تقوم جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة بجهد عظيم في المجتمع لإصلاح أبنائها على المنهج الصحيح والهدى القويم. لم يقتصر نشاط الجمعية في المجتمع على الطلاب والطالبات، و المساجد بل امتد ليشمل فئات وقطاعات مختلفة من المجتمع، صغاراً وكباراً رجالاً ونساء بل تواجدت الجمعية في مرافق يحسب كثيرون أنه لا يمكن أن يكون للجمعية فيه أثر تواجدت في السجون والإصلاحية، ودار الملاحظة، ومستشفى الأمل تنشر نور القرآن مضيئاً الطريق للاستقامة والهداية والتوبة الجمعية كانت هنالك مصحفاً ومدرساً، وحلقة.. وعن هذه الإنجازات تحدث المهندس عبد العزيز بن عبد الله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة. لقد استحدثت الجمعية قطاعاً كاملاً هو قطاع المرافق العامة والذي يعنى بالمرافق العامة الحكومية والخاصة حيث توسعت حلقات هذا القطاع لتشمل السجون، دار الملاحظة والأحداث و مستشفى الأمل، و حرس الحدود و المعهد البحري و شرطة جدة بوحدات الإسناد والطوارئ والمهمات والحرس الوطني بمكاتب التوجيه والإرشاد بمحافظة جدة وأم السلم ومركز التدريب ببحرة. كما أولت الجمعية اهتماماً كبيرا لقطاع المرافق العامة فهو أحد القطاعات التي نحرص من خلاله على تقديم الخدمات الجليلة لأبنائنا وبناتنا الموجودين في بعض المرافق العامة المختلفة.. كما أن جمعية تحفيظ جدة أول جمعية تبدأ بعمل الحلقات في السجون كما أوضح ذلك اللواء أحمد بن صالح الزهراني مدير السجون بمحافظة جدة وقال إن العلاقة بين جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة والسجون قديمة بدأت منذ إنشاء الجمعية وهي أول من بدأ بعمل حلقات التحفيظ في السجون، حتى صدور الأمر السامي الكريم والمتضمن إعفاء السجين الذي يتمكن من حفظ كتاب الله من نصف محكوميته، إن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة تقوم بالتعاون المستمر مع سجون جدة في تعليم وتحفيظ القرآن والكريم وتهذيب النزلاء، وإعادتهم إلى لأسرهم ومجتمعهم رجالاً صالحين يخدمون دينهم ووطنهم وأسرهم بعيداً عن الإفراط والتفريط. وقد وصل عدد حلقات القرآن بسجون محافظة جدة التي أقامتها الجمعية إلى 27حلقة قرآنية للرجال والنساء يقوم عليها نخبة من مشرفي ومعلمي الجمعية. وقد قدمت الجمعية هذا العام 18حافظاً وحافظة لكتاب الله الكريم كانوا من أصحاب الجنح منهم السارق والمزور والمغتصب والقاتل ولكنهم اليوم أصبحوا أئمة وخطباء ومعلمين للقرآن وذلك بعد أن وجدوا في حلقات القرآن الراحة والأمان ووجدوا من القائمين عليها الرعاية والتوجيه السديد والعمل الجاد من اجل إخراجهم نبتة صالحة للمجتمع وذلك من خلال غرس القيم والأخلاق التي حث عليها المولى عز وجل في كتاب الكريم. كما شاركت الجمعية في فعاليات المسيرة الخيرية (قافلة الخير) التي نظمتها لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمحافظة جدة تحت شعار(مجتمع بلا انحراف) بالتعاون مع عدد من القطاعات الحكومية والخاصة؛ بهدف رعاية وإصلاح نزلاء السجون ومساعدتهم ومساعدة أسرهم.، و هذه المشاركة تؤكد دور الحلقات القرآنية في خدمة المجتمع. أيضا بدأت الحلقات القرآنية لتحفيظ كتاب الله بدار الملاحظة الاجتماعية منذ عام 1411ه وهي في تطور مستمر حيث كانت في البداية بحلقتين فقط والآن وصلت إلى اثنتا عشر حلقة وفي كل حلقة ثلاثون طالباً. وللجمعية دور كبير في محو الأمية في المجتمع نظراً لوجود كثير من العجم وغيرهم من النزلاء الذين لا يستطيعون القراءة ويريدون حفظ كتاب فهنالك حلقة للاميين ليتسنى لهم من خلالها تعلم القراءة والكتابة ( القاعدة النورانية ) ومن ثم الانتقال إلى حلقات التحفيظ. من هؤلاء النزلاء ح.ص.ح البالغ من العمر (17) عاماً والذي بعد أن دخل الدار أمياً ومداناً في قضية شذوذ هاهو اليوم بفضل حلقات القرآن الكريم يقرأ ويكتب ويحفظ من كتاب الله 20جزءاً خففت من مدة محكوميته أربعة أشهر بل وجعلته يحلم بأن يصبح داعية إلى الله بعد أن كان بعيداً عنه غافلاً عن النور الذي أنزله. وبذلك فالجمعية تقوم بدور فعّال في خدمة نزلاء دار الملاحظة وتعليمهم كتاب الله الكريم مما كان له الأثر الكبير في تعديل سلوكهم وإصلاحه فالمعلمون في الحلقات للنزلاء كالأب الحاني وكالأخ الأكبر من خلال تفهم مشكلاتهم وتهيئة الجو النفسي والمشاركة في الأنشطة والبرامج المقامة في الدار . وبالنسبة لمستشفى الأمل فإن جمعية جدة أول من أسهم في فتح حلقات التحفيظ على مستوى المملكة.. حيث كانت الانطلاقة المباركة في عام 1421ه وتهدف الحلقات القرآنية إرجاع النزلاء إلى جادة الصواب؛ وذلك بربطهم بكتاب الله قولاً وعملاً وتهذيب نفوسهم وفق المنهج الرباني . و أكبر دليل على دور جمعية جدة أنه قد تخرج من أحد حلقات الجمعية بمستشفى الأمل مدمن سابق يعلم القرآن بمستشفى الأمل بل ساعد طبيبه على حفظ القرآن كما تخرج هذا العام من هذه الحلقات حافظاً للقرآن بعد أن قضى 27عاماً يتعاطى المخدرات. ولم تقتصر أنشطة الجمعية على الناطقين بالعربية بل أنشأت قسم المراكز الصباحية الذي يشرف على مدارس صباحية مخصصة لتعليم القرآن الكريم لأبناء الجاليات غير العربية تتوزع على أحياء مدينة جدة تدرس فيها القرآن والعلوم الشرعية . (250) حافظاً لكتاب الله هو ثمرة المراكز الصباحية هذا العام وتعتبر هذه المراكز العمود الفقري للجمعية من حيث تخرج الحفاظ. وبالنسبة للكبار فقد أنشأت الجمعية حلقات وقد انطلقت الحلقات القرآنية لتعليم الكبار مطلع شهر محرم لهذا العام 1428ه من خلال ( 52) حلقة في مختلف المساجد بأحياء مدينة جدة، وقد وجدت إقبالاً كبيراً وتفاعل الناس معها وبدأت تؤتي ثمارها حيث تخرج من هذه الحلقات حفاظ لكتاب الله . قدمت الجمعية للمجتمع نماذج ناجحة انطلاقاً من الرسالة العظيمة التي حملتها الجمعية على عاتقها منذ النشأة ووفق أهداف سامية ونبيلة وأحلام تجاوزت الآفاق مما يؤكد بأهمية دور جمعيات القرآن الكريم في المجتمع فقد أكدت دراسة علمية قامت بها وزارة التربية والتعليم حصيلتها أن 85% من الطلبة المتفوقين دراسياً هم من الدارسين في حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم . وفاز طالبان جامعيان من طلابها في مسابقة الأمير سلمان هذا العام، فقد فاز الطالب فيصل بن محمد حسن بجائزة المركز الأول على مستوى المملكة وسوف يمثل المملكة في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية، وفاز الطالب ريان منصور شركة بالمركز الثالث. وتم تنظم دورات قرآنية مكثفة في بعض المساجد، ودورات تثبيت الحفظ، والملتقيات التدريبية الصيفية التي تهدف إلى إبراز دور الجمعية في خدمة المجتمع وإيجاد فرص تدريبية وتقديم برامج إثرائية وإبداعية جديدة للاستفادة من الإجازة الصيفية، والمشاركة في الفعاليات المقامة في صيف جدة مثل ملتقى البحر الصيفي وغيره.