حوار جميل جمع كبار مسؤولي هذه الصحيفة وعدد من كتابها مع محافظ الهيئة العامة للاستثمار قبل عدة أسابيع وعرض مرئي مميز قدمته الهيئة يعكس بصدق طموحا استثماريا وحسا وطنيا صادقا. ووجوه سعودية شابة تقود دفة العمل في أركان وإدارات الهيئة العامة للاستثمار وتفسير غير حرفي للأنظمة والقوانين والخطط الخمسية التي يتبناها الوطن (كما يقول محافظ الهيئة العامة للاستثمار) تجعلنا نتفاءل بمستقبل اقتصادي مشرق للوطن، كما تحفزنا أكثر للمطالبة بمزيد من التعاون والتنسيق والدعم والتكاتف بين قطاعات الوطن الحكومية منها والخاصة لتحقيق تنمية شاملة واستثمار أفضل لمقدرات الوطن البشرية وثرواته الطبيعية، ذلك أن معظم ما تطرحه الهيئة العامة للاستثمار عبر خططها الطموحة لا يمكن له أن يتم دون تعاون الجميع. @ ومثل تلك الطموحات وذلك الحس الوطني الموجود ولله الحمد لدى كافة قطاعاتنا ولدى الإنسان السعودي يجعلنا نتساءل بحجم ذلك الطموح وذلك الحس الوطني.. @ أليست المملكة صاحبة أكبر مخزون نفطي؟ @ أليست المملكة من أكبر الدول المصدرة للنفط؟ @ أليست المملكة من أكبر دول العالم العربي مساحة؟ @ أليست المملكة من أكثر دول الخليج عددا في السكان؟ @ أليست ميزانية الوطن في تنام مستمر ؟ @ أليس الوطن مليئا بالخير والرجال المخلصين؟ @ أليس العالم يعيش عصر السرعة والفرص اللحظية؟ @ لماذا إذن لا نزال نمشي (الهوينا) بينما يركض الآخرون؟ @ لماذا لا نقود زمام المبادرة الاقتصادية في الخليج والعالم العربي؟ @ لماذا نستورد البلاستيك من الصين وهي تصنعه من النفط الذي تستورده (ربما من عندنا فقط)!! @ لماذا نستورد أكثر من 70% مما نستخدم؟ @ لماذا تبقى بعض قطاعاتنا الحكومية أسيرة لأنظمة قديمة وغير محدثة؟ @ لماذا ينقل بعض السعوديين استثماراتهم للخارج؟ @ لماذا تشكو الشركات السعودية من قلة الأيدي العاملة سعودية أو غير سعودية؟ @ لماذا تعلن القطاعات الحكومية وغير الحكومية عن مناقصاتها فلا يتقدم لها أي من الشركات السعودية بسبب نقص في عمالتها بينما تتهافت شركات خليجية عليها؟! @ أتصور أن الخلل يتمثل في ذلك (الإنسان) الذي يجب على (كل) خطط التنمية الالتفات له (بقوة وتركيز)... فذلك الإنسان هو من يقترح النظام وهو من يعمل على تطبيقه وهو من يعمل ببيروقراطية متناهية أو بأسلوب عملي جميل... وذلك الإنسان تبنيه وتعمل على تأهيله تلك المنشآت الأكاديمية من خلال (إنسانها) الأستاذ الأكاديمي الذي لا يزال بعيدا كل البعد عن البحث العلمي والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات الدولية والتواصل مع البيئات الأكاديمية المحلية والخارجية! @ هل يمكننا تدارك الأمر إذن؟! ... وهل يمكننا إعادة النظر في عملية بناء الإنسان السعودي ليصبح فاعلا في خدمة نفسه ووطنه؟ تساؤل بحجم الخير الذي نملكه .. ومساحة الوطن الذي نعشقه؟