وضعت الأمانة العامة لمنتدى الرياض الاقتصادي بإشراف مجلس أمناء المنتدى خطة طموحة لعقد سلسلة من الملتقيات الاقتصادية الفكرية التي تسترشد بمنهج المنتدى وتفتح نافذة تطل على مختلف حقول المعرفة بقضايا الاقتصاد الكلي عبر برامج تعتمد على استدعاء الأمثلة والتجارب الإقليمية والعالمية والقاء المحاضرات وتنظيم ورش العمل واللقاءات التي تشخص القضايا وتتبنى الحلول الملائمة لها. وقال أمين عام المنتدى الدكتور محمد الكثيري إن برنامج الملتقيات الاقتصادية الذي تتبناه الأمانة العامة يعد إشتقاقاً مكملاً للفعالية الدورية الرئيسة التي يعقدها منتدى الرياض الاقتصادي كل عامين تحت شعار (نحو تنمية اقتصادية مستدامة) مما يتيح لإرساء منهج يقوم على الشروط العلمية في الاستدلال والاستقصاء للقضايا الاستراتيجية بحيث تقوم هذه الملتقيات الاقتصادية مقام آليات الارتباط بالهدف الرئيس لعمل المنتدى ولجعل مخرجات الدورة الرئيسة وتوصياتها حاضرة في الذهنية التنفيذية للأجهزة والمؤسسات الفاعلة في الحراك الاقتصادي. وأضاف د. الكثيري أن برنامج الملتقيات الاقتصادية هو بمثابة المعادل الموضوعي للمنهج الذي يتبعه المنتدى في التحضير لدورته الرئيسة التي تقوم على المشاركة الواسعة وتتدرج أعمال التحضير لها على مدى عامين عبر العديد من حلقات النقاش وورش العمل صعوداً إلى المنتدى الذي يحظى برعاية مباركة من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ومشاركة فعالة من كافة الأجهزة الحكومية والأهلية ذات العلاقة ونخب الفكر والرأي الاقتصادي، اما الملتقيات الاقتصادية فهي عبارة عن لقاءات ومحاضرات يلقيها نافذون وضالعون من دول ومنظمات إقليمية وعالمية بالإضافة إلى أعلام من أصحاب التجارب المحلية من الوزراء ورجال الفكر الاقتصادي، وهي في مجموعها فعاليات فكرية مسكونة بالهموم الكلية للاقتصاد السعودي ولا تخرج أطرها العامة عما تم طرحها في المنتدى الاقتصادي كما أنها تشكل إحدى المسالك الضرورية نحو دمج نتائج المنتدى وثقافته وتوصياته في الذهنية التنفيذية الحكومية والخاصة. ويرى د. الكثيري انه لم يعد مجدياً في عالم اليوم الاعتماد على الدفع الذاتي للاقتصاد والركون إلى حسن النية في متانة الموارد مهما كانت ميزاتها، فالمتغيرات العالمية السريعة أصبحت تشمل ليس فقط ضرورات حسن إدارة هذه الموارد وانما أيضا أمكان استبدال هذه الموارد بغيرها، وبعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية برزت العديد من الشواهد على ضرورة إحداث نقلة موازية في طرائق وأدوات التعاطي الفكري والمنهجي مع قضايا الاقتصاد المعولم وأهمية المبادرة لاستشفاف مسار التحولات في الاقتصاد العالمي الذي أصبحنا جزءا مهما وفاعلاً فيه وان ما يتوفر لدينا من رصيد وتجارب سيؤهلنا للعب دور أكثر أهمية في المستقبل إن شاء الله. وللاستدلال على هذا المنحى في مسار المتغيرات يشير د. الكثيري إلى الظاهرة الماثلة الآن في الاقتصاد العالمي والمؤثرات التي خضع لها الاقتصاد المحلي نتيجة للتضخم المستورد والنقاش الذي يدور الآن حول أسباب ارتفاع الأسعار والتضخم ومخاطره وغير ذلك من القضايا التي لا تعالج الا بتفعيل أدوات التحليل والتشخيص في مثل هذه الحلقات العلمية وهذا ما تسعى إليه برامج وملتقيات المنتدى الاقتصادي. يشار إلى أن المنتدى سوف يعقد أول حلقات برنامج الملتقيات الاقتصادية مساء اليوم الثلاثاء الرابع من مارس الحالي بقاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية حيث سيسعد الوسط الاقتصادي بالالتقاء بأحد أعلام الاقتصاد الآسيوي وهو فخامة رئيس الوزراء السنغافوري الأسبق الوزير المرشد السيد لي كوان يو الذي سيلقي محاضرة حول تجربة النهوض في سنغافورة والتحديات التي لازمت تلك التجربة الإنسانية المتميزة وسوف تدير أمانة المنتدى نقاشاً مفتوحاً مع هذا الضيف الكبير بحضور كافة النخب الاقتصادية السعودية التي شاركت في أعمال المنتدى الاقتصادي الثالث مما سيتيح فرصة استعادة ما نتج عن المنتدى ومقارنة معطيات القضايا التي شملها البحث في تلك الدورة وهي قضايا تطوير وتوظيف الفوائض المالية وتنمية الموارد البشرية وبناء واستدامة البنية التحتية والبيئة العدلية ورفع كفاءة أداء الأجهزة الحكومية وبالطبع سيتيح النقاش فرصة المقارنة والمفاضلة والتلاقح بين تجربة المملكة وسنغافورة في هذه الميادين الهامة.