يشهد بهو نابوليون الذي تحيط به مباني متحف اللوفر الباريسي هذه الأيام حركة غير عادية. وصحيح أن هذا البهو يمتلئ عادة كل يوم بالسياح القادمين من مشارق الأرض ومغاربها لزيارة المتحف ورؤية "مونا ليزا" أهم قطعة فنية فيه أو لنقل أكثرها قربا من قلوب الزوار وعيونهم. ولكن الحركة غير العادية التي تسجل هذه الأيام في البهو سببها الرئيسي مرور عشرين سنة على إقامة هرم اللوفر الذي نصب وسط البهو. وهذا الهرم بني أساسا من الزجاج. ويبلغ طوله قرابة واحد وعشرين مترا. أما أرضية الهرم فطولها خمسة وثلاثون مترا. وهو يتركب من 666صفيحة من الزجاج الشفاف. وكان الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران هو الذي أمر بإقامته بمناسبة احتفال فرنسا بمرور قرنين على الثورة الفرنسية 1789.وإذا كان الهرم قد دشن في الرابع من شهر مارس عام 1988فإن بناءه اكتمل عام تسعة وثمانين من القرن الماضي. وقد عهد في إقامته إلى "ليو منغ باي" المهندس المعماري الأمريكي من أصل صيني والذي صمم أيضا ثلاثة أهرامات صغيرة الحجم وضعت قرب هذا الهرم. كما صمم هرما آخر شبيها به ولكنه مقلوب وضع تحت بهو نابوليون. وقد أثار إقامة هرم اللوفر جدلا عند الشروع في المشروع لاسيما وأن الكثيرين اعتبروا أن تصميمه موغل في الحداثة بينما تذكر مباني اللوفر كلها بمجد فرنسا وتراثها العريق. ولكن الجمهور أصبح اليوم يأنس كثيرا للهرم ويعتبره جزءا من هوية المتحف. وإذا كان البعض يسخر من الهرم ويعتبره لم يولد بعد إذا قورن بسن أهرامات الجيزة فإن البعض الآخر يقول إن هرم اللوفر مرتاح جدا لأن يكون غير بعيد عن مسلة "الكونكورد" الفرعونية التي تحرسه اليوم وتعتبر أعرق أثر معماري في العاصمة الفرنسية.