قال الدكتور مصطفى مهرباني رئيس شركة ماجروهيل للتقويم ان المعايير التي تسير وفقها المناهج الحالية في المملكة تعد غير منافسة لتأهيل أجيال قادرة على المشاركة بفاعلية في التنمية، حيث أن المعايير يجب أن ترقى إلى مستوى المنافسة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي حتى تتمكن المملكة بمخرجاتها من المناهج والطلاب والبيئة التعليمية وبقية عناصر التعليم المنافسة على المستوى العالمي. وأفاد مهرباني خلال ورشة العمل الأولى ضمن مشروع تطوير مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية لدول الخليج العربي والتي يرعاها مكتب التربية العربي لدول الخليج وتقدمها شركة ماجروهيل للتعليم أمس بالرياض لمدة ثلاثة أيام، بأنه ليس من الضروري أن يكون هناك خلل يدفع لتطوير مواد العلوم والرياضيات، ولكن هناك تجارب ومدارس وبرامج جديدة لتطوير هذه المواد ومن حق الدول الاستفادة من أي جديد، مبينا أنه ليس من الصواب الاستمرار على مناهج قد لا تكون تحمل طابع الجدة والمعلومات والنظريات الحديثة التي توصل إليها العلم ومن الطبيعي والضروري أيضا الانتقال إلى مرحلة جديدة من المعلومات. وبين مهرباني أن ورشة العمل موجهة إلى القيادات التربوية الموجودة على المستوى المحلي والإقليمي، إذ أنها ستنتهي بتوصيات عملية بكيفية أخذ المفاتيح التي سيتم العمل من خلالها مع المعلمين والطلاب والآباء لتفعيل هذه المناهج الجديدة، ومن أهم الأفكار التي تعنى بها الورشة هي الفكرة الإصلاحية لقضايا التعليم والتدريس وتصميم المناهج في مادتي الرياضيات والعلوم، مشيرا إلى أن هاتين المادتين تعدان لغة عالمية الجميع يتفق عليها، كما أنهما تعدان الأرضية والأساس لأي علم من العلوم المختلفة، ويجب عدم الاكتفاء بهما والانطلاق نحو العلوم الأخرى لمزيد من التطور بشكل يساهم في تطور العالم. ولفت مهرباني إلى أن البنك الدولي أصدر تقريرا عن تقييم المنطقة ككل أظهر قصورا في تعليم مادتي الرياضيات والعلوم بشكل أساسي في جميع عناصر المادة التعليمية من مادة علمية ومعلمين وطلاب وبيئة تعليمية، وأنها غير متاحة بشكل جيد يطابق المعايير العالمية، كما أن تقرير البنك الدولي ذكر أيضا أن هناك مشاكل تعليمية في الشرق الأوسط منها تدني درجات مواد الرياضيات والعلوم والمواد التطبيقية، إضافة إلى أن القدرة على القراءة متدنية، وارتفاع معدلات البطالة التي تعد من نتائج تدني مستوى التعليم. وأكد على أهمية استمرار تكثيف التنسيق بين المؤسسات التعليمية لمزيد من التقارب والتكامل والعمل على وضع خطط تعليمية متكاملة موحدة، متوقعا أن تكون الورشة إضافة قيمة إلى الجهود التي يتم بذلها لتطوير تعليم الرياضيات والعلوم في الدول الأعضاء بمكتب التربية، حيث يقدمها خبراء مختصون من شركة ماجروهيل. من جهته قال الدكتور علي الحكمي مدير عام شركة العبيكان للأبحاث والتطوير والتي تنفذ حاليا مشروعا شاملا لتطوير مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية بدول الخليج العربي، أن تطوير مناهج العلوم والرياضيات وفق أحدث السلاسل العالمية المعاصرة سيسهم في تحقيق أهداف دول مكتب التربية العربي لدول الخليج التربوية والتنموية لما لهذين المجالين من آثار كبيرة في تنمية التفكير وغرس المفاهيم العلمية واكتساب المهارات التطبيقية للطلاب والطالبات بما يسهم في إعداد أجيال قادرة على المشاركة بفاعلية في التنمية المستدامة.وأشار الحكمي إلى أن هذه الورشة هي جزء من برنامج شامل للتطوير المهني يهدف إلى تحسين تعليم مادتي العلوم والرياضيات بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج من خلال تطوير مهارات المعلمين والمشرفين، مبينا أن هذا المشروع تقوم به شركة العبيكان تجاوبا مع جهود الدول الأعضاء بالمكتب في إطار سعيها المستمر لتطوير التعليم.