ظاهرة تأخر الزواج عند الرجال والعنوسة عند النساء من اسبابها الثقافات السيئة والبعد عن الدين وكذلك لها من الأضرار ما سوف نطرحه في هذه السطور القليلة مقترحين في نهاية الأمر بعض الآراء التي نراها من الممكن أن تساهم في التغلب عليها ونظراً لكثرة الأسباب المؤدية الى التأخر في الزواج لذا فسوف أذكر منها ما هو أكثرها أهمية على سبيل المثال لا الحصر. ومن هذه الأسباب: @ المغالاة في المهور وهذا السبب يعد أكبر وأهم الأسباب على الإطلاق في انتشار ظاهرة التأخر في الزواج المنتشرة بين النساء والرجال على حد سواء كما نرى اليوم المهور الضخمة التي تطلب من الرجال وتثقل كاهلهم ونحن لا نريد سلب أخواتنا حقوقهن ولكن نأمل أن يكون الأمر على قدر المستطاع اقتداءً بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أنه زوج بعض الصحابة من نساء بما يحفظه الصحابي من القرآن الكريم وكذلك زوج بعضهم الآخر وكان صداق زوجته خاتما من حديد ولم نسمع أنه ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه غالى في المهور بأن جعل صداق إحدى النساء مئات الألوف كما نرى ونسمع اليوم وما هو منتشر وشائع في مجتمع من المفترض أنه قدوة يقتدي ويحتذي بها مجتمعات المسلمين في مختلف بقاع الأرض. @ انتشار ثقافة الحذر من زواج النساء أصحاب المهن التي تطلب رؤية الرجال مثل انتشار الحذر من زواج الطبيبات بحجة أنهن يتكشفن على رجال لما تطلبه طبيعة عملهن من رؤية الرجال والاختلاط بهم في حدود العمل وبدلاً من أن نكرمهن ونجزيهن خيراً على ما يقدمنه من تضحيات وعمل يتسبب في إسعاد الكثير من الخلق بمساعدتهم في تخطي محنهم المرضية فإننا تركنا زواجهن جزاءً للمعروف الذي يقدمونه مع أنهن أصحاب مهنة سامية جليلة تعد في بعض المجتمعات التي تعرف مقدارها وقيمتها أولى وأسمى المهن على الإطلاق. @ ولقد لحقت الثقافة السيئة النساء ربات المنازل وغض الطرف عنهن وترك زواجهن بحجة أنها لا تعمل مع أن بقاء الزوجة في المنزل يساعد كثيراً في إنشاء جيل صالح تقوم عليه هي وتقدمه للمجتمع قويا نافعا لوطنه ودينه وأمته وما خرجت المرأة للعمل إلا لحاجة المجتمع لأن يكون من بين النساء المسلمات طبيبات ومعلمات وغيرهن من النساء اللاتي يعملن ويشاركن في خدمة وبناء أمتنا ولكن إذا ما بقيت المرأة في المنزل فإن هذا لا يعيبها ان لم يكن يرفع من شأنها فإنه لا ينقص منه شيء. @ موضة زواج المعلمات! ولا تعجب عندما تسمع كلمة موضة الزواج فكما للسيارة والثياب وأثاث المنازل وجميع ما يحيط بنا من ماديات الحياة موضة فتمشيا مع مجريات العصر فإن الزواج أصبح له موضة كذلك ومن مبدأ الأمر بالمعروف قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لجمالها ولمالها ولنسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك وقال ايضا (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) وبغض النظر عن أن المرأة تعمل أو لا تعمل او تمتهن بهذه المهنة أم تلك او انها تحمل هذه الجنسية ام جنسية أخرى فإنه من الجميل ان نبحث عن المرأة الحسناء او ذات المال او ذات الحسب ولكنه من الاجمل ان نظفر بذات الدين والا تربت يدانا اي اصابها شيء من التراب او انها قد تقذرت فلنعلم اخواننا كما قال صلى الله عليه وسلم (من تزوج امرأة لحسبها ما زاده الله الا ذلا ومن تزوج امرأة لجمالها مازاده الله الا قبحا ومن تزوج امرأة لمالها ما زاده الله الا فقرا) وان من ابتغى العزة في غير الله أذله الله وأن خير ما في الدنيا المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها زوجها أسرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته. وإن التمسك بمثل هذه الثقافات يؤدي الى التأخر في الزواج مما يكون له أكبر الأثر على مجتمعنا ويؤدي الى انتشار الفحشاء والرذيلة بين الشباب المسلم وكذلك يؤدي الى الحد من النسل المسلم الموحد مع أننا في أمس الحاجة على زيادته في ظل ما تتعرض له أمتنا من مآس كثيرة.