في الآونة الأخيرة بدت أصوات تعلو في المجال الطبي، وبين بعض المختصين في الصحة النفسية حول مدى جدوى علاج الإكتئاب، وهل الأدوية المضادة للإكتئاب فعلاً لها دور فاعل في علاج مرض الإكتئاب، ما مدى هذا الدور الإيجابي الذي تلعبه الأدوية المضادة للإكتئاب في تحسين أعراض الإكتئاب، وهل تساوي هذه الأعراض الجانبية وما تُحدثه الأدوية المضادة للإكتئاب من نتائج أعراض جانبية سلبية يساوي مفعولها الإيجابي في علاج الإكتئاب. الحقيقة إن هذا التشكيك ليس في صالح المرضى ولا في مصلحة الصحة النفسية والعاملين بها. فالأدوية المضادة للإكتئاب، أدوية فاعلة وتعُالج نسبة عالية من المرضى الذين يُعانون من الإكتئاب وكذلك بعض الإضطرابات النفسية الآخرى كالوسواس القهري إضطرابات الهلع واضطرابات القلق التي يُعاني منها نسبة لا بأس بها من سكان العالم. مناقشة من هذا النوع يجب ألا تكون على صفحات الصحف العادية ولكن من الأفضل أن تكون في الدوريات العلمية المتخصصة في الطب النفسي أو الصحة النفسية فهذا أفضل حتى لا نخسر ما كسبناه على مدى سنوات طويلة من جعل المرضى يلجؤون للأطباء النفسيين بدلاً من تعرضهم للضرب والخنق على أيدي المشعوذين والجهلة.