@@ لم يعد الحديث عن عقد القمة العربية القادمة في دمشق وارداً.. @@ بل إن الوارد هو الآن.. @@ الدعوة إلى عقد قمة استثنائية مبكرة تنظر في حال الأمة.. سواء في لبنان.. أو فلسطين.. أو في المنطقة بشكل عام.. لا سيما إذا لم توفق رحلة الأمين العام للجامعة العربية الحالية في حسم الموقف وإيقاف التأجيلات لانتخاب رئيس للجمهورية.. @@ فالوضع في لبنان لا يتحمل مزيداً من الانتظار.. تجنباً لتطورات سلبية ومأساوية قادمة.. وبالذات بعد دخول الشعب اللبناني في مرحلة الصراع المسلح على خلفية الأكثرية والمعارضة.. @@ كما أن الوضع بين الضفة وغزة (أولاً) وبين الطرف الفلسطيني (المتضرر).. والطرف الإسرائيلي المتجبر (ثانياً) يستدعي وقفة عربية قوية.. ومتضامنة.. وحازمة.. @@ والوضع "المتأزم" مع إيران.. إقليمياً.. ودولياً.. يستوجب عملاً عربياً موحداً ومسؤولاً.. @@ لكن الأهم من عقد القمة الاستثنائية هو.. مدى توفر الأجواء الصحية الملائمة.. والنوايا الحسنة.. وصدق التوجه نحو معالجة الأمور بما تستحق من حكمة.. وموضوعية ورؤية قومية بعيداً عن المكاسب الذاتية المحدودة.. أو تأثير التحالفات الإقليمية الضارة أو البحث عن الأدوار على حساب المصلحة العربية العليا. @@ وللحق.. @@ فإن الصورة لا تبدو "مريحة".. @@ والمناخ السياسي العام.. لا يبدو نظيفاً.. @@ والأفق.. لا يبدو مفتوحاً.. @@ فكيف يمكن لقمة كهذه.. عادية.. كانت.. أو استثنائية.. أن تحقق أياً من أهداف الأمة؟ @@ إن صدام المصالح.. @@ وحسابات الأرباح والخسائر.. @@ واستثمار البعض لحالة التوتر بين بعض العواصم العربية.. @@ ولا مبالاة أطراف عربية أخرى.. @@ ومجاملة البعض للبعض الآخر.. حتى وإن جاء هذا على حساب المصلحة العليا للأمة.. @@ كل هذه الأعراض.. تشير إلى أن الوضع لا يبشر بخير ولا يدعو للاطمئنان.. @@ فلماذا القمة إذاً؟! @@ إن من يقولون بأن الهدف من عقد القمم العربية هو "مواجهة المشاكل" والتصدي لها وتطارح الآراء والمقترحات بهدف توفير حلول مناسبة لها بدلاً من التجاهل لها أو الهرب منها.. هؤلاء محقون في نظرتهم.. لو أن الكل كان حريصاً على تحقيق المصلحة العليا بروح المسؤولية المشتركة والمصير العربي الواحد.. @@ إن الأحداث الجارية في منطقتنا.. @@ وخلافات بعضنا مع البعض الآخر.. @@ أعمق.. وأخطر بكثير.. بسبب تداخل أطراف إقليمية أخرى فيها.. وهو تداخل جاء بسبب قيام تحالفات فيما بينها لا تخدم عموم الأمة.. @@ والأخطر من هذا كله.. @@ أن تتحول هذه التحالفات إلى استراتجيات مدمرة.. تهدف إلى شرذمة الأمة وتجزئتها وتفتيتها.. @@ وهذا يعني أن الأمة باتت مخترقة.. @@ وأن حماية المصير العربي المشترك لم يعد هو هدف الأمة العربية مجتمعة.. بل إن ما يحدث هو العكس تماماً.. @@ فأي قمة عربية يمكن أن تعقد في ظل هذه الأجواء؟! @@ إن البديل الأفضل لإنقاذ الأمة هو.. أن تجمع إرادة أكثريتنا على رفض هذه التحالفات. ومواجهة الأطراف الخارجة على هذه الإرادة وليس "مجاملتها" أو السكوت عليها فضلاً عن التعاطف معها.. @@ فإذا نحن ضمنا ذلك.. @@ ضمنا أن يتحد الكل.. وأن يواجه هذا الطرف أو ذاك بأخطائه.. @@ فإن القمة تصبح ضرورية.. @@ وقد تكون تاريخية.. @@ لأنها عند ذاك ستقف ضد خطر داهم.. بهدف استئصاله.. وتأمين سلامتنا جميعاً.. قبل أن يتحول الخطر إلى سرطان مدمر لعروبتنا ولوجودنا بالكامل.. @@@ ضمير مستتر: @@ قوة طرف.. لا تعني ضعف الطرف الآخر@@