استعرض سيدات اعمال واكاديميات مسيرة منتدى جدة بالرضا احيانا والسخط احيانا أخرى مشيرات الى انه لم يوفق خلال السنوات الاخيرة في اختيار المتحدثين ليتحول الى مناسبة لعقد الصفقات التجارية لرجال الأعمال المرموقين وبوابة للظهور الاجتماعي الأنيق في وسائل الاعلام. فيما تراه مجموعة أخرى أنه خدم كثيرا سيدات الاعمال والمجتمع وأوجد لهن ثقافة عالية في فترة قصيرة وساهم في تسويق صورة جميلة عن السعودية في جميع دول العالم. في البداية تقول عضو مجلس إدارة غرفة جدة ألفت قباني إن المنتدى فرصة جيدة لاكتساب الخبرات العالمية وتطبيقها لدينا محلياً خصوصاً فيما يتعلق بتلك المعوقات الاقتصادية التي يشهدها السوق المحلي والعالمي فعلى سبيل المثال وجود وزير العمل ووزير التجارة وعدد من الشخصيات العالمية التي لها دور فاعل في اقتصاديات العالم دليل جيد على مناقشة هذا المنتدى لقضايا محلية حيوية كما أن المنتدى هذا العام سيطرح جائزة مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية للبنوك الذي سيساهم في تنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعياً وبالتالي تحسين الظروف المعيشية لكافة فئات المجتمع. وأضافت أن المجتمع تجاوز فكرة التفرقة بين المرأة والرجل في طبيعة الاستفادة من مثل هذه المنتديات فأوراق العمل تقدم للجميع دون تصنيف وهي تخدم الفكر الاقتصادي بالمجمل وتنعكس على الأفراد بصفة عامة بصرف النظر عن كون هذا الفرد رجل أو امرأة. وتشير سيدة الأعمال عالية باناجة إلى أن المنتدى يمنح القطاع الخاص فرصة التعرف على خبرات وتجارب الشركات الأجنبية فيما يخص آليات عملها وسيدعم هذا العام الشركات والمؤسسات الصغيرة التي ستعمل على الاندماج لمواجهة الشركات الكبيرة المحلية والأجنبية في عصر الحرية الاقتصادية والأسواق المفتوحة بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية. وتتطلع باناجة لتنظيم جيد ومتحدثين جيدين للاستفادة منهم مشيرة الى أن المنتدى لم يقدم الكثير للمرأة التي أثبتت نفسها بعملها وجهدها وحضورها من قبل أن تقام مثل هذه المنتديات. وتقول سيدة الأعمال سلوى رضوان إن منتدى جدة أصبح معلماً من معالم جدة وقدم الكثير فهو وسيلة جيدة للتواصل مع خبرات وتجارب العالم الآخر ونسمع معاناتهم كما أنه يوسع آفاقنا ومداركنا كأصحاب أعمال من حيث طبيعة تلك الآليات والتجارب في الدول المتقدمة وحضور المرأة في مثل هذه المنتديات يساعدها على توعية نفسها في قطاع الاستثمار رغم مشاركهتا الضعيفة في قطاع الاعمال. وتعتبر أستاذة الاقتصاد المنزلي في كلية التربية للبنات بجدة الدكتورة لطفيه مبارك أن المنتدى فرصة مفيدة لاكتساب الخبرات وأضافت التجارب الدولية وإيجاد الحلول المقترحة لحل المعوقات التي تواجه سيدات الأعمال المبتدئات والاستفادة من حضورهن للمنتدى فالمرأة في بلادنا لا تتوفر لديها الفرص الكثيرة من الوظائف وما زال هذا الجانب محدوداً جدا، لذلك نحن نتمنى أن تكون مثل هذه المنتديات الاقتصادية جديرة بطرح الحلول للمعوقات التي تواجه سيدات الأعمال كي يبدأن مشروعات بمالهن الخاص دون انتظار فرص التوظيف. وترى الدكتورة أسماء باهرمز من جامعة الملك عبد العزيز أن المنتدى نشاط فكري وسياحي وأن مدينة جدة تستطيع أن تستفيد منه لتثري به معلومات الأجيال الجديدة من طلاب الجامعات وكذلك شحن الفكر بالقضايا العلمية والمحلية. كما يعمل على تنشيط قطاع السياحة لأنه يستضيف عدداً كبيراً من الوفود الخارجية ويساهم في دعم الحركة التجارية لا سيما فيما يتعلق بالمنتجات الوطنية من تحف وهدايا تذكارية التي عادة ما يقتنيها زوار مدينة جدة من الأسواق المحلية وتحتوي قيمة ذات طابع اثري أو ثقافي ينتمي لتاريخ المملكة وهذا الأمر بحد ذاته يشكل أثرا ايجابيا. وتقول أستاذة اللغة الانجليزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة أميرة قشقري أن المنتدى الاقتصادي بشكل عام يعد ايجابياً للمرأة والرجل لكن أهميته بالنسبة للمرأة أعلى من حيث إنه يقدم لها الفرصة للخروج من الدائرة الاجتماعية الضيقة التي تعيشها وجعلها تنطلق إلى العالم وتتواصل معه وتصبح داخل دائرة الحدث الاقتصادي وتتعرف على مجريات الساحة الدولية في الاقتصاد وتحركاته كما ساهم في تعريف المرأة على شريحة جديدة من سيدات الأعمال. وتابعت قشقري أن المنتدى يعتبر خطوة في طريق التغيير المرحلي الاجتماعي باعتباره يساهم في التنمية الإنسانية للمرأة بمفهومها الشامل من خلال مناقشتها وذكرت أنه يجمع الكثير من الشخصيات الهامة التي تنظر إلى التنمية الاقتصادية. وتصف سيدة الاعمال حصة العون المنتدى بالحدث النرجسي الذي لا يمت الى مجتمعنا بصفة متسائلة عن القضايا التي ناقشها ولامست هموم المواطنين البسطاء كالبطالة وموجة الغلاء وماحدث في سوق الأسهم من متغيرات. واضافت أن المنظمين في السنوات الاخيرة اعتادوا على جلب اشخاص تركوا مناصبهم للحديث في المنتدى ومنهم من فشلت تجاربه ومن نجحت تجاربهم لم يستفد منها الاقتصاد الوطني. وتشير الأخصائية الاجتماعية هنيدة مغربي الى سوء إختيار مكان انعقاد المنتدى لهذا العام والذي سيكون سببا رئيسياً في عدم حضورها. وقالت إن محاور المنتدى في كل دورة موجهة الى طبقة سيدات الأعمال في المجتمع السعودي في حين غيبت مشاكل المواطن البسيط المزدحمة أجندته اليومية بهموم معيشية لا نهاية لها. ونوهت مستشارة تطوير المؤسسات فاتن بندقجي بأهمية الشراكة التى يعلنها منتدى جدة الاقتصادي لهذا العام متمنية ان تفعيلها حتى لا تكون مجرد حبر على الورق خاصة أن مدينة جدة في أمس الحاجة للتنمية في ظل التدهور الحاصل سواء على الصعيد المدني أو البيئي لأننا جميعاً بيننا شراكة لتطوير وإعادة الحياة لكل مرافق بلادنا. وترى عضو مجلس ادارة غرفة جدة مضاوي الحسون أن الدورات السابقة للمنتدى جعلت سيدة الأعمال السعودية مواكبة لكل النظريات المستجدة على الساحة الاقتصادية وفتح الآفاق للمرأة السعودية بمختلف أدوارها في المجتمع وباتت متفهمة لمجريات الأمور العالمية ووضحت لها مجريات التيارات الاقتصادية عام بعد عام. وأضافت الحسون أن الزخم الحضوري سواء على مستوى المتحدثين والمشاركين يوفر بنية ثقافية للمرأة لتتطور في مجال عملها وبالتالي تسجل حضورا لافتا على الخارطة الاقتصادية. وأكدت مديرة القسم النسائي لمكافحة المخدرات الدكتورة عبلة حسنين أن المنتدى الاقتصادي ومنذ بدايته حقق نجاحاً مدوياً وتدرج بهذه القوة إلى أعلى درجاته وحقق حضورا عالميا بات شاهداً على وجود كيان اقتصادي عملاق في بلاد الحرمين. وطالبت سيدة الأعمال رندا الفضل بتوجيه النقد البناء لمنظمي المنتدى لأنهم في أمس الحاجة للدعم المعنوي. وقالت "منتدى جدة فرصة لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب من سبقونا وقد منح سيدات الاعمال ثقافة اقتصادية كبيرة في فترة قصيرة جداً.