يقع مفصل الركبة الطبيعي عند التقاء عظمة الفخذ مع عظمة الساق، وفي الشخص السليم تكون هذه الاجزاء مغطاة بطبقة غضروفية تمتص الصدمات وتؤمن حركة سلسة للمفصل، ولكن عندما تقل كمية هذه الطبقة الغضروفية فإن المرض الناتج يعرف بالخشونة او الاحتكاك أو التآكل أو التهاب المفصل وهو يؤدي إلى آلام عند الحركة وتيبس في المفصل وصعوبة في المشي وعند صعود الدرج وحتى اثناء التقلب خلال النوم، وهذا المرض شائع جداً في مجتمعنا ويكاد لا يخلو بيت من شخص أو أكثر من المصابين بهذا المرض وخصوصاً كبار السن، وعادة ما يبدأ العلاج بالطرق التحفظية التي تشمل الادوية المسكنة وأدوية مضادة للالتهاب وجلسات علاج طبيعي واستخدام عكاز طبي وفي بعض الاحيان يتم اللجوء إلى الابر الموضعية التي يتم حقنها داخل مفصل الركبة وتحتوي على مواد لزجة تساعد على سهولة الحركة. التدخل الجراحي عندما تفشل الطرق غير الجراحية في وضع حد لمعاناة المريض فإن التدخل الجراحي يكون هو الحل الأمثل ويتكون من عملية استبدال مفصل الركبة بمفصل صناعي مصنوع من معادن النيتانيوم والكروم واللدائن البلاستيكية فائقة الجودة، وهذه الجراحة يخضع لها آلاف المرضى حول العالم كل عام وهي ذات نسبة نجاح عالية تفوق التسعين في المئة ولها نتائج باهرة في القضاء على الالم واعادة المريض للحركة والمشي بحرية، وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير من المرضى في الشرق الأوسط يترددون في اجراء هذه العملية وذلك لأنهم يخافون من فقدان القدرة على ثني الركبة والسجود بشكل طبيعي، فالركبة الصناعية التقليدية تسمح بثني الركبة إلى 110أو 130درجة فقط مما قد يشكل صعوبة في الجلوس في وضعية التشهد اثناء الصلاة وهو الشيء المهم جداً لدى الغالبية العظمى من المرضى في مجتمعنا وفي مجتمعات كثيرة في الجزء الشرفي من الكرة الأرضية كالهند وآسيا الوسطى وغيرها ممن تحتم عليهم حياتهم اليومية أو عاداتهم ثني الركبة إلى اقصى قدر.