أصبحت العديد من النساء في لندن يلجأن الى تجميد بويضاتهن لتأجيل الأمومة. وتفيد مراكز الخصوبة والانجاب بأن هنالك ارتفاعاً في الطلب على طريقة جديدة تتيح للمرأة تخزين بويضاتها ريثما تعثر على فارس أحلامها الذي يصلح لمشاركتها رحلة حياتها. وقد أميط اللثام عن الإقبال على تلك التقنية في برنامج من المزمع أن تبثه هيئة الاذاعة البريطانية. ويعد مركز لندن بريدج الذي يتخذ من العاصمة البريطانية مقراً له واحداً من المراكز الطبية العديدة التي تقدم الخدمات العلاجية المعروفة بمسمى اطفال الأنابيب (VITRIFICATION)؛ وهي أنجع وأنجح وأجدى فتيلاً من الأساليب التقليدية ولكنها لم تصبح متاحة سوى قبل أشهر قليلة. وبلغ عدد النساء اللاتي اتصلن بالمركز اكثر من 200امرأة للاستفسار عن تلك الطريقة منذ الشروع في تقديمها في شهر أكتوبر؛ منهن 40إمرأة بصدد تجميد بويضاتهن الى أن يصبحن جاهزات للدخول الى رحاب عالم الأمومة. وإحدى هؤلاء النسوة هي آربي رودلاند؛ وهي غير متزوجة وفي العقد الرابع من العمر وتحدوها الرغبة في أن تصبح أماً ذات يوم. ولأجل هذا فهي ترغب في الاستفادة من تلك الطريقة "كبوليصة تأمين". ففي هذا الخصوص، تتحدث آبي وتعمل كاتبة على الموقع الالكتروني فتقول: "إنني على إدراك عميق بدقات عقارب ساعتي البيولوجية وأفكر كثيراً في هذا الموضوع. وأفكر تحديداً في حقيقة انه كلما تقدم بك قطار العمر أصبحت أقل قدرة وأصبح الامر أكثر صعوبة فيما يتعلق بالإنجاب وان فرص الاجهاض تزداد مع كبر السن. ويتعين ان اصبح على قدر تام من الصرامة والانضباط والتريث المتأني في هذا الشأن". تتضمن هذه العملية سحب الماء الفائض من البويضات التي يتم بعد ذلك وضعها، كل على حدة، في محلول للحماية. وبعد ذلك يتم تجميدها تجميداً سريعاً في النتروجين السائل في عملية تستمر لدقائق فقط قبل تخزينها في درجات برودة تصل الى 150تحت الصفر؛ حيث يمكن تخزين البويضة لفترة تصل الى عشر سنوات. تبلغ تكلفة هذه العملية ما مقداره خمسة آلاف جنيه إسترليني. ويقول البروفسور جيديس جوردزينسكاس استشاري طب النساء والتوليد والمدير الطبي لمركز لندن بريدج ان هنالك مخاطر تنطوي عليها هذه الطريقة؛ منها على سبيل المثال أن المبيضين سوف يصبحان محفزين ومتحفزين لأكثر مما ينبغي. وشرح ذلك بقوله: "إننا نتعامل مع امرأة في ريعان الشباب تتدفق صحة وعافية ولأجل هذا فإن استجابتها لحقن الهرمون قد تكون عالية جداً وتتصف بقدر كبير من الحيوية والنشاط مما قد يؤدي الى مخاطر الاصابة بمتلازمة التحفيز المفرطة (OVARIAN HYPER-STIMULATION SYNDROME) والتي تعني أن المبيضين يستجيبان بشكل مفرط وهذا من شأنه أن يفضي الى حدوث مشاكل. وتحرص إيلي ماثيوز البالغة من العمر 29عاماً، وهي أم لطفل يبلغ عمره 3سنوات، على تجميد بويضاتها قائلةً ان "الحلم الأكبر" لمعظم النساء هو ان يصبحن أمهات وأن يصبح لديهن مستقبل وظيفي. وتحدثت بقولها: "لطالما كنت ولا زلت أتوق لأن يكون أطفالي قريبين من بعضهم البعض وان الكثير من صديقاتي يرغبن في الجمع في أن يصبحن أمهات ويظللن عاملات في آن معاً".