شيعت الأحساء صباح امس الثلاثاء الأستاذ الشاعر عبدالرحمن بن محمد المنصور احد رواد الشعر الحديث عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عاما بعد حياة حافلة بالعطاء. المنصور ولد عام 1920في الزلفي، وانتقل منها عام 1932متوجها للرياض، حيث عمل لدى الشيخ محمد بن ابراهيم . وفي عام 1940سافر مع الشيخ لأداء فريضة الحج، حيث التقى هناك بالشيخ حمد الجاسر الذي نصحه بدوره ان يترك العمل ويتفرغ للدراسة في المعهد السعودي بمكةالمكرمة واستجاب لنصيحة الشيخ الجاسر وبقي في مكة إلى ان تخرج من المعهد ثم سافر إلى القاهرة حيث درس في جامعة الأزهر وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية، ثم انتقل إلى جامعة عين شمس ونال منها درجة الماجستير .. ومن ابرز زملائه في تلك المرحلة، الشيخ ابراهيم العنقري والشيخ ناصر المنقور والدكتور عيد العزيز الخويطر والشيخ حسن المشاري والشيخ عبدالرحمن ابا الخيل وآخرون .. وفي عام 1954عاد إلى المملكة وباشر عمله في مصلحة العمل والعمال التي أنشأها الملك سعود وكان رئيسها في ذلك الوقت الشيخ عبد العزيز بن معمر، وبعد تأسيس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عين مديرا عاما لشؤون العمل بالوزارة إلى ان اعفي من منصبه عام 1964.وعلى الصعيد الأدبي يعد المنصور في طليعة الشعراء المجددين ومن رواد الشعر الحديث في المملكة حيث نشرت له اول قصيدة تفعيلة عام 1952في مجلة اليمامة بعنوان "احلام الرمال" يقول فيها: أحلام الرمال مات الرجاء والفجر لاح والهضب في غلائله أقاح وعلى الرمال النائمات على الظمأ الحالمات جفونها بالارتواء فاح الشّذى شذى زهور لا ترى قد ضمها جفن الرمال الحالمات هي كالصدى هز الكهوف فتراعشت منه الذُّرى من صوته الدَّاوي المخيف لن يمنع الجبل الصّدى الداوي تردده الكهوف لن تقطف الأيدي زهوراً لا تُرى وإن زُكِمَتء بعبيرها الوردي أنوف واستمرالمنصور ينشر في عدد من المطبوعات كالفجر الجديد وأخبار الظهران وغيرها إلى ان توارى واعتزل الاعلام عام 1964واتخذ من محافظة الاحساء سكنا له. ظل المنصور صامتاً حتى اخرجه من صمته الزميل محمد السيف اذ اصدر كتابا عنه عام 2003تضمن سيرته حياته وجميع القصائد المنشورة له والدراسات والمقالات التي تناولت شعره .