خصصت صحيفة (واشنطن بوست) افتتاحيتها لتنحي الرئيس الكوبي فيدل كاسترو عن الرئاسة تحت عنوان "تنحي الأخ الأكبر" تحدثت فيها عن تنازل الرئيس الكوبي لأخيه عن الرئاسة بعد 49عاماً من الحكم الديكتاتوري لكوبا، عاصر خلالها تسعة رؤساء لأمريكا منهم من حاول اقصاءه ومنهم من حاول التفاوض معه، لكنه استطاع البقاء رغم مؤامرات الكوبيين في المنفى وموجات الهجرة الجماعية والانهيار الكارثي للاقتصاد بسبب سياساته الشيوعية. وترى الافتتاحية ان ما منح كاسترو ولاء مواطنيه هو الاصلاحات التي قامت بها ثورته مثل الرعاية الصحية والتعليم، أما على النطاق السياسي فكان أسلوب القمع الذي اتبعه مع مواطنيه ومع المعاونين، بمحاولات تطهير المقربين منه، سر نجاحه حتى صارت مجموعة مخلصة يأتمنها على تخليد نظام حكمه. ثم تشير الافتتاحية إلى ان الاتحاد السوفيتي السابق كان يدعم كاسترو حتى عام 1991حينما تفكك الاتحاد مهدداً بتصدع نظام الحكم الكوبي حتى ظهر الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وأعاد التوازن لكوبا. ثم تطرح الافتتاحية السؤال: هل سيكون راؤول كاسترو مختلفاً عن شقيقه؟ فالأمور لم تختلف كثيراً في ال 19شهراً الماضية التي منح فيها فيدل صلاحيات الرئيس مؤقتاً لشقيقه وزير الدفاع، لكن الاعتقاد السائد هو أن راؤول، والذي يبلغ من العمر 76عاماً، قد يكون أكثر عملية من كاسترو وأقل قسوة منه، كما أنه من المتوقع ان يكرس ما بقي من حياته في بناء نظام شيوعي على الطراز الصيني التجاري. وتختتم الافتتاحية بقولها ان التغيرات الجديدة في كوبا ستعيد النقاش حول سياسة الولاياتالمتحدة نحوها، حيث ان تقاعد كاسترو لم يغير شيئاً في أهم أهداف أمريكا نحو كوبا ألا وهو أن تصبح دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وعلى هذا فأي سياسة أمريكية ينبغي أن تهدف إلى منح شعب كوبا القدرة على المطالبة بهذا التغيير رغماً عن نوايا فيدل كاسترو أو شقيقه. من جهتها حثت صحيفة (نيويورك تايمز) في افتتاحيتها بعنوان "أفول نجم الطغاة: فرصة لكوبا وللولايات المتحدةالأمريكية، ادارة الرئيس جورج بوش على المشروع في فتح حوار مباشر مع السياسيين وأفراد الشعب في كوبا، اثر اعلان الرئيس فيدل كاسترو تنحيه عن الحكم في البلاد. وقالت الصحيفة ان استمرار واشنطن في عزل النظام الكوبي سيجعل من اليسير على من سيخلف كاسترو في سدة الحكم مواصلة انتهاج سياساته القمعية ذاتها. فإذا ما كان الرئيس بوش يرغب في ايصال رسالة الديمقراطية إلى كوبا، فإن عليه أن يخفف من القيود المفروضة على التبادل الثقافي والاكاديمي بين البلدين وافساح المجال لاجراء اتصالات دبلوماسية جادة مع خليفة كاسترو. وأشارت (نيويورك تايمز) إلى ان الوقوف في وجه الجالية الكوبية المناوئة لكاسترو في ميامي التي تتمتع بنفوذ سياسي قوي لن يكون بالأمر السهل، بخاصة في عام الانتخابات الأمريكية. واستطردت الصحيفة قائلة انه إذا لم يكن بمقدور بوش أن يستجمع قواه لتحدي الجالية الكوبية تلك فإن الأمل معقود على المرشحين الذين سيتنافسون على خلافته من أجل أن يعلنوا بوضوح انهم سيعملون على تغيير سياسة البلاد تجاه كوبا حال وصولهم إلى البيت الأبيض. (خدمة ACT خاص ب"الرياض")