أقيمت مساء أمس الأول محاضرة لفخامة الرئيس منتيمير شريف الله شايمييف، رئيس جمهورية تتارستان، والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 1427ه، حول تجربة جمهورية تتارستان التنموية، وذلك ضمن المحاضرات التي ينظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. في بداية المحاضرة، عبر فخامته عن تقديره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكرم الضيافة والاحتفاء، ثم عبر عن سعادته بالتحدث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن جمهورية تتارستان من النواحي التاريخية والثقافية والتنموية. ثم تحدث فخامته عن موقع الجمهورية بقوله: تقع جمهورية تتارستان على نهر الفولغا، وتبعد بحوالي 800كيلومتر عن موسكو عاصمة روسيا الاتحادية، وتحدث عن سكان تتارستان، البالغ تعدادهم 4ملايين نسمة، ويشكل التتار أكثر من نصفهم، حيث يتساوى عدد المسلمين مع عدد الأرثوذكس، بالإضافة إلى عدد من اليهود والكاثوليك والبروتستانت، واعتبر المحاضر أن تعايش هذه الأثنيات فيما بينها، من أهم عوامل نجاح التنمية في جمهورية تتارستان، وساعدت على إقامة اتفاقية حول تحديد المهام مع روسيا الاتحادية في عام 1994م، وأصبحت تتارستان من خلال هذه الاتفاقية من أكثر مقاطعات روسيا استقراراً وتطوراً. كما تحدث المحاضر عن الشعب التتاري، الذي ينقسم إلى عرقي الغوني والبلغار، والذي كان ينتمي لشعب واحد تحت ظل إمبراطورية "أتيلا" الهونية، والتي انقسم فيما بعد إلى ألهون الغربية "بلغاريا الدانلوب" وألهون الشرقية على نهر الفولغا "تتارستان الحديثة". لتتارستان تاريخ حافل وعريق، حيث احتفلت الجمهورية عام 2005م بألفية تأسيس العاصمة التتارية قازان، وأشار فخامته إلى أن طريق الحرير الآسيوي يمر جنوب الجمهورية، كما أضاف بالتأكيد على أن الإسلام دخل تتارستان مبكراً، لكن دخوله رسمياً دشن مع سفارة ابن فضلان المبعوث من خليفة المسلمين، وتفتخر الجمهورية بأنها تمتلك أول طبعة من القرآن الكريم، وأن جامعة قازان من أكثر جامعات العالم اهتماماً باللغة العربية والدراسات الإسلامية. وتحدث فخامته عن قوة تتارستان الاقتصادية، حيث لا تكتفي الجمهورية باستخراج النفط، بل تعمل على تكريره وإنتاج المطاط الاصطناعي، وتمتلك الجمهورية مصانع للطائرات المدنية والعسكرية، كما أنها تصنع سيارات الشحن المشهورة عالمياً "كماز" والتي تحتل بصورة دائمة مقاعد بين الفائزين برالي باريس. ختم فخامة الرئيس منتيمير حديثة بأن تتارستان ستستمر بكونها حلقة وصل بين دول العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية، وأن الله عز وجل وهبنا المعرفة والحكمة وبأننا نستطيع بهما أن نستمر بالتعاون فيما بيننا بالرجوع للخبرات العالمية وخلق أسس للتعاون بين الديانات والثقافات المختلفة.