية في الجهود العالمية الحثيثة للحفاظ على البيئة وتؤكد على ضرورة تبني المجتمع الدولي للاجراءات المناسبة لمواجهة التغير المناخي وفق مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة بين الدول المتقدمة والنامية كما توكد على أن الاستمرار في أبحاث تطوير تكنولوجيا استخدامات الطاقة وتنقيتها مجال مهم سيكون المدخل الرئيسي لمواجهة المشكلات البيئية المتعددة إلا أن الجهد المبذول لا يتواكب مع مدى تلك الاهمية وبادرت المملكة في هذا الصدد الى انشاء صندوق الابحاث الخاصة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي والذي أعلنت عنه خلال قمة الاوبك الثالثة التي عقدت بالرياض وتبرعت له بمبلغ 300مليون دولار. ان البترول سلعة استراتيجية للاقتصاد العالمي ويشكل استقرار سوقه أمرا أساسيا لضمان المصالح المشتركة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء ومن هذا المنطلق حرصت المملكة العربية السعودية دوما على تبني سياسة بترولية تستهدف الحفاظ على توازن هذا السوق وحرصت المملكة على مد جسور الحوار بين المنتجين والمستهلكين عبر منتدى الطاقة العالمي الذي تستضيف الرياض سكرتاريته العامة ولا بد من التنويه في هذا الصدد الى أن التقلبات الراهنة التي يشهدها سوق البترول العالمية والارتفاع بأسعار البترول مرده لحد كبير المضاربة التي لا علاقة لها بأسس السوق المستقرة. اصحاب الجلالة والفخامة والسمو أمامنا جدول أعمال حافل بالمواضيع ويتطلب منا الكثير من الجهد والوقت للخروج بنتائج وقرارات تتواكب مع تطلعات وآمال شعوبنا التي تتجه أنظارها الى داكار وهي تستضيف للمرة الثانية القمة الاسلامية في دورتها الحادية عشرة بعد أن استضافتها قبل عدة سنوات في دورتها السادسة. ان هذا البلد المضياف أبى الا أن يسهم مرة أخرى في رعاية العمل الاسلامي المشترك في ظروف بالغة الدقة تلك الرعاية التي جاءت محفوفة بحسن الاستقبال وكرم الوفادة ولا يسعني في ختام هذه الكلمة الا أن أعرب باسم وفد المملكة العربية السعودية عن خالص وعظيم الامتنان لجمهورية السنغال قيادة وحكومة وشعبا. البترول ناتجة عن المضاربات التي لا علاقة لها بأسس السوق. وكان الرئيس السنغالي عبدالله واد الذي اعتمد رسالة خادم الحرمين الشريفين كوثيقة رسمية لأعمال المؤتمر قد افتتح أمس الجلسة الأولى لأعمال القمة الإسلامية بحضور أكثر من 45ملكاً ورئيس دولة حيث أكد في كلمته الافتتاحية على ان تجديد الأمة في القرن الحالي لا يتم إلاّ بالقوى البشرية، مشيراً إلى ان على الرؤساء اقرار الميثاق الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالاجماع لتحقيق التوافق، مؤكداً ان الخلافات على بعض المواد يمكن مناقشتها فيما بعد ولكن لا يمكن حذفها. وأضاف ان القضية الفلسطينية مازالت محور القضايا الإسلامية مطالباً إسرائيل بوضع حد للأعمال المبالغ فيها التي تقوم بها في غزة وبعض الأراضي الفلسطينيةالمحتلة كما طالب الفلسطينيين بتوحيد كلمتهم وموقفهم، مشيراً إلى ان ذلك هو الطريق الوحيد للاستقلال. وأبدى واد استعداده لتبني بلاده حواراً بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة مؤكداً دعم بلاده لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس. كما دعا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ايقاف أعمال العنف بينهما حيث يشهد التاريخ بحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وفي حدود معروفة. وأشار واد إلى ان هناك العديد من التحديات التي تواجه دول منظمة المؤتمر الإسلامي وفي مقدمتها التدهور البيئي والفقر والإساءة للإسلام والمسلمين ونشر العلم والمعرفة والتقنية ونبذ الإرهاب والعمل على تنمية الشعوب الإسلامية. وأكد واد على التعاون الاقتصادي بين دول المنظمة موضحاً ان سبب تخلف العالم الإسلامي يعود إلى عدم التعاون والفرقة بين أفراده ودوله مما استدعى عدم الاستفادة من الموارد البشرية والخامات التي أصبحت الدول الغربية تشارك فيها. من جهته، أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ان الاعتداءات على الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام من أكبر التحديات التي تواجهها الأمة حالياً بالإضافة إلى تحديات التنمية في الدول الإسلامية. وأشار إلى رغبة العرب والمسلمين في السلام الذي يجب ان يقابله انسحاب كامل من الأراضي المحتلة عام 1967م وإعلان قيام دولة فلسطين مع رفضه الحلول الأحادية أو الدولة ذات الحدود المؤقتة. وأكد أبومازن رفضه للحصار الذي تتعرض له غزة تحت أي ذريعة مؤكداً ان الفلسطينيين يواجهون حملة تطهير عرقي. ودعا الحكومات الإسلامية إلى تبني كل حكومة حي أو مدينة فلسطينية لتقوم بتنميتها. من جهته، استعرض الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلو الاصلاحات الجديدة التي أوجدتها المنظمة والطرق التي اتبعتها لمعالجة قضايا المسلمين في العراق وكشمير وقبرص وأفغانستان. وأشار أمين عام هيئة الأممالمتحدة بان كي مون إلى ان القمة الإسلامية الحالية تتم في ظروف صعبة على العالم الإسلامي بدءاً من العراق المحتل ومروراً بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة وانتهاء بالأوضاع التي يعيشها المسلمون في دولهم. وأشار إلى التعاون بين الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي في مكافحة الفقر والوقوف ضد الإرهاب وممارسة العنف باسم الإسلام. ودعا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اغتنام الفرصة للتعاون مع شركائهم للتخفيف من معاناة أهالي غزة فيما دان عمليات اطلاق الصواريخ التي تصل إلى الأراضي الإسرائيلية مطالباً إسرائيل باحترام القانون الدولي وضبط النفس. كما رحب مون بالحوار المتواصل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة مؤكداً يقينه ان حل هذه الأزمة لا يتم إلاّ بالطرق السلمية. من جهته، قال أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ان الصدام الفكري بين الغرب والمسلمين يمثل أبرز ملامح المرحلة الحالية لذلك ينتظر المسلمون من هذه القمة التصدي للهجمات التي يتعرض لها الإسلام ورسوله الكريم وكذلك ينتظرون اقرار التنمية والحرية وتطوير التعليم. وأكد عدم السماح بأن يكون القرن الجديد مرحلة تاريخية لحرب فكرية بين المسلمين والغرب حيث يجب ان يكون قرن اتحاد وحوار وتضامن وان يكون المسلمون على قدر من المساواة مع غيرهم. وطالب موسى بوثيقة للأمة الإسلامية لتطوير مجتمعاتها والانطلاق بها نحو المستقبل مؤكداً رفضه سيطرة بعض قوى الجمود على المجتمعات الإسلامية لأن الإسلام ليس دين جمود وانكماش بل دين تطوير وعلم وانفتاح وحرية. وأشار إلى ان المتطرفين القدامى والجدد في الغرب أحد أسباب الصراعات بين المسلمين والمجتمعات الغربية التي تقع ضحية لأطراف تسعى إلى تشويه صورة الإسلام. وكان صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية قد وصل الليلة الماضية إلى داكار ليرأس وفد المملكة في اجتماعات مؤتمر القمة الإسلامي في دورته الحادية عشرة التي بدأت أعمالها امس. وقد استقبل فخامة الرئيس السنغالي عبدالله واد سمو وزير الخارجية في صالة كبار الشخصيات بمطار داكار الدولي حيث نقل لفخامته تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتمنياتهما لفخامته بموفور الصحة وللشعب السنغالي الشقيق التقدم والازدهار. كما كان في استقبال سموه سفير خادم الحرمين الشريفين لدي جمهورية السنغال الدكتور شايع الخشيبان وأعضاء السفارة السعودية في داكار.