"أقود السيارة منذ نحو 30عاما لكن الدورة أفادتني كثيرا". هذا ما أكده المعلم جعفر العيد الذي التحق بدورة "القيادة الوقائية" التي تنظمها مؤسسات حكومية وأهلية عدة في محافظة القطيف. والدورة التي انطلقت مطلع الاسبوع الجاري شارك فيها 105معلمين تم اختيارهم بعناية من قبل وزارة التربية والتعليم، إذ سيقوم المعلمون بنقل ما تعلموه في الدورة التي تختتم اعمالها اليوم إلى طلاب المرحلة الثانوية التي يعتقد كثير من المراقبين المروريين أنها مسؤولة عن كثير من الحوادث المميتة في المنطقة الشرقية. وقال المدرب في إحدى مجموعات الدورة منصور المعبر: "تعتبر الدورة مهمة جدا على صعيد خفض نسبة الحوادث، فحين يتم تثقيف السائق قياديا تنخفض نسبة الحوادث"، مشيرا إلى أن هذه التجربة مطبقة وناجحة في شركة أرامكو، وبخاصة أنها تملك نحو 65ألف موظف، بيد أن نسبة الحوادث تعتبر منخفضة مقارنة بالعدد الهائل. وتنظم الدورة شركة أرامكو، وسايتك، والهلال الأحمر السعودي، وإدارة التربية والتعليم، وعن هدف الدورة قال المعبر: "لها أهداف عدة، أهمها نقل ثقافة تجنب الحوادث إلى الجيل الشاب عبر مدرسيهم الذين سيخضعون لاختبار تقييم في نهاية الدورة، ما يمكنهم من إعطائهم إجازة في تعليم الدورة". ووصف حضور الدورة بالمفيدة، وقال المعلم سلمان الحبيب: "أضافت لنا بعض الأشياء الخاصة بالوقاية كتفادي الطرف الآخر، وكيفية القيادة في الظروف المناخية الصعبة كالغبار والأمطار الغزيرة". وناقشت الدورة في أجندتها أسباب الحوادث، منها القيادة السريعة الناجمة عن التأخر عن العمل، ما قد يسبب الحوادث على الطرق السريعة، وقيام بعض الشبان بالتفحيط، والقيادة أثناء انعدام الرؤية، ورأى معلمون أنها أشياء معروفة لأكثر السائقين، بيد أن واقع الحياة يجعل كثيرا منهم يتجاوز ما يؤمن بخطئه، فينشأ الحادث غير المتوقع بالنسبة لقائد السيارة. إلى ذلك تأتي المنطقة الشرقية في المرتبة الثانية من ناحية عدد الحوادث، ويرجع مختصون مروريون هذه النسبة إلى ضخامة حجم المنطقة الجغرافية، وكثرة المركبات فيها، وأنها منطقة صناعية مهمة، ويقصدها كثير من العاملين، فيما رأى حاضرون في الدورة أن التلوث الذي ينتشر في المنطقة الشرقية يعد سببا في ارتفاع الحوادث، إذ رأى المعلم جعفر العيد أن بعض المناطق مصابة بالتلوث الناجم عن المصانع، ما يجعل نفسية بعض السائقين متوترة، الأمر المنعكس على سلامة القيادة.