تسبب الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس الفلسطينية بتوقف تصوير المسلسل الاجتماعي الفلسطيني "براويز" الذي يعتبر أول دراما فلسطينية تصور كاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنتجه مؤسسة نهاوند للإنتاج الفني في مدينة نابلس، والذي كان التصوير به قد بدأ منذ فترة وجيزة في أجواء كانت تتصف بالهدوء الحذر. فقد صرح المدير التنفيذي للمؤسسة باسل عطاالله: أن الاجتياح الأخير للمدينة الذي بدأ مساء الخميس، قد تسبب بإيقاف التصوير كاملاً، وأن الأوضاع الأمنية في المدينة لم تعد مستقرة لتسمح باستكمال تصوير العمل الذي من المقرر أن يصور عدداً من حلقاته في مدينة نابلس وقراها، وفي مدن وقرى ومخيمات فلسطينية أخرى في الضفة الغربية. وأضاف: بأن الاجتياح الذي سبقه حصار مشدد على مداخل المدينة قد منع دخول الممثلين الفلسطينيين الذين استعانت بهم المؤسسة لتصوير عملها، بقالب وإمكانات جديدة، ليتسنى عرضه على عدد أكبر من الفضائيات العربية، حيث كانت المؤسسة قد قررت إشراك ممثلين فلسطينيين آخرين لهم باع في مجال الدراما العربية ليساهموا برفد العمل بتجربتهم وإخراجه بصورة أقوى عما كان عليه في أجزائه الثلاث السابقة. مشيراً إلى أن توقف التصوير سيستمر حتى انتهاء اجتياح المدينة، ليتسنى لهم التصوير بظروف هادئة، تسمح أيضاً بدخول الممثلين القادمين من مدن وقرى فلسطينية مختلفة، وكذلك ليتسنى لطاقم التصوير الانتقال مع معدات التصوير إلى مناطق أخرى خارج المدينة التي تعاني حصاراً مستمراً عليها منذ سبع سنوات، ظلّ يعيق الحركة منها وإليها، سواء على مستوى الأفراد أو نقل المعدات. ويذكر أن الجزء الرابع من المسلسل الاجتماعي الكوميدي "براويز"، الذي يكتبه السيناريست الفلسطيني المقيم في الأردن مهند صلاحات، ويخرجه علاء رضا، ليعرض في شهر رمضان القادم، قد عُرض منه الجزء الثالث على الفضائية الفلسطينية في رمضان الماضي، وعلى بعض الفضائيات العربية الأخرى ولاقى إقبالاً جماهيرياً عربياً وفلسطينياً في الداخل والشتات. ويراهن منتجوه على أن يحقق هذا العام نجاحاً أكبر بعد أن تم الاتفاق مع شركة تسويق عربية كبرى لتسويقه على نطاق أكبر، ليلاقي استحسان الجمهور العربي لكونه أول عمل درامي "فلسطيني" يصور كاملاً في المدن الفلسطينية التي ظلت ولسنوات طويلة مجهولة بالنسبة للمجتمع العربي بسبب ظروف الاحتلال؛ باستثناء ما كانت تتناقله الفضائيات من صور إخبارية، بحيث يرى المشاهد العربي المجتمع والبيئة الفلسطينية من الداخل، وبشكل مختلف عبر حلقات العمل. ويتكون العمل من ثلاثين حلقة تلفزيونية قصيرة مدة كل حلقة عشرون دقيقة، تتناول مشهداً اجتماعياً من حياة المواطن الفلسطيني بقالب كوميدي يهدف إلى إيصال رسالة بأن الشعب الفلسطيني بالرغم من كل الظروف يريد الحياة ويسعى لها.