كشف مركز ديبكا الاستخباراتي أن الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها رئيس جهاز المخابرات المصري عمر سليمان ألغيت بسبب تهديدات حماس وإسرائيل بتصعيد العمليات القتالية. وتشير التقديرات في واشنطن والقاهرة أن التصعيد الإسرائيلي سيتمثل في شن العمليات الجوية ودخول المدرعات الى القطاع في المقابل سيتمثل التصعيد من جانب حماس بتكثيف عمليات إطلاق الصواريخ وتوسيع نطاقها. من جهة أخرى سرعت الولاياتالمتحدة عملية إرسال أسطولها البحري الى السواحل اللبنانية والإسرائيلية تحسباً لاتساع الحرب في غزة لتصل الى جنوب لبنان. ونقل المركز عن مصادر أمنية قولها ان تصعيد العمليات القتالية بين حماس وإسرائيل مطلوبة قبل أن يبدأ الطرفان بمفاوضات وقف إطلاق النار والتي يُفترض أن تكون برعاية طرف ثالث. غير أن مصادر في واشنطن قالت أن احتمال وجود دوائر عسكرية في الولاياتالمتحدة وإسرائيل ترى أن احتمالات التوصل الى إيقاف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أمر يسعى اليه ايهود اولمرت وباراك أمر سخيف بل ان المتوقع هو امتداد الحرب في غزة لتصل الى لبنان واندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله وساقت هذه الدوائر العسكرية أربعة تطورات ستحدث في الشرق الأوسط قريباً وهي: 1- قرب نهاية أربعينية اغتيال عماد مغنيه، وتشير المعلومات الاستخباراتية أن حزب الله عازم على الانتقام والعمل في وقت واحد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية وفي الداخل الإسرائيلي. كما الفاصل الزمني القصير بين الأحداث في غزةجنوباً والأحداث التي من شأنها أن تبدأ في الشمال يمكن أن تؤدي الى نقطة التقاء خطيرة منها ستندلع حرب على الجبهتين. 2- الجيش الإسرائيلي أكمل استعداداته تحسباً لاحتمال امتداد العمليات القتالية الى داخل لبنان. وذكرت مصادر أمنية أمريكية أن الجيش الإسرائيلي نشر الأسبوع الماضي بطاريات صواريخ من طراز باتريوت المضادة للصواريخ في محيط حيفا لمواجهة صواريخ حزب الله في حال قصف حزب الله لشمال إسرائيل. كما تلقت البلدات والقرى في الشمال أوامر بتجهيز الملاجئ وتوفير الاحتياجات الأمنية للسكان. 3- اقتراب الأزمة السياسية اللبنانية من نقطة الانفجار أدت الى دفع سورية وأطراف عربية أخرى خلال الأسبوعين الماضيين الى تزويد المليشيات التابعة لها بالأسلحة. 4- احتمال تحول لبنان الى ساحة قتال بين أطراف عربية خارجية، إضافة الى تعرقل عقد القمة العربية المقررة في نهاية شهر مارس في دمشق ومعقول الافتراض أن الرئيس الأسد لن يبقى صامتاً إزاء الصفعة التي تلقاها على مرأى من العالم العربي كاملاً وسينشط في لبنان بواسطة الفلسطينيين لضرب مصالح الأطراف العربية الأخرى ومعها المصالح الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط. هذه الأسباب وتقديرات الوضع جعلت الولاياتالمتحدة تدفع بأسطولها البحري الى شرق البحر المتوسط في الثامن والعشرين من فبراير الماضي. ومن يقرأ بعين فاحصة التصريحات الأمريكية حول إرسال القوات سيكتشف أن الحديث لا يدور عن مجرد تمركز آني للمدمرة "كول" قبالة السواحل اللبنانية أو إرسال قوة الاستطلاع الأمريكية "ناساو" التي تتكون من 6سفن حربية، وأكدت هيئة الأركان العسكرية الأمريكية في بيان لها أنه سيتم إرسال قوات إضافية لهذه القوة في وقت لاحق.حجم هذه القوة الأمريكية التي تم إرسالها الى المنطقة والقريبة من إسرائيل يدل أن مهمتها ليست مقصورة على التعامل مع التطورات اللبنانية بل لمواجهة احتمال اتساع دائرة الحرب في غزة الى مناطق أخرى في الشرق الأوسط. (مركز ديبكا الامني)