يبدو أن الصناعات السعودية قد نجحت فعلاً في الهيمنة والتمركز في قلب أكبر الدول الصناعية المتقدمة النابضة بأعرق الصناعات والتقنيات والتكنولوجيات المتطورة التي سبقتنا بعشرات بل بمئات السنين بعد أن تمكن عمالقة الصناعيين السعوديين من اختراق أسواقها شمالاً وغرباً وأقصى شرقاً تدريجياً وفق خطط منظمة ومحكمة كانت قد بدأ تفعيلها في بدايات 2002م خاصة فيما يتعلق بالصناعات البتروكيماوية الضخمة. وقد ساهمت هذه النهضة الصناعية السعودية المتفجرة في تزعم المملكة قطاع البلاستيكيات المبتكرة في العالم أخيراً وهو القطاع الذي يشهد أكثر استقراراً وربحية من غيره ليشكل أكبر القوى لتدعيم اقتصاديات السعودية في نشوء وبزوغ فجر صناعة السيارات بالمملكة العربية السعودية ووسائل النقل الأخرى كالطائرات والقطارات ومختلف الصناعات الإستراتيجية الراقية ومنها الأجهزة الطبية ومختلف المعدات الدقيقة التي كان يستحيل إقامتها في دول العالم الثالث. إلا أن الألفية الثالثة من التاريخ بما تحقق فيها من انجازات صناعية متلاحقة باهرة سجلت لصالح صناعاتنا الوطنية والتي شدت أنظار العالم أجمع قد قلبت مثل هذه التسميات العقيمة لتضع المملكة في قمة الدول الصناعية في العالم وتخرجها من قوقعتها من دولة نامية إلى دولة صناعية حضارية شامخة تسعى بكل ثقة لتصعيد طاقاتها البتروكيماوية والبلاستيكية المبتكرة ممثلة بعملاقها العالمي سابك إلى 120مليون طن بحلول عام 2020م مقارنة ب(50) مليون طن حالياً. وفي متابعة لأحدث التطورات العالمية لهيمنة الصناعات السعودية خارج الحدود قررت شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة توسعة مصانعها في منطقة تشونغ جو في كوريا المتخصصة في صناعة المنتجات البلاستيكية الحرارية عالية الأداء لدعم استثمارات قطاع صناعة السيارات والإلكترونيات ومعدات الرعاية الطبية والإنشاءات والعديد من القطاعات المهمة الأخرى وذلك لتقديم خدمات أفضل لعملائها في شرق آسيا ضمن خططها للتوسع عالمياً وخاصة في أسواق آسيا المزدهرة التي تعد أسرع الأسواق نموا في العالم والتي تستحوذ نسبة (40%) من أعمالها. وقد أعلنت الشركة عن افتتاح خط إنتاج ضخم في المقاطعة الكورية لتصنيع الراتنجات البلاستيكية والألياف الزجاجية الطويلة المستخدمة على نطاق واسع في صناعة أجزاء السيارات، ومعدات الرعاية الطبية، والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، ووسائط النقل، ومستلزمات التعبئة والتغليف، والبناء والإنشاءات، والاتصالات السلكية واللاسلكية ، وتطبيقات الوسائط الإعلامية البصرية حيث قررت الشركة مواصلة الاستثمار في هذه المرافق الإنتاجية الجديدة لتزويد العملاء بمصدر محلي مبتكرة من المنتجات والحلول التكنولوجية المتطورة. وتستهدف الشركة من خلال تزويد عملائها الكوريين بمنتجات محلية مطلوبة جداً إلى التغلب على مسائل التأخير في أوقات تسليم الوفورات والالتزام السريع بالإيفاء باحتياجات المستخدمين النهائيين وعملاء السوق وبالأخص في قطاعات الاتصالات السلكية واللاسلكية والالكترونيات والتي تشهد معدلات نمو متسارعة تتطلب وفورات متواصلة وعاجلة في المواد واللقائم التي تدعم تلك الصناعات الإستراتيجية دون أي تأخير مما يمنح منتجات الشركة ميزة تنافسية مربحة للغاية. "الرياض" تابعت ردود الأفعال لعدد من المستثمرين الكوريين المعتمدين على منتجات سابك من البلاستيكيات المبتكرة الذين أعربوا عن ارتياحهم لالتزام الشركة المستمر لتقديم أفضل المنتجات والخدمات لعملائها على نحو أسرع وأكثر استجابة من خلال الاستثمار في هذا الخط الإنتاجي الجديد بالقرب من الصناعات الكورية المستفيدة التي سوف تشهد تصعيد في حجم طاقاتها الإنتاجية في قطاع الالكترونيات والاتصالات التي تشهد تطورات ومنافسة كبيرة في القارة الآسيوية وبالأخص في الأجزاء الشرقية الشمالية منها التي تدأب على طرح الجديد من الاختراعات في هذا المجال بشكل متواصل على مدار العام. فيما علق رئيس منطقة المحيط الهادي في شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة السيد الن لونغ عن تفاؤله لتدشين الإنتاج الذي سيدعم أعمال الشركة في كوريا بشكل خاص وآسيا عموماً نتيجة لقوة الطلب على المواد البلاستيكية المبتكرة من مركبات الألياف الزجاجية الطويلة التي ازداد نطاق استخدامها في الأجهزة الالكترونية بمختلف أنواعها واستخداماتها التي أثبتت كفاءة وتعاظم الاعتماد عليها عوضاً عن استخدام المعادن والبلاستيك ذو الألياف القصيرة وسوف يساهم سهولة الوصول والقرب من العملاء على تطوير وتسويق التطبيقات المبتكرة التي ستحدث انفتاحاً هائلاً في تاريخ الالكترونيات في العالم مما يعزز من نجاح أعمال الشركة ومنتجاتها المتخصصة الفريدة من نوعها في شتى الأقاليم. فيما تواصل شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة توسعة نطاق تواجدها القوي في الأسواق الكورية لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمصنعين في مختلف تخصصاتهم حيث من المقرر أن يستهدف الخط الإنتاجي الجديد لتصنيع وابتكار عشرين درجة مختلفة من مركبات الراتنجات المتنوعة التي من المخطط استكمالها خلال شهر مارس الحالي 2008م وتشمل راتنجات البولي بروبلين والبولي أميد وغيرها. وسوف يساهم خط الإنتاج الجديد في توسعة مصانع الشركة في كوريا التي تم تدشينها في عام 1989م وذلك بشكل جذري. وتضم مصانع شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة وحدة إنتاجية طاقتها 400ألف طن مدعمة بنظم تكنولوجية عالية ومعدات تصنيعية ضخمة تلبي كافة احتياجات المصنعين في مختلف التطبيقات الصناعية. وفي الصعيد المتنامي ذاته قررت شركة اكساتيك (Exatec) وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة قررت توسعة نطاق تكنولوجياتها في مجال التطبيقات الصناعية لتقنية الطلاء المستخدم في صناعة السيارات والمركبات المتحركة بكافة أنواعها وذلك تفعيلاً لخططها الإستراتيجية التي تستهدف دعم مصممي الهياكل المتحركة في مجال وسائل النقل بقدرات ابتكاريه جديدة تعتمد على استخدام البولي كاربونت من أجل المساعدة في تلبية طلبات العملاء لمركبات تستهلك الوقود بكفاءة اقتصادية عالية وذلك استجابة لاتجاه صناعة المركبات التي بدأت تركز في الآونة الأخيرة على الحلول البديلة لخفض وزن المركبة التي تساهم مخرجاتها في الأضرار بالبيئة والمساعدة على تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود. وشرعت الشركة في توسعة مرافقها لتقديم خدمات مبتكرة متطورة وخاصة بالنسبة للمركبات الكبيرة حيث سيسهم هذا الاستثمار في التكنولوجيات الجديدة في صناعة سيارات خفيفة الوزن اقتصادية وآمنة تنعم بحلول متقدمة ودعم فني فريد. ويعد أمر تخفيف وزن المركبات ذا أهمية قصوى في عالم صناعة السيارات وعلى نطاق يستهدف الحد من ثاني أكسيد الكربون في مختلف أسواق السيارات في جميع أنحاء العالم وهو توجه عالمي ضروري يسعى لإحداث تغير جذري في مفاهيم صناعة السيارات. والمركبات خفيفة الوزن المعتمدة على تقنيات البولي كاربونت ليس فقط تحد من الثقل الكبير ومساوئه، ولكن أيضا تقدم مظهر متميزاً أكثر جاذبية وحرية في الحركة. وتساهم تصاميم ونظم الطلاء المبتكر بما في ذلك بلازما تعزيز ترسيب الأبخرة الكيميائية والطلاء الرطب في إضافة حماية وجماليات مؤثرة وتمثل مفتاحاً لنجاح الحلول التي تقدمها البولي كاربونت في ازدهار صناعة المركبات. وتشير تقارير المجلس الأمريكي للبلاستيك بأنه كلما أنخفض وزن المركبة أو الشاحنة بمقدار 10% سيقل حتماً استهلاك الوقود بنسبة 7% وهذا ما يوفره البلاستيك المدعم بالأداء العالي والمتانة والحركة المرنة إضافة إلى خف الوزن مقارنة مع الصلب والألمنيوم والزجاج الأمر الذي يساعد أيضاً في انخفاض استهلاك الوقود. وفي بعض المركبات فقد أثبت إن استخدام البلاستيك المبتكر في الصدامات والأنوار وخزانات الوقود، وغيرها من المكونات ساعد في خفض وزن السيارة الإجمالي بمقدار 200رطل. ومثل هذه التقارير الدولية المعتمدة والهامة تعزز مدى قوة المنتجات السعودية المبتكرة والجديدة التي فرضت وجودها في مختلف أقاليم العالم وتشمل الراتنجات البلاستيكية العديدة مثل البولي كربونات والإكرونبترايل ستيرين بيوتادائين والبولي فينيلين إيثر والبولي بيوتيلين تريفتاليت والبولي إيثرامايد والتي يتم تسويقها تحت علامات تجارية مثل الليكسان والآلتم والفالوكس والجيلوي والنوريل إضافة إلى مركبات بلاستيكية متخصصة متعددة وذات أداء متميز. ويتولى قسم الأفلام والرقائق البلاستيكية المتخصصة في الشركة السعودية الجديدة سابك للبلاستيكيات المبتكرة صناعة ألواح (الليكسان) ومنتجات الأفلام عالية الأداء المستخدمة في آلاف التطبيقات حول العالم فيما يحظى قسم المنتجات المستخدمة في صناعة أجزاء السيارات بخبرات عريقة وميزة تنافسية عالمية في هذا المجال وهو مورد عالمي يقدم أفضل الحلول لأهم خمسة أجزاء أساسية من السيارة. وتشكل المنتجات البلاستيكية المتخصصة 25% من إجمالي الطاقات السنوية التي ستهيئ أرضاً خصبة لقيام العديد من الصناعات الأساسية الأخرى والصناعات التحويلية ورفع نسبة عطاءاتها في إجمالي الناتج المحلي الأمر الذي سيسهم في تنويع مدخلات الاقتصاد الوطني خاصة وأن القيمة المضافة التي تحققها الصناعات البلاستيكية المتخصصة تصل إلى نحو (2600) دولار فيما تبلغ القيمة المضافة المحققة في مجالات الصناعات البتروكيماوية الأساسية (1600) دولار للطن فقط في وقت تشهد أسواق البلاستيكيات المتخصصة انفتاح كبير حيث يقدر استهلاك منطقة الشرق الأوسط 400مليون دولار أمريكي سنوياً بمعدل سنوي يتجاوز 13% فيما تسيطر المنتجات البلاستيكية السعودية المبتكرة على سوق البوولي كاربونات في الصين وهي قادرة على تزويد 5% من نسبة الاستهلاك السنوي للبولي كاربونات في الصين من خلال مصانعها وشبكاتها التوزيعية المنتشرة في مختلف الأقاليم. وقد ساهم تزعم المملكة قطاع البلاستيكيات المبتكرة الذي تبلغ عاداته السنوية أكثر من سبعة مليار دولار في تصعيد إجمالي عدد موظفي سابك من 19ألف موظف إلى 30ألف موظف في جميع أنحاء العالم بزيادة 50% حيث تم إضافة أكثر من (44) مرفق صناعي وتكنولوجي ومنشآت مملوكة مناصفة مع شركات عالمية رائدة في (21) دولة مما يعزز قدرات هذه الصناعة الجديدة على المملكة ويؤسس نوعاً من التلاحم مع الصناعيين والعملاء الدوليين الذين ترتكز أعمالهم على استخدامات المنتجات البلاستيكية ويدعم ذلك عوائد سنوية لهذا القطاع بشكل خاص يقدر بأكثر من سبعة مليارات دولار ولن تقف عند ذلك الحد بل سوف تتنامى العوائد نتيجة لانخفاض تكاليف المواد الأولية لصناعة البلاستيك بالمملكة مثل البنزين والغاز الطبيعي التي تنعم المملكة منها بثروات هائلة.