تعد منظمة "أطباء بلا حدود" من المنظمات الخيرية الانسانية، والتي تقوم بجهود كبيرة في خدمة ضحايا الحروب والمنكوبين من الكوارث الطبيعية. وقد منحت الاكاديمية السويدية بأوسلو جائزة نوبل لهذه المنظمة الانسانية. وتتميز منظمة "أطباء بلا حدود" بأنها منظمة اهلية تعتمد اساساً على الأعمال التطوعية والتبرعات. وقد تأسست هذه المنظمة في عام 1971م على يد الطبيب الفرنسي برنارد كوشنر. وكانت الفكرة قد بدأت قبل ذلك بثلاث سنوات عندما نشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداء للاطباء الشبان، للاسهام في انقاذ ضحايا المجاعة في بيافرا بأفريقيا الوسطى. وكان كوشنر احد اولئك الذين لبوا النداء.. ومن هنا بدأت فكرة تأسيس منظمة اهلية تقوم بهذه المهمة الانسانية، وقد اختار كوشنر اسم هذه المنظمة "اطباء بلا حدود". كانت اول مهمة تقوم بها المنظمة بعد تأسيسها هي تقديم خدماتها التطوعية في دولة بنغلاديش، عندما وجهت صحيفة (تونيو) الطبية نداء للاطباء بتقديم خدماتهم التطوعية لتلك الدولة. وقد لبى كوشنر النداء مع مجموعة من الاطباء الشبان. لم تكن السنوات الاولى سهلة على هذه المنظمة الناشئة، حيث كانت تفتقر الى الدعم المادي. وفي عام 1974م قامت المنظمة بدور مشرف في نيكاراغوا، ثم في لبنان اثناء الحرب الأهلية. وفي يناير 1977م بدأ الإعلام العالمي يهتم بدور المنظمة الانساني، وذلك عندما قامت بحملتها الإعلانية الاولى لجمع التبرعات. وكانت اهم العمليات التي قامت بها المنظمة في فيتنام في صيف 1979م، واثيوبيا في اغسطس 1985م، وكردستان في ربيع 1991م، والبوسنة منذ يوليو 1995م حتى انتهاء ازمتها الانسانية. وقامت المنظمة بكثير من المهمات الانسانية في عدد من الدول مثل السودان وانغولا وكينيا والكونغو وليبيريا وبروندي وكمبوديا والصين وتشاد وافغانستان وغينيا وسيراليون والكونغو الديمقراطية واثيوبيا ولبنان واوغندا وساحل العاج. وحظيت افريقيا باهتمام المنظمة حيث تبلغ عملياتها فيها اكثر من 60% من اجمالي مهماتها سواء اثناء الحروب الأهلية أو المجاعات والكوارث الطبيعية والاوبئة. وتعتمد المنظمة بنسبة حوالي 60% على التبرعات، حيث تبلغ مصادرها المادية اكثر من ( 500مليون يورو)، حيث تتلقى مساعدات حكومية من بلجيكا والنرويج وهولندا وبريطانيا والسويد والولايات المتحدة ووكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، كما ان لها عدة مقار في انحاء العالم، ومن ضمن هذه المقار مكتب (اطباء بلا حدود) في دولة الامارات العربية المتحدة، ويبلغ عدد المتطوعين في المنظمة حوالي (3000) شخص، 25% منهم من الاطباء، و35% من المساعدين في العمليات الطبية، اما الباقون فهم من مختلف التخصصات. وتركز المنظمة حالياً على كارثة الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) الذي يمكن ان يصبح اكثر تدميراً في بعض الدول، إذا استمر الصمت من الدول الغنية التي لا تهتم بالبحوث والتطوير لمكافحة هذا المرض في الدول الفقيرة. إن دور هذه المنظمة، وكذلك دور المنظمات المهتمة بالمساعدات الانسانية قد تعاظم كثيراً في الوقت الحاضر بسبب اندلاع بعض الحروب الأهلية والعرقية والصراعات الإقليمية في انحاء مختلفة من العالم، وخاصة في الشرق الاوسط مثل العراق وافغانستان ولبنان.. ان منظمة "أطباء بلا حدود" تستحق المزيد من الدعم بلا حدود، لما تقوم به من خدمات انسانية لا محدودة. والله ولي التوفيق.