التشكيلي عبود الشامي صاحب مخزون جميل من الأحاسيس والأفكار الحالمة والراقية، يرى أن على الفنان أن يضطلع بدوره في نشر رسالة الفن التشكيلي النبيلة في المجتمع كما أن المجتمع الذي يستعرض تشكيلة واسعة من المدارس الفنية والأساليب التقنية في صناعة العمل الفني، يعلم تماماً لغة الفن وتفاصيله. لأنه سيكون فاهماً إلى حدٍ كبير ما الذي يبحث عنه، ويعرف كيف يقرأ أو يترجم خلجات الفنان. وحتى إذا لم يعجبه الأسلوب أو الفكرة، فهو على الأقل مدرك للفن. ويضيف: "أن هذا الحس الجمالي سينعكس بذلك على مناحي الحياة الأخرى، بيد أنه لا يعتمد على تفضيل أسلوب على آخر، بل على الذائقة الفنية عموماً". نحو السبل الكفيلة بردم الفجوة بين العمل الفني والمتلقي يقول شامي: "ليس هناك فجوة بين المتلقي والعمل الفني، فأنا أؤمن بأن العمل الفني أحد أهم طرق التوصيل المباشرة للقيم الإنسانية وأقدمها، قِدَم الإنسان وتعبيره عن الكلام المنطوق بالرسم المشاهد. إن اللوحة تعبير، أنا أتفق معك في أن إدراك مغزى العمل الفني أمر مهم، ففي هذا السياق سيسهل علينا الوصول إلى التفسير المثالي، ولكنني أرى في ذات الوقت أن هذا ليس من مسؤولية الفنان وحده، بل هو مهمة إعلامية بالدرجة الأولى". وحول تلازم المسارين بين حركة نقدية تشكيلية جادة وتطور الفن التشكيلي العربي يعلق عبود شامي قائلاً: "الفن، مثل أي وسيلة للتعبير عن النفس، يحمل حتماً لرسالة من نوع ما. وبما أن الفن يعتمد في المقام الأول على مزاج وآراء أولئك الذين يخلقونه، فسينعكس ذلك على أنواع الرسائل التي يحملها، وستتأثر بلا شك الحركة النقدية إبَّان هذا التطوّر؛ وبهذا ستتوازى الأساليب والأفكار باحثة عن "حركة" من نوع ما، قد تكون ناقدة للمجتمع أو قد لا تكون. أعتقد أنه أمر حتمي ومكمل للفن في أي مكان وأي عصر، ظهور حركات نقدية متجددة، فهذا جزء طبيعي من تطور الفن".