اثارت تصريحات اطلقها ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ولوح فيها بامكانية اعلان قيام الدولة الفلسطينية من طرف واحد، على غرار استقلال كوسوفا، ردود فعل واسعة ليس في "اسرائيل" فحسب بل في اوساط القيادة الفلسطينية ايضا. وسارع كل من رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات الى رفض الفكرة والقول انها لا تعبر عن وجهة نظر القيادة الفلسطينية. غير ان رئيس السلطة محمود عباس قال انه لن يلجأ الى خيار اعلان الاستقلال من طرف واحد في الوقت الراهن، مؤكدا نيته الاستمرار في المفاوضات بهدف الوصول الى اتفاق سلام في العام 2008والذي يشمل تسوية كافة قضايا الحل النهائي. وقال في بيان أمس " اذا لم ننجح في ذلك ووصلنا الى طريق مسدود فاننا سوف نرجع الى امتنا العربية من اجل اتخاذ القرار المناسب على اعلى المستويات". وكان عبد ربه عضو الوفد الفلسطيني المفاوض ايضا، قال في تصريح له ان القيادة الفلسطينية تدرس خيار اعلان الاستقلال من طرف واحد، على غرار ما فعلته كوسوفا، اذا لم تفض المفاوضات مع "اسرائيل" الى النتائج المطلوبة في وقف الاستيطان والتقدم بخطوات حقيقية نحو قيام دولة فلسطينية في حدود العام 67.وأكد عبد ربه في لقاء مع عدد من الصحافيين في مكتبه برام الله اقواله هذه، موضحا "ان مثل هذا الامر يناقش على اعلى المستويات داخل منظمة التحرير". وقال: "ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لم تحقق اي نتيجة حتى الآن وان استمرارها وفق الآلية الاسرائيلية الحالية غير ممكن"، موضحا "ان اسرائيل تنتهج سياسة المماطلة وتضييع الوقت واشغالنا بقضايا ثانوية في وقت تعمل على تمزيق القدس، وتسريع وتيرة الاستيطان فيها، وعلى استدراج الفلسطينيين الى دولة مشرذمة وذات حدود مؤقتة". واضاف: اذا اعتقدوا انه ليس لدينا بديل عن المفاوضات فانهم واهمون. المفاوضات يجب ان تكون لها بداية ونهاية واذا لم تثمر حتى نهاية العام 2008عن نتائج حقيقية تتمثل بإقامة دولة فلسطينية في حدود العام 67- وليس اعلان مبادئ او اتفاق جزئي- فاننا سنعلن الدولة الفلسطينية من جانب واحد. وتابع: كوسوفا ليست افضل منا، وعلى الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الاعتراف بها كما اعترفا باستقلال كوسوفا في 24ساعة. ولفت عبد ربه الى ان القيادة الفلسطينية ستطلب - في حال لجوئها الى هذا الخيار- من مجلس الامن حماية الاراضي الفلسطينية، بارسال قوات دولية، والتعامل مع "اسرائيل" ليس فقط كدولة محتلة فقط بل كدولة معتدية، بموجب المادة السابعة من ميثاق الاممالمتحدة.