قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً.. @@ تأسس صندوق التنمية العقاري.. وتحددت معه قيمة القرض المعطى لأي مواطن يسعى إلى إقامة منزل سكني ب(300.000) ثلاثمائة ألف ريال. @@ ولاشك أن الصندوق قد أسهم وما زال يسهم في تأمين السكن لمئات الآلاف من المواطنين.. بالرغم من المدد الطويلة التي تستغرقها إجراءات الإقراض.. @@ فالصندوق كان على الدوام في مقدمة الإنجازات الكبرى التي أحس بها المواطن.. بحكم تأثيره المباشر على حياته.. وكذلك بحكم مساهمته في تنشيط سوق العقار.. وما يترتب عليه من خير كثير شمل حياة الآلاف من ملاك الأراضي وحوّلهم إلى مستثمرين كبار.. بالإضافة إلى تنشيطه وتوسيعه حركة البناء والعمران في أرجاء المملكة.. @@ وما استمرار الصندوق في أداء وظائفه حتى الآن إلا دليل على تصميم خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) على أن يصبح لكل مواطن بيت يؤويه.. ويسد حاجته و(عياله).. ويجعله في مأمن من غوائل الزمن.. وذلك في إطار سلسلة المشروعات المتعددة لإيجاد مساكن لكل المحتاجين.. @@ وما أود أن أطرحه اليوم هنا هو: @@ أن ارتفاع مستوى المعيشة في بلادنا.. @@ وتعاظم أسعار العقار تعاظماً كبيراً.. @@ وتزايد الحاجة ولاسيما بالنسبة للأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل إلى المسكن اللائق.. @@ فإن إعادة النظر في قيمة القرض ورفعها إلى (500.000) خمسمائة ألف ريال سعودي سيساهم كثيراً في تحقيق طموحات مئات الآلاف من المواطنين المحتاجين إلى سكن يؤويهم.. @@ كما أن العمل على تسريع إجراءات الإقراض وتقصير مدة الانتظار يمثل طموحاً آخر.. من شأنه أن يسهم في إسعاد الكثيرين.. بالرغم من تأخر المقترضين عن السداد للأقساط المستحقة كثيراً.. @@ فالدولة التي رعاها الملك الصالح.. @@ قادرة إن شاء الله على أن تحقق هذين المطلبين.. وأن تجد طريقة ملائمة لتشجيع المتأخرين عن السداد على الوفاء بالتزاماتهم.. سواء بالتغاضي عن رسوم التأخير.. أو حتى بالتنازل عن جزء من المبالغ المستحقة للدولة.. لتضيف بذلك مكرمة جديدة إلى سلسلة الأعمال الخيّرة التي أفضل بها (عبدالله بن عبدالعزيز) على أبناء شعبه الوفي.. @@ والأكثر من هذا.. @@ والأجمل منه.. @@ هو أن يعاد النظر - بصورة أساسية - في شروط الصندوق.. فلا يصبح توفر الأرض بمثابة شرط أساسي للحصول على القرض.. @@ لأن وجود الأرض بات متعذراً.. ولاسيما في ظل ارتفاع أسعار الأراضي بصورة غير مسبوقة.. @@ وفي هذه الحالة.. فإن رفع قيمة القرض إلى مليون ريال.. كفيل بأن يعين الإنسان إما على شراء وحدة سكنية جاهزة.. أو على شراء الأرض والشروع في إقامة سكنه عليها.. @@ وهناك بديل ثان يمكن أن يكون محققاً لجزء من حلم يتطلع الكثيرون إلى تحقيقه وذلك هو إقرار مبدأ تملك المواطن لشقة بدلاً من وحدة سكنية مستقلة.. @@ وفي هذه الحالة فإن القرض الذي يمكن أن يعطى له ثمناً للشقة سوف لن يتجاوز (500.000) خمسمائة الف ريال. @@ وإن كنت أرى أن يتيح أي تنظيم جديد للصندوق فرصة الجمع بين الخيارين.. @@ خيار الحصول على وحدة سكنية مستقلة بقرض يبلغ مليون ريال.. وخيار شراء شقة في عمارة سكنية بقرض لا يتجاوز (نصف مليون ريال).. فهناك من يحبذون السكن المستقل.. ولهم القدرة على سداد قيمة القرض.. وهناك من تكفيهم الشقة ويستطيعون الالتزام بسداد أقساط قرضها.. @@ وفي كل الأحوال.. @@ فإن الوقت قد حان الآن.. لمراجعة نظام الصندوق وأهدافه ووظائفه وحجم قروضه.. @@ وسوف يسعدني كثيراً.. كما سوف يسعد الكثيرين غيري إن هم استمعوا إلى شيء من ذلك في القريب العاجل إن شاء الله.. @@@ ضمير مستتر: @@ مهما حلق (العصفور) بعيداً.. فإنه لن يلبث أن يعود إلى (عشه) الأساسي أخيراً..