@@ بكل المقاييس.. @@ فإن الانتخابات الأولى.. للاتحادات الرياضية التي جرت يوم الخميس الماضي وظهرت نتائجها في اليوم التالي.. تعتبر خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح نحو مزيد من (المؤسساتية) وتكريس ثقافة (الحقوق المجتمعية) وإشراك المواطن في إدارة أجهزة الدولة وقطاعات العمل ونشاطاته المختلفة.. @@ ولذلك.. فإن من حق الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز ومن حق الأمير نواف بن فيصل بن فهد.. أن يعتزا بما تحقق وأنجز.. @@ وكما قال وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الدكتور صالح بن ناصر.. فإن هذه الخطوة.. بداية جادة نحو انتخاب جميع أعضاء هذه الاتحادات بالكامل بعد أربع سنوات من الآن.. وهذا يعني أن هناك رؤية مستقبلية واضحة تحكم الحركة الرياضية في المملكة وتتجه بها نحو خصخصة حقيقية وكاملة في الوقت المناسب.. @@ كما يعني أن هذا القطاع قد سجل أسبقية على الكثير من القطاعات الأخرى التي كان عليها أن تبادر إلى تبني سياسة الانتخاب لمجالس إداراتها.. وتنظيم العمل في اتحاداتها وجمعياتها.. بصورة حضارية.. بحيث يتحمل المواطن كامل مسؤولياته.. ويشارك بفعالية أكبر في إدارة شؤون العمل بتلك الأجهزة والقطاعات.. @@ ولا شك أن نتائج هذه الانتخابات قد أظهرت العديد من الايجابيات لعل في مقدمتها أن العملية الانتخابية لا ترتهن للأسماء ولا تخضع لتأثيرات الشهرة أو المكانة للعبة أو النادي.. @@ كما أنها جسّدت حقيقة أن هذا الوطن هو الوطن الواحد، وأن بإمكان الجادين والمجتهدين في المدن أو القرى النائية أن يتصدروا العمل المؤسساتي.. وأن يعبروا عن أنفسهم ومجتمعاتهم الصغيرة.. بل وأن يمثلوا الوطن كل الوطن من خلال مؤسساته الطبيعية.. @@ وبعيداً عن أي دلالات أخرى.. @@ وبعيداً عن غياب مشاركة ممثلين لأندية كبيرة في الاتحادات المختلفة ومنها اتحاد كرة القدم مثل أندية الاتحاد والنصر والشباب والاتفاق والقادسية وغيرها.. فإن النتيجة النهائية التي استقرت عليها هذه الانتخابات قد كشفت عن الحاجة إلى المزيد من الوعي والإلمام بأهمية العملية الانتخابية سواء من داخل الأندية التي تقدمت بأسماء مرشحيها وفق منظور ضيق وغير ناضج.. أو بالنسبة للمرشحين الذين لم يقدم أكثرهم برنامجاً انتخابياً واضحاً ومحدداً.. يحاسب على أساسه.. أو بالنسبة للناخبين الذين دخلوا العملية الانتخابية دون إعداد كاف.. ورؤية موضوعية وتحديد دقيق للأسس التي يختارون بها مرشحيهم.. @@ لكن ذلك كله يظل مسألة طبيعية.. @@ فنحن نخوض تجربة أولى.. @@ ونحن نمارس حقوقاً لم يسبق لنا أن مارسناها.. @@ وبالتالي فإن السنوات الأربع القادمة كفيلة بإنضاج هذه التجربة المتميزة.. @@ ويكفينا منها هذه المرة أنها قد تمت بالفعل.. وقد نجحت الرئاسة العامة في تنظيمها بصورة مشجعة ومطمئنة ونزيهة تدعو للمزيد من التفاؤل بالمستقبل.. @@ وما نتمناه هو.. أن نسمع كل يوم عن عملية انتخابية أخرى في قطاعات أخرى.. @@ كما أتمنى أن تشيع بيننا ثقافة (الترشيح) و(الاختيار) و(التزكية) حتى نحسن تحديد من يمثلونا غداً في مجلس الشورى ومجالس المناطق ومجالس الهيئات والمصالح والمؤسسات الكبرى.. وحتى يصبح الغد أجمل.. @@@ @@ ضمير مستتر: (@@ الطموح مشروع.. لكن الطموح شيء.. والخيال شيء آخر@@)