قدم إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة الكثير من الناس منهم الشاب والكهل الكبير وصاحب المنصب والموظف العادي وقد ألفيتهم حريصين على كتاب الله تعلماً وحفظاً ولكني لم أجد همة تضاهي همة العم عبدالعزيز حفظه الله فهو في تطور مستمر وكل يوم أجد فيه إقبالاً وجداً واجتهاداً ومثابرة وحرصاً على استغلال الأوقات بما يعود عليه بالنفع والخير فبالرغم من كبر سنه غير أن له همة حقيقية أتعبت الشباب وهذا ما شهد به جميع الإخوة الذين يتواصل معهم بشكل يومي من خلال إيقاظهم لصلاة الفجر وتذكيرهم بصلاة الوتر وحثهم على الطاعات وفعل الخيرات. بهذه العبارات استقبلنا الشيخ عادل ريان إمام وخطيب جامع أم الخير التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة عندما سألناه عن العم عبدالعزيز الحافظ لكتاب الله والذي يبلغ من العمر ستين عاماً. وهو عبدالعزيز بن علي بن محمد مطر فإلى الحوار التالي: @ حدثنا عن بدايتكم مع حفظ كتاب الله؟ - كانت البداية مع حفظي لكتاب الله تعالى منذ أن قمت بتصفية حقوقي من العمل الذي كنت به وكان ذلك في عام 1403ه تقريباً حيث أنني كنت أعمل بالقاعدة الجوية ثم قمت بتصفية حقوقي وتركت العمل بسبب ظروف خاصة تركت بعدها عملي. @ أين العم عبدالعزيز قبل هذه الفترة من حفظ كتاب الله؟ - حقيقة كان كتاب الله ولم يزل موجوداً معنا منذ الصغر فقد كنت احفظ شيئاً من قصار السور عندما كنت صغيراً ولكن لم تكن هناك الرغبة المدفوعة بهمة قوية نحو نيل شرف حفظ كتاب الله تعالى وعندما تركت عملي بدت لي أوقات فراغ طويلة وفقني الله لاستغلالها والحمد لله استطعت أن احفظ فيها القرآن الكريم. @ ما هي الطريقة التي اتبعتها للحفظ؟ - لم تكن هناك طريقة معينة اتبعها للحفظ غير أني كنت ملازماً للقرآن الكريم في جميع أوقاتي وكان كتاب الله لا يفارقني أبداً فهو معي في مجلس وغرفة نومي وأماكن انتظاري وفي سيارتي وحتى بعد أن أسمع ما حفظت لمشايخي أجلس في المسجد بعد الفجر أو العصر وأقرأ وأحفظ ما يسره الله لي وهكذا فأنا مع القرآن دائماً ولله الحمد وأنا الآن بتوفيق الله ثم بدعم شيخي الشيخ عادل ريان إمام مسجد أم الخير بحي الصفا أصبح لي ورد يومي أراجع فيه حفظ القرآن الكريم لخمسة أجزاء يومياً ولم أكن منتظماً بهذا العدد من قبل. (العلم في الصغر كالنقش على الحجر..) @ قد تأتي هذه العبارات على ألسن بعض الأشخاص الذين يتطلعون بأنه من الصعب الحفظ في سن متأخرة ما رأيكم في ذلك؟ - ليس في حفظ القرآن الكريم عذر لكبر سن أو لكثرة انشغال ربما لو قلت لي في الأمور الأخرى من أمور الدنيا فأنا أوافقك على ذلك ولكن للقرآن ميزة تميزه عن غيره وفيه بركة ولعل تلك الأمور والانشغالات التي يتعلل بها كثير من الناس تقضى وتكون هينة ببركة حفظ كتاب الله عز وجل وهذا ما حصل لدي فأنا قد مررت بظروف قل أن يمر بمثلها أحد وهي التي أجبرتني على ترك وظيفتي وقد كانت قاسية جداً ومع ذلك صاحبت القرآن الكريم وجعلته مؤنسي في كل الأحوال فيسر الله لي حفظه وفرج الله لي ببركة حفظه الشيء الكثير ومن أحسن استغلال وقته وجعل القرآن معه دائماً أعانه الله في حفظه ويسر له ذلك. @ وبعد أن حفظ العم عبدالعزيز القرآن كاملاً إلى ماذا يتطلع؟ - آمل أن أكون معلماً لكتاب الله وأن أنال خيرية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه). كما أنني الآن أسعى لأخذ إجازة في القرآن الكريم بإعادة مراجعتي كاملة له وتصحيحها وتعلم التجويد من شيخي الفاضل الشيخ عادل بن عبدالله ريان إمام جامع أم الخير بحي الصفا بجدة الذي أفادني كثيراً وأصبحت معه ولله الحمد في أحسن حال. @ كيف ترى إقبال النشء في هذه الفترة لحلقات التحفيظ؟ - تشهد هذه الفترة إقبالاً كبيراً لحلقات التحفيظ وأرى أن أكثر الآباء أصبحوا حريصين على تعليم أبنائهم القرآن الكريم وحفظه وبعضهم يكون هذا الأمر هو شغله الشاغل وهذا الأمر يثلج الصدر ويجعلنا أكثر فرحاً بعودة الناس إلى كتاب ربهم وحفظه وتدبر آياته والسعي إلى مدارسته وتعلمه.